مشهد مؤلم ذلك المخضب بلون الدم اليمني يدفع بالمرء إلى الكفر بكل المطامع والمآرب السياسية التي تبيحه وتتلذذ بآهات المنسكب من أجسادهم . شباب في مقتبل العمر ، استغلتهم الأفكار الهدامة ولوثت نظرتهم المتفائلة بالحياة والعمل لتفرغ في عقولهم الغضة مفردات الحقد والكراهية ونتاج الاحتقان السياسي الحزبي. مشهد مؤلم ، لا يجعلنا ننتشل أنظارنا من التحديق فيه سوى ذلك النواح النشاز الذي تمارسه أجهزة أعلام حزب التجمع اليمني للاصلاح ، التي تشق الجيوب وتختلق الدموع ، وفي قرارة نفسها تهلل وتكبر فرحا واستبشارا .. من اروقة المستشفى الميداني يحمل احد كوادر المنابر الخطابية لحزب الإصلاح المايكروفون ويبدأ بالتعليق كما لو انه يعلق مباراة مثيرة في كرة القدم ، ينتشي مع قدوم كل مصاب إلى الميدان ثم يتذكر ان المشهد يستلزم العويل والندب والصراخ استغاثة . انقذونا .. انقذوا الشعب اليمني يا مجلس الامن ويا امريكا ويا بني البشر ، الشعب اليمني يقتل وتسفك دمائه دون وجه حق ، الشعب اليمني في محرقة النظام .. وما إلى ذلك من الأفك والخطيئة الخطابية المزيفة للحقائق والواقع. يخيل إلى من يسمعه من خارج اليمن بأن الجنود اليمنيين قد فقدوا عقولهم وأصبحوا كائنات متوحشة فقرروا ان يقتلوا البشر في بيوتهم ومساكنهم ..وحتى في ساحات اعتصامهم .. هذا ما تريد سهيل ومن وراءها ان تسوقه للعالم .. وحين يتنصل المرء عن كل قيم وأخلاقيات ومروءة الصدق والتعايش .. فان كل شي يستطيع توظيفه أو تصويره يصبح ممكنا . لماذا يدفع حزب الإصلاح بقواعده إلى اقتحام مباني ومقرات الحكومة والى خلق حالة من الفوضى تهدف إلى نهب وتضييع وطمس كل ملامح الدولة من خلال استباحة المباني الحكومة والتصرف والعبث بمحتوياتها من وثائق ومصالح و بيانات وما إلى ذلك من ملامح الدولة؟ لماذا هذا السلوك المدمر والمريض والمصاب بالعقد النفسية المستعصية لاتلاف وتدمير كل شي .. بعد ان اتلف حبال الود وخطوط التعايش.؟ كيف يفكر الاخوان في الاصلاح .. وكيف انحرف تفكيرهم كثيرا .. فتخلوا عن منهجية السياسة والديمقراطية التي اوهمونا بانهم ملتزمين بها .. فسقط القناع . ان تسعى إلى اقتحام مؤسسات هامة ومحورية ومفصلية في الدولة اليمنية بتلك الطريقة الهمجية .. ماذا تتوقع؟ هل تتوقع ان يستقبلوك الجنود بالورود .. ثم يفتحون أمامك الابواب على مصراعيها .. تفضل اعبث بما شئت واحرق ما شئت..؟ هل يتنصلون من الامانة والمسئولية الوطنية الملقاة على عاتقهم لخاطر عيونك.؟ لقد قال احد الجنود في محاولة منه لعودة الود وكبح جماع تلك الرغبة المجنونة في الاقتحام لاحد الشباب قائلا .. بإمكانك ان تدخل المبنى معززا مكرما لو كان الأمر يستدعي خدمة أو منفعة مشروعة .. لكن ليس في هكذا صفة أو هكذا موقف .. لن اخون الامانة ولن اسمح لك اولغيرك بالعبث.. اعود إلى قناة سهيل .. قناة الفتنة .. التي قتلت بافكارها الشباب واستباحت حرمات العيش المشترك حينما تحرض بتلك الطريقة المهينة وتتوسل للعالم بذلك الصوت المشين .. وهي تضن أنها تخادع العالم ثم تمد يديها للتوسل بالانقاذ والتدخل .. بئس الاعلام سهيل ..