الثالث من ديسمبر حدث يسلط الضوء على هموم وتطلعات الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم. وفي اليمن يتم أحياء هذا الحدث الإنساني العالمي من خلال عرض تحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في ظل الظروف القتال الدائر حالياً في البلاد. ورغم تلك التحديات التي يعرفها الجميع الا ان هناك جانب مشرق ومشرف قد لا يصل الى الكثيرين وهو قصص اشخاص تغلبوا على اعاقاتهم ونجحوا في المجتمع حيث ان النجاح يأتي نتاج عمل دؤوب وجهد متواصل من شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة. إن هذه النجاحات تعتبر ملهمة لكل الأشخاص ذوي الإعاقة وللأشخاص العاديين. الإعاقة لا تشكل عائقاً امام تحقيق الطموح طالما أن الإرادة مغروسة في النفوس وأصدق مثال على هذا ذلك الشاب براق التويتي الذي فقد احد ساقية بعد تعرضه للإصابة بانفجار لغم ارضي. افقده الامل ولكن الإصرار والعزيمة والإرادة التي تقهر المستحيل جعلت من براق التويتي شخصا مختلفا بعد ان حصل على طرف صناعي من مركز الأطراف صنعاء، حيث اصبح قادرا ان يلعب الكرة كما كان يمارسها قبل اصابته. واكمل تعليمه الجامعي في تقنية المعلومات والان يعمل محاضراً في بعص الجامعات في الحديدة وبعض المعاهد الخاصة ممارسا حياته بحب وشغف ولسان حاله يقول انما ابتلاني ربي ليمنحني فرصة اكبر واكثر ومتخطيا حدود الإعاقة الى ابعد مما قد يصل اليه الأشخاص العاديين. ان نفسه الطموحة تحدثه بالمزيد من الابداع وشعوره بالمسئولية أمام المجتمع وشريحة الأشخاص ذوي الإعاقة تحتم عليه ان يرتقي دائما ويتطلع الى كل ما من شأنه خدمة الناس. براق يطمح ان يواصل دراسته العليا في تخصصه وهو يرسل بهذه الرغبة رسالة لكل شخص ذو إعاقة مفادها إنك تستطيع مادامت الإرادة تدب في عروقك. براق ومثله من الاف الأشخاص ذوي الإعاقة الذين اثبتوا فعلا أن المعاق الحقيقي هو من يتكاسل وينتظر ان تمطر السماء ذهبا. ونحن نحتفل بهذا اليوم نحس بفخر كبير يكاد يطاول السحاب علوا بما نراه من نماذج صنعتها الإعاقة ولولا مجاهدة النفس لما رأيناهم بهذا النجاح. ولا تنتهي نماذج النجاح عند براق . فهنا يبرز نموذج اخر لا يختلف عن سابقه وانما يكمله ليكونا أروع النماذج التي تقول للمستحيل انت سهل امام همتي العالية جاءت أمينة الى مكتب الصليب الأحمر على كرسي متحرك وهدف الزيارة ان امينة جاءت للبحث عن معلومات تدعم رسالتها في الماجستير ما هو دور المنظمات في مجال دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع. وحينما رأيتها وبأطراف سفلية مصابة بالشلل والضمور لا تقوى على حمل جسدها ولمست علو همتها وتفانيها في الحصول على المعلومات لإكمال مناقشة رسالة الماجستير في تخصص علم الاجتماع والذي ستخدم المجتمع من خلاله حينها احسست بالتقزم امام هذه النفس التي تستحق ان تكون مثالاً لكل بني جنسها من ذوي الاحتياجات الخاصة وفخر لكل شخص. أكملت امينة استمارة الأسئلة التي أعدتها لنا وغادرتنا بقلب ينبض بالطموح والتحدي قائلة أنتم مدعوين في جلسة مناقشة الرسالة قريبا حينها وبكل جلد الرجولة شعرت بدموعي تنزل دون ان اشعر وكانت دموع فرحة وسعادة بما لمسته من أمينة الانسان والنموذج والمثل الأعلى التي يعجز اللسان ان يصف مثلها بكلمات. وأنا اسرد قصتها اشعر بفخر كبير ليس لأنها من شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة ولكن لأني أنا المعاق الحقيقي امام همتها العالية وتفانيها المستمر. أمينة وامثالها مصدر الهام لي ولكل شخص يحمل نفسا لا تستكين ولا تستسلم للظروف. وحول دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دعم مراكز التأهيل الحركي في صنعاء، وتعز، وعدنوالمكلاء، تقوماللجنة الدولية بتزويد تلك المراكز بالمواد الخام خارجية الصنع والتي تعتبر مكلفة جدا في ا والان نحن بصدد تجهيز مركز في مستشفى الجمهوري في صعدة. تعمل اللجنة الدولية على تأهيل الكوادر اليمنية في تخصص الأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية حيث ارسلنا 32 طالب وطالبة من مختلف محافظات الجمهورية لجمهورية الهند لدراسة التخصص وقد تخرج منهم 18 طالبا حتى الان . اتفقت اللجنة الدولية مع وزارة الصحة والتعليم العالي بفتح هذا التخصص باليمن وتم اختيار المعهد العالي للعلوم الصحية مكانا للتدريس وان اللجنة الدولية قام بتجهيز كل معامل التدريب والمنهج المعتمد داخليا وخارجيا لهذا التخصص. كما تدعم اللجنة الدولية المراكز بمادة الديزل للمولدات لضمان استمرارية بقاء المراكز قادرة ان تخدم كل شرائح الأشخاص ذوي الإعاقة بما فيهم جرحى الحرب. وخلال هذا العام استفاد من خدمات تلك المراكز حوالي 70000 شخص. * مسوؤل ميداني لمشروع التأهيل الحركي باللجنة الدولية للصليب الأحمر- اليمن