فهل تسريبه حقيقي أم لا؟؟ منطقياً لا يمكن أن يذهب طرفي الحوار إلى جنيف 2 إلا ولكلٌ منهم رؤية خاصة للحل والخروج من الأزمة التي تعصف باليمن ؛ وإلا فهل يمكن لوقت مقرر لانعقاد نقاشات وتفاوضات على طاولة حوار أن يسعف أي فريق مكون من عدة أشخاص ليكتب خلاله مبادرته ورؤيته للحل ؟؟؟ وفي إطار مقدمات ومؤشرات حوار جنيف 2 أعلنا طرفا الحوار موافقتهم على السفر إلى جنيف2 وتوجها... إذ ومن جانب أول ففي تصريحه امس قال الناطق الرسمي للحوثيين " ... وصلنا ردٌ إيجابيٌ على ملاحظاتنا حول مسودة وأجندة الحوار، وطلب الأممالمتحدة مناقشة النقاط المختلف عليها للوصول الى حوار سويسرا -المزمع عقده في المرحلة المقبلة، والذي نحرص أن يكون حوارا جادا وبنّاء ومسئولا يفضي عن يقين إلى وقف العدوان وفك الحصار وإحياء العملية السياسية ..." وأضاف "عبدالسلام" في ختام تصريحه رسالة إلى انصارهم على الأرض قال فيها: " ونهيب بشعبنا اليمني العظيم وجيشه وأجهزته الأمنية ولجانه الشعبية مزيدا من الصمود، والحضور في كافة الجبهات، مع أخذ الحيطة والحذر من نوايا قوى عدوانٍ لا تزال على أشدها، ولا تزال تسعى لإغراق البلد بمزيد من قوات الاحتلال الأجنبي والعناصر المتطرفة" . وخلاصة لذلك التصريح والرسالة؛ بدا التكهن عن نتيجة جنيف 2 سهلاً على الأقل من كون أن هناك تطور في التفاهمات والقبول بطروحات وشروطات الأطراف فيما بينها عما يمكن اعتباره إطاراً لصيغة حل ممكنة الاتفاق عليها؛ بيد أن رسالة عبدالسلام تلك يمكن فهمها على أنها تهدف إلى محاولة كسب مزيداً من الأرض لامتلاك مزيداً من الثقة في تطويع صيغة الاتفاق المرسومة عليهم قدماً ... من الجانب الآخر "طرف الشرعية" فلا أوضح من القول أن طرف الشرعية متمسكاً بمبدأ أن أي تخريجة لتفاوض جنيف 2 لا بد وأن تحقق عودة الشرعية وبدء آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن من قبل طرف الحوثيين وصالح . وعلى الرغم من أن طرف الشرعية قد أعلن مراراً وتكراراً أنهم قد وضعوا رؤيتهم المقترحة للحل والتي سيضعونها على طاولة جنيف2؛ إلا أن طبيعة وصيغة تلك لم نجد لها أية اشارات أو تلميحات من قبل طرف الحكومة الشرعية . لذا لا مجال أمامنا لاكتشاف طبيعة ومعالم رؤية الشرعية للحل؛ سوى تحليل تصريحات وتحركات طرف الشرعية على الأرض .. وهن ومن جانبه ففي تصريحه اليوم بعد وصوله مأرب قال بحاح : " سأعود قريباً إلى صنعاء لبناء الدولة وسيتواجد اعضاء الحكومة في مأرب لممارسة مهامهم ... " وهنا فليست زيارة بحاح لمأرب وحدها مؤشراً على أن مأرب موجودة وبقوة في صيغة الشرعية للحل ؛ بل أن تصريح ثاني أكبر مسؤول عن طرف الشرعية يبدو وكأنه تسريباً عن غير قصد لمعالم صيغة الحل التي قدمتها الشرعية وذاهبة إلى جنيف2 لاكتساب موافقة الخصم عليها؛ وقد أوضح لنا بحاح على الأقل أهم معالم الاتفاق الذي أعدته الشرعية ويتوقع أن يمثل جوهر ما سيخرج به جنيف2 .. ولذا ومن النظر إلى مضمون وطبيعة تصريح بحاح وثقته في اطلاقه وتوقيته له؛ فإنه يمكننا القول بأن بحاح قد سرّب لنا بغير قصد أو بقصد بأن صيغة الاتفاق المتوقع من جنيف2 بحسب بحاح ستشتمل ضمناً على الآتي:
- عودة بحاح بمفرده إلى صنعاء لممارسة مهامه كرئيس للحكومة . - عودة أعضاء الحكومة إلى مأرب لممارسة مهامهم تحت قيادة بحاح من صنعاء ولكن ألا تكن عودة كليّة. - يبقى هادي في عدن رئيساً بلا صلاحيات ومعه عدداً من الوزراء شريطة أن يكون من بينهم كلاً من "وزير الخارجية, ووزير حقوق الإنسان, وزير الداخلية, " ربما . يؤكد ذلك اهتمام بحاح وزيارته إلى مأرب وتمسك الحوثيين وصالح قدما بعدم عودة هادي الأمر الذي سيجعل من عدم عودته إلى صنعاء ومعه بعض من الوزراء الذين برزوا في صف التحالف كوزير الخارجية , ستمثل حلاً وسطاً وممكنا تحت قاعدة " لا غالب ولا مغلوب " في مسألة الاعتراف بهادي والحكومة والقبول بعودتهم إلى الوطن . وهو ما يمكنه أن يفسر لنا تفاؤل طرف الحوثيين وصالح بأن الحل والاتفاق بات وشيكاً وممكنا من حيث وجود حلول وسط لأعظم نقاط الاختلاف وهي الموافقة على شرعية هادي والسماح بعودته الى صنعاء .. وهذا ما جعلني أكتب لكم هذا التحليل المختصر في الجملة " بحاح يكشف أهم نقاط اتفاق جنيف 2 .. فهل تسريبه حقيقي أم لا ؟؟ "