الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
14 أكتوبر
26 سبتمبر
الاتجاه
الاشتراكي نت
الأضواء
الأهالي نت
البيضاء برس
التغيير
الجمهور
الجمهورية
الجنوب ميديا
الخبر
الرأي الثالث
الرياضي
الصحوة نت
العصرية
العين أون لاين
المساء
المشهد اليمني
المصدر
المكلا تايمز
المنتصف
المؤتمر نت
الناشر
الوحدوي
الوسط
الوطن
اليمن السعيد
اليمن اليوم
إخبارية
أخبار الساعة
أخبار اليوم
أنصار الثورة
أوراق برس
براقش نت
حشد
حضرموت أون لاين
حياة عدن
رأي
سبأنت
سما
سيئون برس
شبكة البيضاء الإخبارية
شبوة الحدث
شبوه برس
شهارة نت
صعدة برس
صوت الحرية
عدن الغد
عدن أون لاين
عدن بوست
عمران برس
لحج نيوز
مأرب برس
نبأ نيوز
نجم المكلا
نشوان نيوز
هنا حضرموت
يافع نيوز
يمن برس
يمن فويس
يمن لايف
يمنات
يمنكم
يمني سبورت
موضوع
كاتب
منطقة
محمد الحوثي: الشعب سيمضي مع القيادة حتى الحرية والاستقلال الكاملين
الأمانة العامة للإصلاح: المواقف السعودية ستظل محفورة في ذاكرة الشعب اليمني
عروض عسكرية وشعبية ومناورات في المحافظات احتفاءً بالثورة وتأكيد الجهوزية لردع المؤامرات
جامعة سبأ تحصد المركز الخامس في البطولة الرابعة للسباحة
وقفة نسائية في المحويت بذكرى ثورة 21 سبتمبر
إيطاليا تستبعد الكيان الصهيوني من "معرض السياحة الدولي"
وزارة الإعلام تطلق مسابقة "أجمل صورة للعلم الوطني" للموسم الثاني
قراءة في كتاب دليل السراة في الفن والأدب اليمني لمصطفى راجح
المنحة السعودية المزمع وصولها في مهب افلام المعبقي
صنعاء.. اعتقال قطران ونجله بعد اقتحام منزلهما في همدان
بريطانيا وأستراليا وكندا تعترف بدولة فلسطين
الأرصاد يخفض التحذير إلى تنبيه ويتوقع هطولاً مطرياً على أجزاء من المرتفعات والسواحل
الوكيل المخلافي: ملتزمون بإنفاذ القانون وملاحقة قتلة المشهري وتقديمهم للمحاكمة
الأمم المتحدة:الوضع الإنساني المتدهور في اليمن ينذر بكارثة إنسانية
الوفد الحكومي برئاسة لملس يختتم زيارته إلى مدينة شنغهاي بالصين
الإصلاح ينعى الشيخ عبد الملك الحدابي ويشيد بسيرته وعطائه
فخ المنحة السعودية:
المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب يحذر من تنامي خطر "القاعدة" في اليمن
التعايش الإنساني.. خيار البقاء
عبد الملك في رحاب الملك
ينطلق من إيطاليا.. أسطول بحري جديد لكسر حصار غزة
إصابة 8 جنود صهاينة بانقلاب آلية عسكرية
إصلاح حضرموت ينظم مهرجاناً خطابياً وفنياً حاشداً بذكرى التأسيس وأعياد الثورة
مقتل امرأة برصاص مليشيا الحوثي الإرهابية في إب
بطولة إسبانيا: ريال مدريد يواصل صدارته بانتصار على إسبانيول
مدرب الاتحاد يفكر بالوحدة وليس النصر
مانشستر يونايتد يتنفس الصعداء بانتصار شاق على تشيلسي
عودة الوزراء المصابين الى اعمالهم
الدكتور عبدالله العليمي يشيد بالجهد الدولي الداعم لتعزيز الأمن البحري في بلادنا
السعودية تعلن تقديم دعم مالي للحكومة اليمنية ب مليار و380 مليون ريال سعودي
وفاة طالب متأثراً بإصابته أثناء اغتيال مدير صندوق النظافة بتعز
شباب المعافر يُسقط اتحاد إب ويبلغ نهائي بطولة بيسان
لقاء أمريكي قطري وسط أنباء عن مقترح أميركي حول غزة
منتخب اليمن للناشئين يفتتح مشواره الخليجي أمام قطر في الدوحة
المنتصر يبارك تتويج شعب حضرموت بكأس الجمهورية لكرة السلة
توزيع 25 ألف وجبة غذائية للفقراء في مديرية الوحدة
تعز بين الدم والقمامة.. غضب شعبي يتصاعد ضد "العليمي"
انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة عمل عن مهارات الخدمة الاجتماعية والصحية بالمدارس
