تعيش ألوية الجيش المختلفة حالة من الإرباك والفوضى جراء اتباع القيادات العليا لنظام غير علمي لهيكلة الجيش، بحيث اعتمد على مقدار الولاء لشخص الرئيس والمحاصصة الجهوية دون إيلاء الأقدمية والرتب والخبرة العسكرية أولوية في الترشيحات، وهو ما أدى إلى حالة من الرفض لهذه القيادات في تكرار لتمردات كانت تتم أثناء أزمة 2011. وبهذا الخصوص يضطر الرئيس ووزير الدفاع في العادة بتغيير من يتم تعيينهم كقادة ألوية وأركان حين يرفض منتسبو الألوية من الجنود والصف قبولهم في ظواهر تعد غريبة على السلك العسكري.. وبهذا الخصوص أعاد الرئيس تعيين العميد الركن احمد حسين دحان، قائداً للقوات الخاصة بعد أن لم يمضِ على تغييره عدة أشهر، وكان عين بدلا عنه العقيد ركن عبدالكريم البرق قبل أن يعزله بسبب قيامه بإرسال كتيبتين من القوات الخاصة لمواجهة الحوثيين في بني مطر دون إرسال فرقة استطلاع، مما أدى إلى مقتل العديد من الجنود وأسر آخرين ونهب عدد من الآليات المختلفة، فيما ما زال رئيس العمليات الخاصة اللواء مجلي مجيديع معتكفا في منزله.. وعلى ذات الاتجاه من الانفلات العسكري علمت "الوسط" أن جنوداً من منتسبي لواء حفظ السلام احتجوا داخل مقر معسكرهم، شمال العاصمة صنعاء، مطالبين برحيل قائد اللواء العميد محمد العتمي، وقاموا بمحاصرته داخل المعسكر للاحتجاج على إرساله ما يقارب المائتين من زملائهم دون سلاح قبل أن تصل لجنة من وزارة الدفاع وتجتمع بهم، واعدة إياهم بتنفيذ مطالبهم، وهو تصرف يتكرر كثيرا. وعلى ذات السياق من محدودية خيارات القائد الأعلى للقوات المسلحة لم يقم بتعيين قائدا للواء الثالث حماية رئاسية بعد أن تم تعيين قائده على رأس المنطقة الأولى في سيئون وتركه دون قيادة، فيما كلف قائد اللواء الأول حراسة العميد صالح الجعملاني بالإشراف على اللواء، واعتبر تمهيدا لتعيين نجله ناصر، وكانت تداولت الأخبار عن قيام الجنود في اللواء الثالث يوم أمس بمنع الجعملاني من دخول المعسكر وإطلاق نار داخل المعسكر، وهو ما نفاه مصدر في اللواء بحسب موقع سبتمبر.. إلى ذلك قالت مصادر في لواء الخاصة عن تبادل لإطلاق النار بين محسوبين على اللواء وبين لواء مجموعة الصواريخ على أراض تم منحها مؤخرا، ويدّعي كل طرف أحقيته بها.. إلى ذلك ما زال تفتيت الألوية قائما من خلال تشتيت الكتائب التابعة لها بتفريقها في محافظات عديدة، حيث طالت قرارات ممنهجة كهذه معظم ألوية الحرس سابقا وألوية أخرى كان آخرها لواء السلام، كما تم نقل كتيبتين من اللواء العاشر صاعقة المرابط في باجل قبل أن يتم قرار بنقل ما تبقى منه إلى الجوف، والذي لم ينفذ حتى كتابة هذا الخبر.