براقش نت - شغلت قضية قطع لسان الشاعر الشاب وليد الرميشي نهاية الأسبوع الماضي من قبل مجهولين، الرأي العام اليمني على المستوى السياسي والشعبي، وتبادل طرفا الأزمة التي تطحن البلاد الاتهامات بالتسبب في الحادثة لأغراض سياسية، فقد اتهمت مصادر رسمية المعارضة، الممثلة في أحزاب اللقاء المشترك بالتسبب بقطع لسان الشاعر لأنه ألقى قصيدة تمجد الرئيس علي عبدالله صالح قبل أسابيع، بعدما تعرض للخطف في أحد شوارع العاصمة صنعاء، وكانت القضية المادة الرئيسية للخطاب الذي ألقاه صالح الجمعة عندما قال إن هذا هو مشروع الطامعين في تسلم الحكم، مشيراً إلى أن “مشروعهم يتمثل في قطع الألسن والأيدي والأرجل من خلاف ثم قطع الرؤوس" . ويتسق ذلك مع ما كتبه رئيس تحرير موقع “المؤتمر نت" عبدالملك الفهيدي “الذي كتب مقالاً تحت عنوان “دولة قطع الألسن"، معتبراً أن “هذا هو العنوان الأبرز الذي يمكن للمرء أن يتخيل حدوثه في إطار الدولة المدنية الحديثة التي يزعم المشترك السعي لإقامتها في اليمن"، مشيراً إلى أنه “استثناء من كل الممارسات التي شهدتها الساحة الوطنية منذ بدء الأزمة الراهنة تمثل جريمة الاعتداء الوحشي على الشاعر وليد الرميشي والذي بتر لسانه من قبل عناصر “المشترك" أبشع عدوان يمارسه هؤلاء “النازيون" ضد معارضيهم جريمة شنيعة لم تشهدها اليمن حتى في أحلك وأسود وأكثر فترات تاريخها ظلماً ودكتاتورية" . وتروي مصادر رسمية الحادثة بقولها إن “عناصر إجرامية من أحزاب اللقاء المشترك أقدمت الأربعاء الماضي على قطع لسان الشاعر الشعبي وليد محمد أحمد الرميشي، الذي تم استدراجه واختطافه من شارع تعز بأمانة العاصمة إلى أحد المنازل وبتر لسانه على خلفية قصائد انتقد فيها الشاعر اللقاء المشترك وما يقومون به من أعمال تخريبية وارتكاب جرائم بحق الوطن" . أما المعارضة فتبرأت من الجريمة الوحشية التي تم من خلالها قطع لسان الشاعر الرميشي، وهو من محافظة إب وسط البلاد، حيث أعرب محمد قحطان، الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك عن “إدانته الشديدة لحادث قطع لسان الأديب وليد الرميشي" ووصف الحادث ب “الإجرامي والبشع"، مطالباً ب “كشف الحقيقة للرأي العام والمجرم الذي يقف وراء هذه الحادثة وتقديمه للعدالة في أقرب وقت ممكن" . وبدأت جريمة قطع لسان الشاعر الرميشي، التي لقيت استنكار اتحاد الأدباء والكتاب، تأخذ طابعها السياسي من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس صالح إلى الشاعر وتوجيهه للجهات الرسمية بإرساله إلى الخارج لتلقي العلاج على نفقة الدولة، فيما خصصت الفضائية الرسمية حلقة عن القضية استضافت خلالها شخصيات سياسية وطبية للحديث عن القضية، والأغرب أن السلطة كانت تعد لمؤتمر صحافي فريد من نوعه، حيث لا يتحدث صاحب القضية بلسانه “لأنه مقطوع"، بل يكتب ردوده على الأسئلة الموجهة اليه من الصحافيين الذين تقاطروا إلى المكان الذي خصص لذلك، إلا أنهم تفاجأوا بإلغاء المؤتمر الصحافي بسبب “الوضع الصحي الحرج" للشاعر .