منذ بدء عاصفة الحزم وأصوات الحقد تتعالى ضد التجمع اليمني للإصلاح، تارة بأنه استحوذ على الشرعية، وتارة بأنه معرقل للجبهات، وتارة بأنه خلف الفوضى ومسلسل الاغتيالات في عدن. ومازالت تلك الأبواق تواصل اتهاماتها الكيدية التي لا تنبني على أدنى دليل دون خجل من كذبها المفضوح أو حتى احتراماً لذاتها المهدرة في ظل مسلسل الكذب والتلفيقات التي لا تنتهي ضد التجمع اليمني للإصلاح. مصممون على أن الإصلاح صاحب أخطاء فادحة وعظيمة، ويشنون الاتهامات الهوجاء دون دليل، وأنا هنا سأسدي لهم معروفاً وأثبت لهم أخطاء الإصلاح بالدليل القاطع: الإصلاح أخطأ حين آثر مصلحة الوطن على مصلحته وضحى بنفسه لأجل اليمن كله وقت أن قرر الرحيل عن منازله وترك مصالحه خلفه نهباً للمليشيا الحوثية وذهب إلى ميادين العزة والمجد مدافعاً عن الوطن بأسره، ووضع على عاتقه مسئولية الدفاع عن الشرعية السليبة من أجل استعادة النظام الجمهوري العادل لينعم بمساواته وعدله كل أبناء اليمن. الإصلاح أخطأ حين ضحى بالكثير من شبابه وكهوله في الجبهات واكتفى بالنزر اليسير من المناصب، فيما زاحم غيره من الأحزاب الكرتونية التي لا تملك غير دائرة أو دائرتين انتخابيتين على مناصب عليا وسفارات ووزارات لا حصر لها. الإصلاح أخطأ حين جيَّش كل أقلامه وإعلامه لنصرة الشرعية ولم يذهب ليفت عضدها أو يسترزق بمهاجمتها. الإصلاح أخطأ حين وقف سداً منيعاً في مواجهة من أرادوا ابتلاع جزيرة سقطرى وطمس هويتها، وقام بتأليب الرأي العام ليشكل جبهة وطنية عريضة من كل الأحزاب والتيارات، كانت كفيلة بإسقاط مؤامرة سقطرى. الإصلاح أخطأ حين تنازل عن رئاسة مجلس النواب وهو الأحق بها كونه يناصر الشرعية بكل نوابه، فيما يتفرق بقية الأحزاب بين مع وضد وصامت. ومع ذلك آثر مصلحة الوطن -كعادته- على مصلحته وكان أول المؤيدين لانتخاب البركاني. الإصلاح تدمرت منازله، ونُهِبتْ أملاكُه، وهُجِّرَ أبناؤه، وتم الزج بالآلاف من عناصره في سجون مليشيا الحوثي وسجون بئر أحمد على السواء، ومع ذلك ظل صابراً محتسباً لأجل وطنه وشرعيته. الإصلاح تم تشريد قيادته من عدن التي قاد تحريرها ومقاومتها، وأُحرِقتْ مقراته، ومع ذلك لم يجد مناصراً فصبر واحتسب ولم يواجه الهمج بالعنف وهو قادر على ذلك، لتجنيب عدن الصراع والفوضى. ومع ذلك لم يتركوه وشأنه، بل أصبح أتباعه هدفاً سهلاً لكل الإرهابيين والغوغائيين الذين يتهمونه بجرائمٍ هم مقترفوها، ويصفونه بأخلاقيات هم مرتكبوها. ولو كان يملك أدنى ذرة من الإرهاب لما ترك أعضاءه من أئمة المساجد هدفاً سهلاً لمليشيا الموت والارتزاق التي تقتلهم واحداً تلو الآخر بدمٍ بارد دون أي ذنب إلا ارتيادهم للمساجد!! فإذا كانت هذه أخطاء الإصلاح فلا يسعني هنا إلا أن أقول ما قاله الإمام الشافعي: إنْ كان رفضاً حُبُّ آلِ محمدٍ فليشهدِ الثقلانِ أني رافضي