مساء الغد.. المنتخب الوطني للناشئين يواجه قطر في كأس الخليج
السعودية تعلن عن دعم اقتصادي تنموي لليمن
صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويل أموال وكيانين مصرفيين
مستشفى الثورة في الحديدة يدشن مخيماً طبياً مجانياً للأطفال
على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة
على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة
الشيخ عبدالملك داوود.. سيرة حب ومسيرة عطاء
بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025
وفاة 4 من أسرة واحدة في حادث مروع بالجوف
إب.. وفاة طفلين وإصابة 8 آخرين اختناقا جراء استنشاقهم أول أكسيد الكربون
المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون
الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان
الصمت شراكة في إثم الدم
موت يا حمار
العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب
خواطر سرية..( الحبر الأحمر )
اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية
في محراب النفس المترعة..
بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء
العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ
حسين بن محفوظ
نشر في
هنا حضرموت
يوم 18 - 10 - 2014
الحمد لله العليم الخبير، الفعال القدير، والصلاة والسلام على البشير النذير ، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المصير، أمابعد:
يقول الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} .
هذه الآية العظيمة، من أعظم الآيات تفصيلاً لعلمه المحيط، وأنه شاملٌ للغيوبِ كلها، التي يُطلع منها ما شاء من خلقه، وكثيرٌ منها طوى علمَه عن الملائكةِ المقربين، والأنبياءِ المرسلين، فضلًا عن غيرِهم من العالمين،
وقوله تعالى: { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } تَقْدِيمُ الظَّرْفِ لِإِفَادَةِ الِاخْتِصَاصِ، أَيْ عِنْدَهُ لَا عِنْدَ غَيْرِهِ. وَالْعِنْدِيَّةُ كما قال العلماء: عِنْدِيَّةُ عِلْمٍ وَاسْتِئْثَارٍ وَلَيْسَتْ عِنْدِيَّةَ مَكَانٍ.
وَمَفَاتِحُ الْغَيْبِ جَمْعٌ مُضَافٌ يَعُمُّ كُلَّ الْمُغَيَّبَاتِ، لِأَنَّ عِلْمَهَا كُلَّهَا خَاصٌّ بِهِ تَعَالَى.
وَمَعْنَى: لَا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ أَيْ عِلْمًا مُسْتَقِلًّا بِهِ ، فَأَمَّا مَا أَطْلَعَ عَلَيْهِ بَعْضَ رسلهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: { عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ} الآية، فَذَلِكَ عِلْمٌ يَحْصُلُ لِمَنْ أَطْلَعَهُ بِإِخْبَارٍ مِنْهُ فَكَانَ رَاجِعًا إِلَى عِلْمِهِ هُوَ.
وقد ثبت في صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أنّ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ:{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وَهَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْغَيْبَ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ، وَهُوَ كَذَلِكَ ; لِأَنَّ الْخَلْقَ لَا يَعْلَمُونَ إِلَّا مَا عَلَّمَهُمْ خَالِقُهُمْ جَلَّ وَعَلَا .
عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ يَقُولُ:
{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ }
رواه مسلم، وَاللَّهُ تَعَالَى أَمَرَهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنْ يُعْلِنَ لِلنَّاسِ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :{ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ } .
