بينما كانت ام طلال تنتظر عودة زوجها إلى المنزل واذا بصوت دوي انفجار اهتزت الأرض لهوله . لقد كان هذا الانفجار الناتج عن استهداف مخزن أسلحة في نقم وما هي الا لحظات حتى تطايرت تلك الصواريخ التي كانت في المخزن تنفجر حين ووصولها للأرض بطريقة عشوائية لتحصد أرواح كل من يقع في طريقها . ام طلال وجدت نفسها أرملة بعد الانفجار , رغم انها لم تتيقن بعد بموت شريك حياتها .. عاشت رهبة انفجارات الصواريخ المتطايرة . ولم تعلم ان بعضها قد وصل الى سوق القات الذي ذهب زوجها اليه للعمل في بيع القات , ولكن عندما احست ان غياب زوجها قد طال شعرت بالقلق فأخبرت أبنائها ان يبقوا في المنزل حتى عودتها ثم لبست ثيابها وخرجت مسرعة . كان الشارع خاليا من السيارات وكان الصمت المطبق يخيم على المكان وكان الهدوء الموحش بعد العاصفة , وكانت اعتمدة الدخان تتصاعد في مكان قريب من سوق القات . شعرت بخوف شديد .. اقتربت أكثر وشاهدت سيارات الإسعاف وهي تقوم بنقل الجرحى فذهبت مسرعة لترى ما يحدث . وعندما رآها احد المسعفين سألها عن سبب تواجدها أجابت بصوت يملئه الخوف .. ابحث عن زوجي .. سألها الرجل .. وما اسم زوجك صفي شكله .. قالت له ام طلال اسمه احمد وقامت بوصف شكل زوجها ثم قاموا بالبحث , لكن لم يجدوه ثم سأل ام طلال .. متى خرج من المنزل وهل كان يحمل معه هوية . إجابته ام طلال خرج في الصباح الباكر لكي يقوم ببيع القات ولم يحمل معه شيء سواء زنابيل القات فقال لها الرجل للأسف سيكون البحث عنه صعب لكن سنعمل ما بوسعنا الان يجب عليك ان تعطينا صورة له ورقم تلفون لكي نخبرك اذا وجدناه هذا اذا كان ممن أصيبوا ولكن مازلت ملامحهم معروفة لعلنا نتمكن من التعرف عليه . قالت ام طلال لم نتمكن من التأكد هل هو ممن شوه الانفجار جسده ام مازال حي يرزق. لم اترك مكان الا وبحثت عنه ولم اجد ما يدلني عليه ولهذا اعيش حالة من العذاب الشديد بسبب ما حصل خاصة ان قلبي لم يستطع الاقتناع بموته فما زلت اعيش على امل ان أراه كذلك أولادي الذي يتسألون عن أبيهم ويقلون هل هوا ميت ام مازال حي .. لم اتمكن من اجابتهم بشكل نهائي رغم قولي لهم انه شهيد وانه الان في الجنة . طلال الابن الكبير يقول ابي مات ولو كان موجود لأدخلني المدرسة ولم نكن انا و امي نتنقل بين الشوارع نفتش أكياس القمامة للبحث عن دباب الماء وبيعها وما يحزنني أكثر هو التنقل على المنازل نطلب المساعدة لان ثمن العلب البلاستيكية لا تكفي.