لم تكن المباراة الختامية لبطولة كأس حضرموت بنسختها الثالثة والتي أحتضنها معلب " الفقيد بارادم "أن تمر بسلام بحسب رغبة المنظمين لها . فالبطولة الحضرمية والتي نجح صقور فريق " شعب حضرموت " في أخر لياليها من انتزاع لقب ملك عرش الرياضة الحضرمية بثلاثية نظيفة على منافسة فريق "شباب روكب " شهدت الكثير من الأحداث والوقائع التي عكرت صفو الفعالية وأعتبرها الكثير من المعلقين بأنها كانت مسيئة بحق حضرموت و رياضتها الكروية . فمنذ البداية وقبل بدا زمن المباراة سيطر جو التوتر على سماء الملعب ، حيث كان الانتشار الأمني المكثف وبشكل ملحوظ سيد الموقف ،وقد يعود هذا الأمر بسبب الحضور الرسمي للمباراة ، حيث حضر عدد من الوزراء والمسئولين الكبار في الدولة والسلطة المحلية يرأسهم كل من وزير الشباب والرياضة / معمر الأرياني ، يرافقه الدكتور / أحمد بن دغر وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ، والسيد / خالد سعيد الديني محافظ محافظة حضرموت، والشيخ / أحمد صالح العيسي رئيس الإتحاد اليمني لكرة القدم. وليس هذا الأمر فقط ما ميز هذه الفعالية الكروية والتي كان ريعها المالي سيذهب لصالح مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان ، بل إن اندلاع حالة من التنافس بدت واضحة بين الفرقة النحاسية والتي تم إحضارها لأول مرة ، وبين عدد كبير جداً من المشجعين اللذين كانوا يرددون ويزمجرون بالشعارات الوطنية المؤيدة للثورة الجنوبية وللحراك الجنوبي حيث حاولت الفرقة النحاسية في بداية الأمر جاهدة تشويش تلك الشعارات التي كان الحضور يرددونها ، والتي يبدو أنها أزعجت ممثلي الحكومة اللذين لم تفصلهم عن أؤلئك المشجعين سوى أمتار قليلة. كان واضحاً جداً منذ البداية أن الجماهير التي قدمت للتشجيع والتي امتلأت بهم مدرجات المعلب لم تكن مهتمة كثيراً بمجريات اللعبة والمنافسة بين الفريقين ، بقدر اهتمامها بإيصال رسالة معينة إلى الوزراء الحاضرين مفادها أن وجودكم غير مرحباً به. حيث أنه و بدلاً من تريد الشعارات التقليدية المشجعة لهذا الفريق أو ذاك كما جرت العادة في مثل هذه الفعاليات ، كانت الجماهير وطيلة وقت المباراة تردد الشعارات الثورية المطالبة بالتحرير وفك الارتباط بين شمال اليمن وجنوبه ، وهي الشعارات التي لطالما رددها الحراك الجنوبي . وليس هذا الأمر الوحيد الذي سيطر على مشهد المباراة فقد تمكن العديد من أنصار الحراك الجنوبي من اقتحام ساحة المعلب أثناء المباراة وهم يحملون الأعلام الجنوبية ، الأمر الذي تسبب في أرباك بعض اللاعبين . ورغم إن هذا الأمر يمثل انتهاك لقواعد اللعبة ، إلا أن هذا التصرف ورغم غرابته إلا أنه تسبب في إلهاب حماس الجماهير التي انتفضت بالتصفيق والتهليل والتصفير لهذا الفعل . وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل إن البعض من المشجعين أستغل حالة ضبط النفس والتهدئة التي تعاملت بها قوات الأمن تجاه الموقف ، ليقدموا على الاقتراب بشكل كبير جداً من منصة الضيوف والوزراء ليعلموا على رفع الأعلام الجنوبية وترديد الشعارات الحراكية ، بالإضافة لبعض التصرفات التي اعتبرت مسيئة بحق الحاضرين، ومن ضمنها رشق منصة الضيوف بقناني المياه وعلب العصائر الفارغة. الكثير من الحاضرين والمعلقين وصفوا ما قام به البعض من المحسوبين على الحراك الجنوبي بأنه يمثل انتهاك خطير لحرمة اللعبة ولحرمة الضيافة كون الحاضرين يعتبرون ضيوفاً على أبناء حضرموت وإن هذا التعامل يمثل إساءة كبيرة وتشويه لصورة الضيافة الحضرمية وأبناء حضرموت بشكل عام. وبدأ هؤلاء بتقديم العديد من التساؤلات حول هوية المستفيدين من هذه التصرفات ونتائجها التي بالتأكيد ستنعكس سلباً تجاه النظرة إلى الحضرمي وأخلاقه ، كما إن سمعة الكرة الحضرمية ومشجعيها ستتأثر كثيراً في نظر المتابعين لها خصوصاً في ظل هذا الوجود الإعلامي الكبير الذي حرص على تغطية الفعالية لإبراز الكرة الحضرمية التي لطالما تمتعت بسمعة جيدة الانتشار الأمني الكبير وموقفه مما حصل أحدث بدوره هو الأخر انقساما بين الحاضرين ، حيث أتهم البعض قوات الأمن بالتواطؤ وتسهيل عملية الشغب من قبل بعض المحسوبين على الحراك الجنوبي من خلال سماحها بدخول الأعلام الجنوبية إلى مدرجات الملعب ودخول بعض المشاغبين إلى ساحة الملعب . فيما البعض أعتبر إن عدم تدخل قوات الأمن كان بسبب عدم رغبة تلك الأجهزة في تعقيد الموقف أكثر ، حيث أنه كان واضحاً للجميع أن الوضع كان متجهاً نحو التصعيد من قبل الجماهير ، وفي حالة تدخل قوات الأمن لربما كان ستحدث أعمال عنف وفوضى يصعب السيطرة عليها .