لقد تكشفت لنا أساطير الأولين وأحجيتها المليئة بالأدخنة المنبعثة من حرائق مخلفات الماضي المليء بكل عوامل الجهل والتخلف والآهات وأنين الجرحى التي طمثتها الأيام والسنون .. هاهي اليوم تعاود مجددا في حلقاتها المتسلسلة محاولة نفث سمومها التي جلبتها من رواسب الماضي لتلقي بها ذات الشمال وذات اليمين علها قد تصل بغليونها السام إلى تسميم الأفكار بمعتقداتها المستوحاة من سفر هابيل وقابيل وصولا الى نظرية بني قريضة ومؤتمرات خيبر .. هكذا بدت وكذلك تبدوا متمسكة بمآزر الكفر بالأنعم .. تتأبط أصنام الجهل والتخلف .. هكذا تريد للحياة ان تكون بنظريتها الحجرية المتهالكة التي لم يعد فيها موطئ " إبرة " إلا وأكله الذحل " الصدى " .. تآكلت أجزائها بسبب عوامل التعرية وأنتهاء عمرها الافتراضي .. تحولت هذه الدمى إلى أصنام تتبوأ لنفسها مكانا في معابد الذل والخيانة تصور نفسها بأنها آية في محراب الصلاة يحني لها الشعب رأسه .. تراودها أمنية ان يصلي لها ويتصدق ويخرج الزكاة ويصوم لأجلها في المناسبات والعطل وينذر لها بنافلة الصلاة .. كم تتوق هذه الرؤوس العتيقة التي تحولت الى براميل من النبيذ المعتق المخزن في حانات المعابد وفي أقبية كنيسة القيامة .. تبحث لنفسها عن بشارة وأمنية قديمة تبشرها بميلاد جديد مرسوم على خارطة التلمود. حقيقة أنها أحجية أولها لعنة وآخرها نقمة . لما كل هذا الضجيج .. هل نزل عليكم وحي النبوءات حتى يحق لكم أن تسرقوا من الآخرين أعمارهم .. أكيد أنكم تأثرتم بالروايات الأسطورية وخرافة " الدراكولا " التي تسرق من الشباب أرواحهم كي تمنحها الخلد والخلود وعمرا جديدا من بلاط " إبليس " .. لذا أسألكم متى سيكون سباتكم في توابيت مصاصي دماء الشعوب .. يا هؤلاء اما تستحون .. أما تخجلون .. أفسحوا الطريق للشباب .. كفاكم انتقاما من هذا الشعب .. كفاكم وأدا لأحلام الشباب .. البسطاء .. صرتم ك الرحاة تدور وتدور داخل الفراغ السرمدي تبحث عن اللاشئ في دائرة اللاشئ .. لم نجن منها سوى الجعجعة دون ان نرى طحينا حتى نصنع منه الخبر لتأكل منه الشعوب .. يا هؤلاء ابتعدوا عنا وعن وطننا وابحثوا عن صحراء لتدفنون تحت رمالها أفكاركم المسمومة وغليونها المأكسد الذي فقعتم به مرارة طبقة الأوزون.