وَلِذَا لَمَّا رُمِيَتْ عَائِشَةُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – بِالْإِفْكِ ، لَمْ يَعْلَمْ ، أَهِيَ بَرِيئَةٌ أَمْ لَا ، حَتَّى أَخْبَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ : {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ }.
وَقَدْ ذَبَحَ إِبْرَاهِيمُ – عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – عِجْلَهُ لِلْمَلَائِكَةِ ، وَلَا عِلْمَ لَهُ بِأَنَّهُمْ مَلَائِكَةٌ حَتَّى أَخْبَرُوهُ ، وَقَالُوا لَهُ : {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ } ، وَلَمَّا جَاءُوا لُوطًا لَمْ يَعْلَمْ أَيْضًا أَنَّهُمْ مَلَائِكَةٌ ، وَلِذَا { سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ }، يَخَافُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَفْعَلَ بِهِمْ قَوْمُهُ فَاحِشَتَهُمُ الْمَعْرُوفَةَ ، حَتَّى قَالَ : { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } ، وَلَمْ يَعْلَمْ خَبَرَهُمْ حَتَّى قَالُوا لَهُ : {إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ }الْآيَاتِ .
وَيَعْقُوبُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ عَلَى يُوسُفَ ، وَهُوَ فِي مِصْرَ لَا يَدْرِي خَبَرَهُ حَتَّى أَظْهَرَ اللَّهُ خَبَرَ يُوسُفَ .
وَسُلَيْمَانُ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – مَعَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَهُ الشَّيَاطِينَ وَالرِّيحَ ، مَا كَانَ يَدْرِي عَنْ أَهْلِ مَأْرِبَ قَوْمِ بِلْقِيسَ حَتَّى جَاءَهُ الْهُدْهُدُ ، وَقَالَ لَهُ : {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} الْآيَاتِ .
وَنُوحٌ – عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – مَا كَانَ يَدْرِي أَنَّ ابْنَهُ الَّذِي غَرِقَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ الْمَوْعُودِ بِنَجَاتِهِمْ ، حَتَّى قَالَ :{ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ } الْآيَةَ ، وَلَمْ يَعْلَمْ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ حَتَّى أَخْبَرَهُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ: { قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }.
وَالْمَلَائِكَةُ – عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ – لَمَّا قَالَ لَهُمْ : { أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}.
فَقَدْ ظَهَرَ أَنَّ أَعْلَمَ الْمَخْلُوقَاتِ وَهُمُ الرُّسُلُ ، وَالْمَلَائِكَةُ لَا يَعْلَمُونَ مِنَ الْغَيْبِ إِلَّا مَا عَلَّمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَهُوَ تَعَالَى يُعَلِّمُ رُسُلَهُ مِنْ غَيْبِهِ مَا شَاءَ ، كَمَا أَشَارَ لَهُ بِقَوْلِهِ : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ }.
ثم قال تعالى في الآية: { وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} أي أنه يعلم ما في البراري والقفار، من الحيوانات، والأشجار، والرمال والحصى، والتراب، وما في البحار من حيواناتها، ومعادنها، وصيدها، وغير ذلك مما تحتويه أرجاؤها، ويشتمل عليه ماؤها. وَذَكَرَ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ لِقَصْدِ الْإِحَاطَةِ بِجَمِيعِ مَا حَوَتْهُ هَذِهِ الْكُرَةُ.
{ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ } من أشجارِ البَرِّ والبحر، والبلدان والقفر، والدنيا والآخرة: { إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ } من حبوبِ الثمارِ والزروع، وحبوبِ البذور التي يبذرها الخلق؛ وبذور النوابت البرية التي ينشئ منها أصناف النباتات.
{ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ } هذا عموم بعد خصوص { إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } وهو اللوح المحفوظ، قد حواها، واشتمل عليها، وبعضُ هذا المذكور، يُبهر عقولَ العقلاء، ويُذهل أفئدةَ النبلاء، فدل هذا على عظمة الرب العظيم وسعته، في أوصافه كلها.
