تحدث الشقيق الأكبر للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في ندوة عقدت بصنعاء يوم أمس عن عدد من المواقف من حياة الشهيد التي تؤكد بساطتة ونزاهته ومدى إرتباطه بالشعب وإحترامه لكل فرد ذكراً كان أو أنثى . يقول في أحدى المرات كان مخزن في الروضة وقرر المغادرة وحين وصل إلى شعوب نزل المطر فوجد امرأة تمل "الكبئ" وهو روث الأبقار الذي يستخدم كوقود وكانت تحبث عن واقي لها من المطر فأوقف سيارته وفتح شنطة السيارة وقال للمرأة : أدخلي الكبا حقش , وطلعها معه السيارة وسألها عن البيت ليوصلها فأخبرته انها تسكن في مسيك فأوصلها وحين نزلت المرأة وكانت لاتعلم انه من هو أمامها ابراهيم الحمدي فقال له " ياولدي مابش معي زلط ادي لك " فابتسم الحمدي واستوعدها وحين هم بالانصراف تعرف بعض اهل الحارة على الحمدي فاستغربوا من ذلك وقالوا للمرأة مع من اتيتي ؟ قال لهم : مدري واحد فاعل خير وصلني , قالوا لها : هذا ابراهيم الحمدي فمن شدة المفاجأة بكت المرأه من هذه الموقف.
موقف آخر في شعوب حين كان الشهيد مار فيه استوقفه احدهم وشكا له ظلم مدير قسم باب شعوب وكان يدعى "زبن الله" فذهب الحمدي الى القسم واستفسر من زبن الله عن القضية فتأكد بان الرجل مظلوم فقام على الفور وبعد الرتب العسكرية والناشين منه وأمر بتقييده.
وتكررت هذه القصة مرة أخرى حيث كنا في احد الايام في طرقنا الى ثلا فاستوقنا احد المواطنين على الطريق وهو لا يعلم من نحن وحين صعد السيارة بدا الحمدي الحديث مع الرجل حيث ان الشهيد الحمدي لايحب السكوت ويحب ان يفتح الحديث مع من يلاقيه فبدا الرجل بالحديث واشتكى من ظلم قسم شبام كوكبان الذي وقف مع غرمائه ضده فأمر الحمدي أن نتجه الى القسم المذكور وحين وصلنا نزل الرجل وشاهد المفاجأة والخوف من جنود القسم لانهم عرفوا الشهيد الحمدي وحين تقصى عن الموضوع توصل الى أن الرجل مظلوم فكان مصير مدير القسم مصير زبن الله.
وفي رمضان دعاني ابراهيم للخروج بعد العصر لنتمشى في المزرعة وفي الطريق وجدنا سيارة هيلوكس لاحد المواطنين حانبه في حفره كون الصينيين كانوا يقومون بشق الطريق فقال : هيا ننزل نساعد الرجال فأستغربت ذلك ونزلنا إلى الحفرة فكنا انا والشهيد ندفع السيارة من الخلف دون ان يعلم صاحبها من نحن وحاولنا ثلاث مرات ولم نقدر وحين مرت بعض السيارات عرفونا فنزلوا يساعدوا الحمدي وقالو له " هيا كيف قدك نجدة" فرد عليهم " ولا حد يكلمني إلا لوما نطلع السيارة.
أما عن تصرفه مع إقرابه فكان حين يحرجه أحدهم بطلب مساعده يأمر له مثلا " يصرف خمس مائة ريال من راتبي" وحصلت قصة طريفة حيث كان عبدالله البراطي وكان متزوج أخت الحمدي وبدأ يبني له بيت فقال لابد أن يساعده الحمدي فذهب إليه وأحرجه فأمر "يصرف عشرة ألف وتخصم من ورثها".
وتطرق إلى حادثة سؤاله للشهيد حول قلق أسرة الحمدي على حياته ولماذا لا يحتاط لنفسه فرض الشهيد ذلك بحجة تأثير ذلك على الاستثمار والاقتصاد, يقول محمد الحمدي : سالت إبراهيم ما علاقة حمايتك بذلك ؟ فرد علي : حين يأتي مستثمر ويرى رئيس الدولة يتجول بمرافقين فقط يتيقن من وجود استقرار في البلاد "