نت 0 غزة 'القدس العربي' من اشرف الهور: وصلت الاثارة التي صاحبت المونديال العالمي لكرة القدم الذي سيسدل على نهايته الستار مساء الاحد القادم في جنوب افريقيا، الى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث كشف عن تعرض اربعة فلسطينيين لعملية تنكيل وضرب من قبل شرطي اسرائيلي، بسبب تشجيعهم لمنتخب المانيا الذي ينافس على المركز الثالث في البطولة. فقد كشف مركز حقوقي فلسطيني عن قيام شرطي اسرائيلي بالاعتداء بالضرب على رجل فلسطيني واثنين من ابنائه اضافة الى ابن شقيقه عندما استوقف سيارتهم لدى عودتهم من بيت لحم الى منطقة سكناهم في بيت صفافا. وذكر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية في تقرير نشره الجمعة ان عملية التنكيل هذه ودوافعها كانت غريبة من نوعها، مشيرا الى ان التهمة التي وجهت للوالد وابنيه، وابن عمهما هي 'تشجيع المنتخب الالماني في مبارياته الاخيرة مع الارجنتين'. يشار الى ان المنتخب الالماني فاز على الارجنتين بأربعة اهداف نظيفة، وحرمه من بلوغ مباريات ربع النهائي. ووفق المركز فان ذلك اثار غضب الشرطي الاسرائيلي الذي لم يجد متنفسا لجام غضبه سوى صبه على الفلسطينيين واصفا اياهم ب 'الذباب'، وبحسب المركز فقد اصيب الفلسطينيون بعمليات اختناق ورضوض، بسبب الاعتداء عليهم، قبل ان ينقلهم الشرطي المعتدي لمركز للشرطة قريب بتهمة 'مقاومة شرطي في عمله'. وقال المركز في افادته ان المواطن خالد بركات ونجليه رأفت وفراس، وابن شقيقه نعيم تعرضوا لهذه الحادثة مساء السبت الماضي في اليوم الذي صادفت مباراة الارجنتين والمانيا. حيث يقول الوالد انه كان مع نجليه وابن شقيقه عائدين من بيت لحم، عندما اوقفهم شرطي مرور بعد ان لاحظ بان نعيم لم يكن قد ربط حزام الامان، فطلب منه الشرطي على الفور هويته فاعطاه اياها، وأصر على مخالفة السائق وهو ابنه رافت علما بأنه كان يضع حزام الامان، فيما توجه نعيم للشرطي بكل ادب طالبا منه تحرير المخالفة على وجه السرعة حتى يتمكن من الوصول الى البيت وحضور مباراة المانيا والارجنتين. واشار الرجل الى انه خلال سماع نجله نعيم الى المعلق الرياضي في احدى محطات الاذاعة التي كانت تنقل وقائع المباراة معلنا تسجيل المانيا هدفها الاول على الارجنتين تعالى هتافه من السيارة فرحا بتسجيل الهدف من قبل المنتخب الالماني الذي يشجعونه، مشيرا الى انه عندما علم الشرطي الاسرائيلي بتشجيعهم للالمان بادر على الفور برش الغاز المسيل للدموع على جميع من بالمركبة. وقال خالد بركات والد الشبان انه عندما تم سؤال الشرطي عن سبب رش الغاز قال 'لانكم تشجعون المانيا'. والكثير من المشجعين الفلسطينيين حرصوا على تشجيع المنتخب الالماني، الذي لا ينال اي تشجيع من الاسرائيليين على خلفية الحرب العالمية الثانية، التي تعرضوا خلالها للملاحقة من النظام النازي، في حين لا يكن عدد كبير من المشجعين الفلسطينيين الحب لمدرب الارجنتين دييغو مارادونا بسبب قدومه الى اسرائيل في منتصف الثمانينات على رأس منتخب بلاده للعب مباراة ودية مع المنتخب الاسرائيلي. وبحسب الافادة الحقوقية للمواطن بركات فانه اشار الى ان الشرطي لم يكتف برش الغاز بل قام بشتم من في العربة بألفاظ نابية وضربهم بالهراوات، قبل ان يتصل بقوة شرطة للمساعدة. وذكر انه بعد الاعتداء جرى اقتيادهم الى مخفر شرطة، وهناك جرى التحقيق معهم بتهمة الاعتداء على الشرطي، وهو امر اكد انهم نفوه تماما، من خلال الطلب من المحقق التاكد من جسد الشرطي الذي يدعي ذلك. واكدت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس ان المواطنين الاربعة يعانون من آثار حروق في وجوههم نتيجة رشهم بغاز حارق، اضافة الى شعورهم بالصدمة جراء هذا الاعتداء العنصري وغير المبرر، بسبب تشجيعهم للمنتخب الالماني.