وأن الخلقَ -من أولِهم إلى آخرهم- لو اجتمعوا على أن يحيطوا ببعضِ صفاته، لم يكن لهم قدرةً ولا وسعَ في ذلك، فتبارك الربُّ العظيم، الواسعُ العليم، الحميدُ المجيدُ، الشهيدُ، المحيط.
وجَلَّ مِنْ إله، لا يحصي أحدٌ ثناءً عليه، بل كما أثنى على نفسه، وفوق ما يُثني عليه عبادُه، فهذه الآية، دلت على علمهِ المحيطِ بجميعِ الأشياء، وكتابهِ المحيطِ بجميع الحوادث.
وقد جاءت هذه الآية أيها الإخوة بعد قوله تعالى في الآية التي قبلها { والله أعلم بالظالمين } فعطف عليها هذه الآية وهي الْإِخْبَارُ بِأَنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ بِحَالَةِ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهَا غَائِبَةٌ عَنْ عَيَانِ النَّاسِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَاسِبُ حَالَهُمْ مِنْ تَعْجِيلِ الْوَعِيدِ أَوْ تَأْخِيرِهِ، وَهَذَا انْتِقَالٌ لِبَيَانِ اخْتِصَاصِهِ تَعَالَى بِعِلْمِ الْغَيْبِ وَسَعَةِ عِلْمِهِ ثُمَّ سَعَةِ قُدْرَتِهِ وَأَنَّ الْخَلْقَ فِي قَبْضَةِ قُدْرَتِهِ [1].
وأقول هذا مع تطاول ليل الظالمين المجرمين الذين مازالوا يعيثون في الأرض فساداً، ولا يزالون يتلاعبون بمقدرات الأمة وخيراتها وأمنها واستقرارها ، فنقول : إلى متى يبقى هذا الليل البهيم؟؟؟ فيقول الله لنا: { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم الجليل.
ثم إنني أتحدث عن هذا الموضوعِ لأنني أرى أن الناسَ يرون السماءَ ملبدةً بالسحبِ السوداءِ القاتمة، ويتوقعون أن وراءها ما وراءها، فأقول: إن الله يعلمُ ما تخفي هذه السحب، ومهما تكهَّن الإنسانُ أو توقع فإن الأمورَ بيد اللهِ عز وجل عالمِ الغيب والشهادة العزيزِ العليم، وإلا من كان يتوقعُ زحزحةَ بعضِ الحكام من كراسيهم وقد كانوا جاثمين على صدور الأمة عقوداً من الزمن ، من كان يتوقَّع أننا نحصد من هذه الثورات حصاداً مراً ، من كان يتوقع سيطرة الحوثيين على
صنعاء
، لو قال ذلك أحد لك قبل سنة لقلتَ: ضرباً من الخيال، وما زال في الغيبِ الكثيرِ الذي يخبئه الله عز وجل الذي يملكُ النصرَ والتمكينَ والعزةَ لعباده الصالحين ، المهم أن نتقيَ ونصبر ونعمل بأسباب النصر ونثق في وعده لنا كما قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} وقال جل ذكره بعد أن مكن ليوسف عليه السلام: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف الذي انتقل من ابتلاء إلى آخر من غيابة الجب إلى العبودية في بيت العزيز إلى السجن ما كان يتوقع أن يصبح وزيراً .
وأدعوكم أخيراً أن تتأملوا جيداً وتقرأوا تفسير هذه الآية التي ختم الله بها سورة هود : {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
انظر: تفسير السعدي وأضواء البيان والتحرير والتنوير لابن عاشور.[1]
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
المهدي لايعلم ما يوسوس بأنفس الناس لأن تلك صفة علّام الغيوب
أسماء الملائكه ووظائفهم و بعض المعلومات عنهم
بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب ..
الرقية الشرعية من الكتاب والسنة
الرقية الشرعية من الكتاب والسنة
أبلغ عن إشهار غير لائق