ألقى الدكتور عبد الوهاب محمود عبد الحميد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي- قطر اليمن عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك في الحفل الخطابي بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله قال فيها : الأخ رئيس الجمهورية , الأخ صادق بن عبد الله الأحمر وإخوانه الأخوة الحاضرون جميعا : أود باسم المجلس الأعلى للقاء المشترك أن أشارك بهذه الكلمة في إحياء الذكرى الأولى لرحيله وهي مساهمة رمزية متواضعة نعتبر عن حبنا ووفاءنا لفقيد اليمن . ويسعدني أن شرفني المجلس الأعلى بإلقائها نيابة عني وعن إخواني في أحزاب اللقاء المشترك وكم كنت أود أن تكون كلمتي هذه بمستوى ما أكنه للفقيد من حب واحترام ووفاء وبمستوى المكانة التي يحتلها في قلوب منتسبي اللقاء المشترك وبمستوى مكانته الوطنية عموما .. كيف لا وهو تلك الهامة العظيمة التي لا يختلف إثنان على أن رحيله في هذه الظروف قد شكل خسارة جسيمة لليمن ولليمنيين الذين ظلوا يرون في ذلك العنوان البارز لمرحلة تاريخية من مراحل اليمن المعاصر بكل ما عاشته من تطلعات وأحداث يغيب عن ذاكرة التاريخ، إنها مرحلة من أهم مراحل اليمن التي يمكن أن يسجلها التاريخ بوقائعها وأحداثها كمحطة بين زمنين، وفي هذه المحطة التي أعدت فيها قافلة حياة اليمنيين للحركة إلى الأمام نحو المستقبل مخلفا ورائها مخلفة ورائها عهود الظلم والتخلف كان الفقيد الكبير قائدا ماهرا ترك بصماته بقوة في هذه المسيرة التي امتدت قرابة خمسة وأربعين عاما عرفته جبال اليمن وأوديتها ومدنها مدافعا عن الثورة ومقاتلا عنيدا وعرفته الميادين السياسية سياسيا من الطراز الرفيع وزعيما تمتع بإدراك واسع وعميق للحق والعدل والأصالة وكل القيم الإنسانية الرفيعة في مثل هذا اليوم.. أيها الأخوة منذ عام غادرنا هذا العلم البارز رجل رحل عنا إلى دار الخلود ترجل فارس سبئي ومجاهد عربي إسلامي عن فرسه مستجيبا لنداء الله مرددا قوله الكريم ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) صدق الله العظيم .. اليوم في ذكرى رجيل شيخنا الجليل رجمه الله نقف لحظة تأمل ومراجعة لمسيرة حياتنا من بعده فنرى حاجتنا إلى الحكمة تزداد لما يكتنف حياتنا من مصاعب وتعقيدات وما أحوجنا في اللحظة الراهنة التي نتزود من خبرته التي تركها ميراثا لنا ولأجيال من بعدنا للسير بالطريق الذي يصلنا بالمستقبل المشرق والواعد بالعزة والكرامة في العمل من أجل القدس ومن أجل فلسطين وهاهي غزة اليوم تقصف بأسلحة الدمار الإسرائيلي في أبشع جريمة من الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد أهلنا في فلسطين، كم كنت عظيما أيها الشيخ الجليل عندما كنت تتحدث وبصورة نقدية عن بؤس النظام الرسمي العربي الذي فقد الحيلة في الدفاع عن حق العرب وكرامة العرب وكم كنت حليما عندما طالبت الأخوة الفلسطينين بضرورة إنهاء الخلافات بينهم .. لقد جاهدت ونصحت لمواجهة تلك المخططات للعدو الصهيوني في كل االظروف التي جمعتنا .. كمت أبا وأخا وقائداً وكان حزننا عميقا بمفارقتك وتؤكد وقائع الحياة اليوم ومساراتها حجم الخسارة التي بلينا بها ، وعزاؤنا أن ميراث حكمتك وتجاربك وخبرتك لا بد أن تجد طريقها إلى حياتنا عبر جيل لن يكون أمامه من خيار سوى أن ينصفك من أجل حمل هذه الرسالة وهذا الميراث إلى حيث يجب أن يواصلوا الدور الكبير الذي اضطلعت به طول حياتك .. فرحمه الله عليك أيها الشيخ الجليل.