عندما تغيب القضية لدى أي طرف من أطراف الصراع في أي زمان ومكان يلجأ لاختلاق المبررات الواهية لتعميق الأزمات وإثارة الصراعات وتكبير الصغائر وخلق الانفعالات فقط ليحقق رواجا لنفسه ويسِّوقها ويصنع من تلك قضية كانت عدماً قبل ذلك .. *** هذا هو الحال في صراع المشترك مع الحزب الحاكم في اليمن .. فكل من له أدنى نظر واستبصار يعلم أن من يستفيد من خلق الأزمات وتعميق الصراعات هو ليس الحزب الحاكم ولا مصلحة له في خلق أية جبهات جديدة بعد ثلاث جبهات نازفة .. *** وكل متأمل في الشأن اليمني يلاحظ الفراغ المدوي الذي تعيشه أحزاب اللقاء المشترك والتي يجعلها تتخبط في مواقفها وتتعمد خلق الأزمات وتعيش على إثارتها .. أحزاب اللقاء المشترك ترى الآلاف تسقط في حرب ضروس بين متمردين وبين الدولة ولم تفكر في إدانة الخروج المسلح على الدولة من أي طرف بل تلجأ إلى توفير تبريرات التمرد والانتفاع منه وتحرض على الدولة .. *** وأحزاب اللقاء المشترك ترى الضحايا الأبرياء يتساقطون على أيدي قوى عنصرية فوضوية متمردة على قيمها وشعبها وإنسانيتها وتبحث لها عن مبررات تنتصر لها من الدولة كأن قتل باعة الحلوى والعابرين على الطرقات ورجال القوات المسلحة والأمن من قبل هؤلاء القتلة المجرمين شيء لا يعني غير حزب المؤتمر وكأنهم من سلالته وحده وليسوا من أبناء اليمن الكبير .. وكأن التمثيل بالجثث وتشويه الخلقة الإنسانية وقطع أعضاء الإنسان المختلفة مناسبة تدعوهم إلى إدانة الحكومة وحزب المؤتمر على تسببه في خلق الأزمات كما يقولون !!.. *** استهتار بالحقوق والدماء وبإنسانية الإنسان لا تجد لها مبررا شافيا إلا رغبة المشترك في الوصول إلى الحكم عبر هذه الممرات الضيقة والخطرة والموبوءة .. مؤخرا نشرت السلطة ممثلة بوزارة الداخلية قائمة بخمسين شخصا ارتكبوا جرائم يندى لها جبين الإنسانية وتعافها الفطرة العربية المؤمنة .. وطالبت السلطة المشترك بالتعاون في القبض على هؤلاء القتلة والمجرمين .. وبدل أن نسمع إدانة المشترك لممارسات هؤلاء المطلوبين التي تجاوزت في سفالتها أساليب ذئاب سجن "ابوغريب" و"جوانتنامو" بدلا عن ذلك سمعنا القائد الذي يحترمه الجميع الدكتور عبد الوهاب محمود يطالب الحكومة أن تخلي مكانها للمشترك لكي يقوموا بالقبض عليهم .. *** تصريح لو لم اسمعه بأذني لما صدقت أن دكتورنا الفاضل يقوله بهذا الأسلوب .. وبدون أن يرفقه حتى بأقل عبارات الشجب والإدانة لسفالة هؤلاء السافلين وممارساتهم ضد أبناء وطنه وشعبه الأبرياء والقائمين بالواجب لحراسة الجميع في كل مواقع المسئولية . *** والأخ الدكتور عبد الوهاب .. لا أحسبه غائبا عن حقيقة ماجرى ويجري في العراق ولبنان وباكستان وسوريا والصومال وغيرها .. من اغتيالات سياسية ومحاولات اغتيال تقوم بها جهات معادية للعروبة والإسلام لكي تفاقم الصراعات بين الفرقاء المتصارعين سياسيا داخل كل بلد فيه أدنى إمكانيات المقاومة للقهر والعجرفة الصليبية الصهيونية العالمية بحيث تنسب الوقائع لغير فاعلها وتتعمق المواجهات *** أعتقد أن للدكتور عقلا لا يمكن أن يجعله يتجاهل حقيقة أن أي استهداف لسيارته أو لشخصه أو لأمثاله ليس بعيد ا عن مثل ذلك إن وجد .. فمن المستفيد إذن من وراء خلق هذه الحوادث النكراء وتأجيج الصراعات وتعميدها بالدم غير من يدافع عنهم هو وأحزاب اللقاء المشترك ومن وراء من يدافع عنهم من المتمردين المرتبطين بقوى عربية وإقليمية وعالمية حاقدة و بقليل من الاستقصاء تصل بنا إلى العد و الأول للعرب والمسلمين في المنطقة .. والدكتور العروبي خير من يعلم هذه الحقائق ..