نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تفاصيل اختراق طائرة لأجواء 7 دول أوروبية، 6 منها أعضاء في الناتو، ومطاردتها من قبل طائرات تابعة لجيوش مختلفة، ما أدى إلى التحقيق في الحادثة والتوصل إلى معطيات غير متوقعة. طائرة تخترق أجواء دول أوروبية وذكرت الصحيفة أن طائرة مدنية من نوع بايبر أزتيك Piper Aztec استطاعت التسلل إلى أجواء 7 دول أوروبية ثم الهبوط في مطار مهجور ببلغاريا. وأشارت إلى أن الطائرة لم ترسل أي خطة طيران للدول التي عبرت في أجواءها بل قام قائدها بإيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال الخاص به، ولم يستجب للمكالمات اللاسلكية أو الإشارات المرئية من الطائرات العسكرية المرسلة لملاحقتها. وأضافت أن "الطائرة المذكورة، بعد إقلاعها، ربما من مطار في ليتوانيا، مرت وهي تحلق على ارتفاع منخفض فوق بولندا دون أي إزعاج". وتابعت: "ولم يصدر تحذير بشأنها إلا عندما كانت فوق المجر؛ لتعترضها وتتبعها مقاتلات تابعة لسلاح الجو المجري، ومع دخولها رومانيا، لاحقتها طائرتان أمريكيتان من طراز "إف-16" كانتا في دورية بالمنطقة، ثم انضمت لجهود الملاحقة طائرتان رومانيتان من طراز "إف-16″ أيضاً". ووقع الاختراق الجوي الذي شبهته صحيفة لوبوان بإحدى مغامرات جيمس بوند التجسسية في 8 يونيو/حزيران، ورغم تدخل 6 طائرات مقاتلة على الأقل، قامت تلك الطائرة الشبح بتوغل قصير في صربيا قبل أن تدخل أجواء بلغاريا، دون أي اعتراض لها، إذ لم يرسل الجيش البلغاري أي طائرة لملاحقتها، وهو ما برره وزير الدفاع دراغومير زاكوف، بقوله إنها "لم تشكل في أي وقت أي خطر على السكان". التحقيقات تكشف علاقة روسيا بالطائرة وبعد هبوطها الأخير أقلعت الطائرة مجدداً قبل معرفة هوية ركابها، ومن ثم تم العثور عليها في مطار مهجور، يقع على بعد حوالي 100 كيلومتر من ساحل البحر الأسود، الذي يبدو أنه كان المحطة النهائية لهؤلاء المسافرين المجهولين، وقد اختفى جميع ركاب الطائرة، بحسب الصحيفة الفرنسية. وأظهرت التحقيقات أن مالكها السابق ضابط احتياط ليتواني، قال إنه باعها قبل أيام قليلة من الحادثة لأجانب يتحدث أحدهم الروسية، لكن مالكها السابق أكد أنه لا يتذكر اسم المشترين أو اسم شركتهم. ونقلت صحيفة "لوبوان" عن الصحافة المحلية بالدول التي حلقت فوقها هذه الطائرة تقديمها عدة فرضيات حول هوية المتسللين، فثمة من اتهم الأوليغارشية الروسية، وهناك من تحدث عن احتمال أن تكون الطائرة تقل رهائن، أو ربما استخدمت في هروب إجرامي. وختمت لوبوان بالقول إن: "هذا الحادث، الذي سبقه حادث سقوط طائرة من دون طيار في كرواتيا، يُظهر مرة أخرى أن المجال الجوي لدول الناتو ليس مؤمَّناً بما فيه الكفاية".
وكانت طائرة مسيّرة حلقت فوق 3 دول أوروبية من أعضاء الناتو قبل أن تتحطم في كرواتيا خلال شهر آذار الماضي أثارت الجدل حيث رفضت كل من روسيا وأوكرانيا الاعتراف بمسؤوليتها عن إطلاق الطائرة، مع تأكيد كرواتيا أن هذه الحادثة تشير إلى ضعف تنسيق دول الناتو وإدراكهم لخطورة تسلل الطائرات في الأجواء الأوروبية.
