تمكنت قوات الأمن اليمنية، في وقت مبكر من فجر أمس، من إلقاء القبض على أحد أبرز القيادات الأمنية لميليشيات الحوثي وصالح في مأرب، شرق البلاد، في وقت كشفت فيه مصادر عسكرية عن سعي قوات الجيش الوطني لتطهير ما تبقى من مساحة جغرافية في نهم، شرق صنعاء، والتوغل نحو مناطق جديدة في المدينة. وقالت مصادر أمنية ل«الشرق الأوسط» إن أجهزة الأمن في مأرب ألقت القبض على قيادي حوثي يدعى المهرس، ويكنى «أبو حسين»، في أحد شوارع المدينة، عقب مطاردته وهو يحاول الفرار. وبحسب المصادر، كان مهراس يعمل متنكراً كتاجر في المدينة، غير أنه يقوم بأعمال استخباراتية، وتنفيذ مهام اغتيالات لصالح الانقلابيين، بالإضافة لكونه أحد أهم القادة الأمنيين. وقالت المصادر الأمنية إن أجهزة الأمن شرعت في التحقيق مع المقبوض عليه في وقت متأخر من مساء أمس. وكانت قوات الأمن والجيش في مأرب قد ألقت، أخيراً، القبض على عدد من القيادات الانقلابية ومسؤولين في الحكومة الانقلابية بصنعاء أثناء محاولتهم مغادرة البلاد براً عبر مأرب والمهرة إلى إحدى الدول الخليجية المجاورة، أو العودة إلى البلاد عن طريق البر (الصحراء). كما ألقت قوات الأمن والجيش القبض على مسؤول التموين في جبهات صرواح والجوف ومأرب في ميليشيات الحوثي وصالح. وشهدت مأرب خلال الأشهر الماضية عدداً من عمليات ومحاولات الاغتيال التي استهدفت شخصيات قبلية موالية للحكومة الشرعية، وما زالت قوات الجيش الوطني تخوض مواجهات مع الانقلابيين في جبهة مديرية صرواح، آخر معاقل ميليشيات الحوثي وصالح في محافظة مأرب النفطية الهامة، التي تحتضن الجزء الأعظم من قوات الجيش الوطني والقيادات الأمنية والعسكرية. وفي التطورات الميدانية، كشف مصدر عسكري عن تحرك قوات الجيش الوطني، خلال الفترة القليلة المقبلة، نحو استكمال سيطرتها على ما تبقى من مساحة جغرافية يسيطر عليها الانقلابيون في نهم، والتوجه نحو مديريتي أرحب وبين الحارث. وقال قائد عمليات اللواء 72، العقيد خالد الجماعي، في تصريحات ل«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش الوطني «تتحرك وفقاً لخطط واستراتيجية تسعى لتحقيقها على الأرض، واستعادة ما تبقى من مساحة تقدر بنسبة 20 في المائة ما زالت خاضعة لسيطرة الانقلابيين»، وأضاف: «التقدم الذي حققته قوات الجيش الوطني في نهم كان محورياً»، في وقت تمكنت فيه قوات الجيش الوطني وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، خلال معارك الأيام الماضية، من استعادة السيطرة على مواقع جديدة في نهم، وتحاول التقدم نحو مواقع جديدة في محافظة صنعاء. ويقول الجماعي إن «هناك مهاماً مشتركة بين الوحدات والألوية المرابطة في نهم، التي تأخذ توجيهاتها من قيادة المنطقة السابعة، وهناك مهاماً لكل لواء حسب الخطة والهدف». وتحدث القائد العسكري عن الصعوبات التي يواجهها الجيش الوطني، مؤكداً أن أبرزها يتمثل «في وعورة الجبال، والوسائل التي يتخذها الانقلابيون لصد تقدم الجيش، من زرع الألغام والعبوات في كل الجبال والسهول في نهم، واستخدامه القرى والسكان في بعض المناطق دروعاً بشرية، ويسعى الجيش لتجنيب المدنيين أضرار الحرب». ويرابط اللواء 72 في نهم، مع 10 ألوية عسكرية أخرى، وقد خاض أفراده كثيراً من المعارك ضد الانقلابيين في مناطق القرن وجبل الصافح والقتب والمريحات والجبيل وقرية النعيمات وحيد الذهب الاستراتيجية، وهي المناطق التي فرض سيطرته عليها. وبالإضافة لمواقع وجوده في نهم، يوجد هنالك مواقع تتمركز فيها بعض وحداته العسكرية في صرواح مأرب.