من نكبة إلى أخرى • عندما مكر بنا الساسة، ومكرت بنا السياسة، وخذلتنا الأحزاب أشد خذلان، وخانتنا قيادتها التي انقلبت على الثورة بألف خيانة ومُنقلب، وتنكرت لنا تلك القيادات وجحدت أشد الجحود، وقلبت المجن في وجوهنا، وعاقرت وباء الفساد واحتفت ابتهاجا وتقاسمت معه أنخاب القسمة، وصيرتنا محل افشاء غِلّها والانتقام.. • عندما وجدنا الأفق السياسي مسدود بالخرسانة والحديد، وحكومة لا هم لها إلا كيف تستولي على ما بقي من ثورة ودولة، وكيف تتقاسم الموائد وتقيم الولائم على أشلاء من مات شهيد، وجراح من بقي يقتات الموت بالتقسيط اليومي، وتعيش على نزيفنا العميق، وجراحنا المفتوحة، وأحلامنا التي كانت بكبر الوطن وغدت بددا وسرابا.. • عندما خدعنا القضاء وتبرأ من حمايتنا وحماية حقوقنا لحظة ما لذنا إليه ونحن نستغيث ونطلب نجدته، وكانت شكوانا إليه تقطر دما وألما ودموعا وإذ به يصلبنا ظلما على جدار مظلوميتنا مرتين.. • عندما وجدنا البرلمان يخدعنا ويتخلى عنا وعن دمنا الذي سفك على الأرصفة.. البرلمان الذي شرَّع الفساد والانتهاكات، ومثل علينا كمهرج سرك وفي أفضل الأحوال وجدناه مجرد أسد في مفرشة.. كانت الغصة حينها تذبح أعناقنا وتسحق الشرايين. • في هذا الظرف ووسط هذا المحيط ألتقينا بأنصار الله الحوثيين وكانت على يديهم نكبتنا الثانية.