تعددت الروايات بشأن الانفجارات الضخمة التي هزت معسكر قوات الفرقة الأولى مدرع بالعاصمة اليمنية صنعاء اليوم الخميس، وأثارت الهلع والرعب بين السكان، خاصة أنه قد صاحبها انطلاق صواريخ وقذائف تساقطت على أماكن وشوارع مختلفة، لتخلف أضرارا مادية وإصابات مختلفة. وأعادت الانفجارات إلى الأذهان أجواء المواجهات العسكرية التي خاضتها قوات الفرقة مع قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في أعقاب انشقاق قائدها اللواء علي محسن الأحمر، وتأييده الثورة السلمية في مارس/آذار من العام الماضي. لكن مصدرا عسكريا بوزارة الدفاع اليمنية أكد أن الانفجارات كانت ناتجة عن "حادث عرضي" بمستودع للأسلحة داخل معسكر الفرقة، لكنه لم يوضح كيفيته. توقعات وبينما ذكر مصدر بالفرقة أن الحادث ناتج عن تماس كهربائي، توقعت مصادر أخرى أن يكون انفجار مخزن السلاح كان نتيجة خطأ أثناء تدريب جنود على الصواريخ. وطمأن المصدر العسكري جميع المواطنين في صنعاء بأن الخطر الذي نجم عن الانفجارات قد زال ولم يعد هناك ما يدعو إلى خوفهم أو قلقهم. وأشار إلى أن فرقا هندسية عسكرية سارعت بالنزول الميداني للأحياء التي سقطت بها عدد من القذائف ولم تنفجر، وذلك لإبطال مفعولها. من جانبه قال رئيس النيابة العسكرية بالفرقة الأولى مدرع والمنطقة العسكرية الشمالية الغربية العقيد عبد الله الحاضري إن التحقيقات مستمرة في حادث الانفجارات بمقر الفرقة اليوم. وأكد الحاضري في حديث للجزيرة نت أن "الحادث عرضي بحت"، ونفى سقوط قتلى عسكريين داخل معسكر الفرقة جراء الانفجارات، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود إصابات طفيفة. وأوضح أن عددا من الصواريخ والقذائف انطلقت جراء الانفجار وسقطت بأماكن مختلفة، ولكنها لم تنفجر. وفيما يتعلق بتردد أنباء عن تحليق طائرة حربية فوق معسكر الفرقة أثناء الانفجارات التي هزتها، قال العقيد الحاضري "ليس هناك ما يدل على وجود عامل خارجي كان سببا في الانفجارات"، وأكد أن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد ملابسات الحادث وحقيقة ما جرى سواء كان عرضيا أو ناتجا عن عمل تخريبي أو قصف. في سياق متصل، استبعد الخبير العسكري العميد متقاعد محسن خصروف أن تكون طائرة حربية قصفت مقر الفرقة، وقال في حديث للجزيرة نت إن القوات الجوية باتت في صف الثورة بعد إقالة قائدها السابق اللواء محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس السابق صالح نهاية أبريل/نيسان الماضي. حادث عرضي واعتبر خصروف أن الانفجار عرضي، ولا يوجد ما يشير إلى وجود عامل خارجي، لكنه لم يستبعد حصول عمل تخريبي من داخل معسكر الفرقة، أو حدوث خطأ أثناء عمليات التدريب. وعن الجدل بشأن وجود المعسكرات داخل العاصمة، قال خصروف إن حادث الانفجار الكبير وما نتج عنه من انطلاق صواريخ وقذائف على الأحياء المحيطة يؤكد أنها تشكل خطرا على المدنيين، وشدد على ضرورة إخلاء صنعاء من القوات والوحدات العسكرية المختلفة. وبشأن مطالبات البعض بإخراج المعسكرات من داخل العاصمة صنعاء، قال العقيد الحاضري "إن هذا مطلبنا، كما أن قيادة الفرقة الأولى مدرع ممثلة باللواء علي محسن الأحمر كانت قد بادرت واقترحت العام الماضي سحب قوات الفرقة وقوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس السابق صالح إلى مسافة 200 كيلومتر خارج صنعاء". وكانت مصادر مقربة من اللواء الأحمر قد تحدثت عن تعهده بإخلاء وتسليم المنطقة التي يحتلها موقع معسكر الفرقة الأولى مدرع للحكومة اليمنية لتحويلها إلى حديقة عامة لسكان العاصمة، وسيطلق عليها اسم الشهيد "أنس" أصغر ضحايا الثورة السلمية الذي قتل برصاص قناص العام الماضي. في حين طالب أمين العاصمة صنعاء عبد القادر هلال رئيس الجمهورية الرئيس عبد ربه منصور هادي بإصدار توجيه حازم بإخراج معسكرات القوات المسلحة التي تتمركز بين الأحياء السكنية إلى خارج العاصمة صنعاء كونها تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين. وقال هلال "فوجئت أنا ووزير التربية والتعليم وعدد من المسؤولين وجمع من المواطنين ونحن نحتفل بتكريم طلابنا الخريجين الأوائل في مدارس النهضة بجوار أحد المعسكرات بسلسلة انفجارات عنيفة ترمي بشظاياها في كل الاتجاهات". وأكد في خبر بثته وكالة سبأ الرسمية أن المجلس المحلي لأمانة العاصمة سيطالب رسميا بإخراج تلك المعسكرات دون استثناء أو تفريق، وتحويل مساحات تواجدها إلى مصالح عامة من منتزهات وحدائق ومدارس ومستشفيات ومبان حكومية وخدمية. اخبارية نت – الجزيرة نت