قضى اليمن السعيد عام ونيف من حياته مثخن بالجراح حتى وصول الطبيب الخليجي الذي اكتفى بتضميد جراحه وأوصى مرافقيه بالعناية الكاملة فكانوا على عكس وصية الطبيب قدموا التغذية السيئة للجريح وعلى أثرها بدا القلب (حضرموت) يشتكي وينبض بدقاته المرتفعة التي تنذر عن قرب إعلانه للمرحلة الكفاحية كيف لا وهوا من يغذي ما تبقى من الأجزاء الأخرى ومع هذا يحرم من حقه . حضرموت الخير والثروة يسلب منها خيرها لينتفع به غيرها .ترفد الميزانية بما يزيد عن 70% ومنها يتوزع على مشايخ القبائل وشراء طائرة للرئيس المخلوع بينما مستحقاتها المالية أسيره عند الوزير وأبنائها يعيشون في جوٍ مثخن بالآلام والمعاناة وسط الحرارة ألمرتفعه التي دخلوا معها في صراع دائم وسط ويلات وصرخات ترتفع من الأطفال والشيوخ والنساء لتتبعها ويلات المرضى من بين أجنحة المستشفيات ،وللمدارس وطلابها صرخات أخرى مؤلمه وكونهم قادمين على مرحلة امتحانيه . وفي ظل تزايد نزيف الجرح الدامي وانتظار الوصفة العلاجية محلية الصنع في الثاني والعشرين من مايو المرتقب تتزايد الآلام والمعاناة وتتوسع دائرة الغضب لتشمل كل ألوان الطيف من أبناء حضرموت نتيجة سياسات وزير المالية العنجهية انتقام من حضرموت التي وقفت خلال الأزمة السابقة موقف المحائد ورفعت شعارها أمننا واستقرارنا يهمنا ،والتي لا يعرف منها الجميع ألا التسامح والخير والسلم . وعسى أن تحبوا شي وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شي وهو خير لكم ،نعم لقد كانت سياسة صخر الوجيه شريرة في مضمونها تحمل معاني الحقد في طياتها ولعلى وربما جاءت لتنذر عن خيراً قادم لأبناء مهد الحضارة ،وكيف لا وهي قد وحدت كل القوى والكيانات والمكونات بكل أطيافها ومشاربها المختلفة مع الشعب على قرار واحد للحفاظ على أمنها واستقرارها ومستقبلها ورد الاعتبار لأبنائها الذين ألزموا الصمت طوال أعوام مديدة هاجروا واغتربوا عن أوطانهم لينعم الدخلاء من غيرهم بخيراتها. أعلنت حضرموت بكل أطيافها وشرائحها المختلفة الدخول في المرحلة الكفاحية بعد انتهاء المهلة التي قررتها قيادة المحافظة في 22من مايو ما لم يطلق سراح معتقلها (المستحقات المالية) لانتزاع الحقوق من النظام المركزي في صنعاء واستعادة كرامة حضرموت وأهلها . الانتظار الشديد الذي لا يطاق الصبر لليوم المرتقب لإعلان القرار التاريخي بوقف كافة إيرادات حضرموت عن الحكومة المركزية وطالما انتظره المنتظرون لعلى وعسى أن يفرج عنهم محنتهم وينفس كربتهم ويعيد لحضرموت العز وأبنائها هيبتها وكرامتها وعزتها . ولتعلم سلطتنا الرشيدة أنها قد جعلت نفسها تقف أمام خيارين لا ثالث لهما أما الصمود وتنفيذ قرارهم ليدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه وإما التراجع عنه ومنه ستحل عليهم لعنة الشعب والى مزبلة التاريخ وسيقفون أمام محكمة الشعب بالاتهام بالخيانة العظماء وفقدان الثقة التي نالوها عندما أدلوا بأصواتهم..