رحبت الأوساط السياسية والشخصيات الاجتماعية والمجلس العسكري وأهالي محافظة تعز٬ الواقعة إلى جنوب العاصمة صنعاء٬ بقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي بتعيين محافظ للمحافظة. وأصدر الرئيس هادي قرارا بتعيين مرشح المقاومة الشعبية في محافظة تعز البرلماني علي محمد أحمد المعمري٬ محافظا للمحافظة٬ وذلك خلفا للمحافظ السابق شوي أحمد هائل٬ وهو القرار الذي لاقى تأييدا واسعا في أوساط أهالي تعز والأحزاب السياسية٬ ومن بينها دوائر المؤتمر الشعبي العام (الحزب الذي ينتمي إليهالمخلوع صالح) في محافظة تعز. ويأتي تعيين البرلماني علي المعمري محافظا بعدما طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي٬ في وقت سابق٬ من الأحزاب السياسية ترشيح أسماء لتولي منصب محافظ المحافظ٬ ورشح٬ في حينها٬ الحزب الاشتراكي القيادي في الحزب محسن الشرجبي٬ ومن جهته رشح حزب الوحدوي الناصري٬ رشاد الأكحلي٬ بينما امتنعحزب التجمع اليمني للإصلاح عن ترشيح أي اسم لتولي منصب المحافظ. وفي السياق ذاته٬ أصدر حزب المؤتمر الشعبي العام٬ في تعز بيانا رحب فيه بقرار الرئيس هادي٬ واعتبرت قيادة المؤتمر في تعز٬ في بيان لها٬ حصلت «الشرقالأوسط» على نسخة منه٬ أن «قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين البرلماني علي أحمد العمري محافظا لمحافظة تعز يعد خطوة مهمة على طريقإنقاذ تعز وتحقيق الاستقرار والأمان في ربوعها». وأكد رؤساء الدوائر الانتخابية في محافظة تعز ترحيبها بقرار الرئيس وتقديم «كل الدعم والمساندة للمحافظ المعمري وذلك ليتمكن من أداء مهامه الوطنية والإدارية خدمة لأبناء تعز التي تمر بظروف قاسية وتعاني من ويلات الحصار الظالم»٬ متمنين له التوفيق في مهامه الوطنية الجديدة٬ والنجاح في قيادة المحافظة. ومحافظ تعز الذي عينه الرئيس هادي هو عضو في مجلس النواب (البرلمان اليمني)٬ ومن أبناء قضاء الحجرية في تعز بمديرية الشمايتين عزلة بني عامل٬ وهو مرشح المقاومة الشعبية لتولي منصب المحافظ. ومن جهته٬ قال المجلس العسكري في محافظة تعز بقيادة العميد صادق سرحان٬ بأن «المعمري شخصية وطنية تحظى باحترام جميع الأطراف في محافظة تعز٬ وأن المجلس سيقدم دعمه للمحافظ وسيبذل جهدا كاملا في دعم المحافظ بمسؤوليته تجاه خدمة محافظة وأبناء تعز». وأوضح العميد سرحان أن «هذه المرحلة حرجة وهي مرحلة تأسيس تستدعي من الجميع التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد٬ وأنه يتوجب على جميع القوى والمكونات في المحافظة إلى تأييدهم والوقوف إلى جانب المحافظ الجديد في هذه المرحلة». إلى ذلك٬ قال مصدر في المجلس العسكري بمحافظة تعز ل«الشرق الأوسط» إن «عملية تحرير المحافظة وفك الحصار عنها بات قريبا جدا وقد تم الحشد له خصوصا بعدما نجح التحالف في كسر حصار تعز من خلال الإنزال الجوي محملا بالمساعدات الدوائية والطبية٬ وأن قيادة التحالف قد تواصلت مع قيادتي المقاومة والمجلس العسكري٬ ووضعوا خططا لشن معاركهم الحاسمة ضد ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح بمساندة غارات طيران التحالف المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية». في المقابل٬ شهدت مديرية المسراخ٬ جنوب مدينة تعز٬ أمس٬ مواجهات عنيفة٬ حيث دارت الاشتباكات في منطقة كريف القدسي في المسراخ في محاولة من الميلشيات الانقلابية التقدم والسيطرة على مواقع خاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية. ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح ارتكابها المزيد من المجاز بحق الأهالي من خلال قصفها من مواقع تمركزها بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على الأحياء السكنية خاصة أحياء المسبح وكلابة والدحي٬ مخلفين ورائهم قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساءوأطفال. وكشفت منظمة «شهود»٬ وهي منظمة مدنية تهدف للدفاع عن الحقوق والحريات العامة وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان٬ عن حالات الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح في حي الدحي٬ غرب تعز٬ ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والمدنيين بين قتيل وجريح٬ حيث بلغ عدد الضحايا 12 شخصا. وقال بشير المصباحي٬ رئيس منظمة شهود٬ ل«الشرق الأوسط» بأن «ميليشيات الحوثي وصالح شنت أول هجوم لها وكان بقذيفة هاون على تجمع للأهاليبجوار مدرسة بدر الأهلية أمام بقالة باب الحارة٬ ونتج عنها (استشهاد) نبيل محمد سعد يبلغ من العمر 20 عاًما وإصابة خمسة آخرين بحسب الشهادات التي أدلىبها سكان الحي المتواجدون وقت وقوع الحادث». وتابع القول: إنه «وعلى إثر وقوع الحادث تم إسعافهم إلى مستشفى الحكمة والروضة والثورة إلا أن الأمر لم يتوقف عند تلك النقطة٬ فبعد ربع ساعة من الحادث الأول سقطت قذيفتان على بعد خمسين متًرا تقريًبا من موقع سقوط القذيفة الأولى أمام مركز الطب النفسي التابع للدكتور عبد القادر المجاهد ونتج عنها إصابة ثلاثة أشخاص من الباعة المتجولين وهم قادمون بعرباتهم المحملة بالموز من معبر الدحي وتم تضميد جراحهم النازفة في إحدى المكتبات داخل الحي قبل نقلهمللمستشفيات». وأضاف: «وعلى بعد مسافة لا تزيد عن مائتي متر من القذيفة الثانية سقطت القذيفة الرابعة عند الممر الفاصل بين مسجد أنس ومدرسة اليرموك الحكومية في حينكان الأهالي يتجمعون بانتظار حصتهم اليومية من ماء الشرب عند خزان السبيل بجوار جامع أنس٬ وعندها سقطت القذيفة و(استشهد) مؤذن الجامع حميد عبد الجليل سعد بصورة مباشرة وأصيب رمزي عبد الجبار سعد وحامد حسن خالد بجراح خطيرة حيث تحولت سيقانهم إلى أشلاء وهو الأمر الذي نتج عنه وفاة حامد في المستشفى متأثًرا بجراحه بعد إجراء العملية بينما لا يزال رمزي يرقد في المستشفى». ويؤكد المصباحي أن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تواصل استهداف الأهالي والأحياء والتجمعات السكانية وترتكب جرائم حرب بكل المعايير القانونية والدولية». وبينما كثفت الميليشيات الانقلابية قصفها الهستيري على الأحياء السكنية وحصارها المطبق على جميع مداخل مدينة تعز٬ وتمنع عنهم للشهر التاسع دخول الموادالغذائية والطبية وكل المستلزمات٬ ناشد أهالي مدينة تعز الرئيس هادي وحكومته وقوات التحالف بقيادة السعودية٬ سرعة فك الحصار عنهم وتحرير المحافظة من الميليشيات الانقلابية من خلال تنفيذ عمليات عسكرية حاسمة.