الشعب المصرى ازداد فقرًا على فقره منذ أن تولى الإخوان مقاليد الأمور، وأن جماعة الإخوان المسلمين خلال تلك الفترة ظهرت عليهم علامات الثراء على عكس ماظهر على غيرهم من المواطنين. لا أحد ينكر تدنى شعبية جماعة الإخوان المسلمين بصورة ملحوظة، لاسيما فى الفترة الأخيرة، فهذه الجماعة رغم مابذلت من جهد على مدار ما يزيد على ثمانين عاماً لتحقيق حلم الوصول للسلطة، إلا أنهم عندما وصلوا إليها لم يتمسكوا بتلابيبها من خلال الانصهار والتقرب من الشعب المصرى الذى تعاطف معهم كثيرًا عندما كانوا جماعة محظورة وانتهاء بالحكم، فكان شغلهم الشاغل مصالحهم الشخصية فقط ، وأهم تلك المساوئ الفقر. فالشعب المصرى الذى عانى الفقر، ازداد فقرًا على فقره منذ أن تولى الإخوان مقاليد الأمور، والغريب أن جماعة الإخوان المسلمين خلال تلك الفترة ظهرت عليهم علامات الثراء على عكس ماظهر على غيرهم من المواطنين العاديين، فما من أحد ينتمى إلى هذه الجماعة فى مصر من أقصاها إلى أقصاها إلا وشعر برغد العيش خلال العام الذى انقضى، ولا يعنى كلامى تشكيك أو تلويح أو تلميح لشيء مريب لا سمح الله، فحاشا لله أن أكون من الجاهلين، ولكن من الواضح والجلى أن هناك مبالغ مالية تدفع لجميع أعضاء الجماعة شهريًا تزيدهم ولاءً وانتماءً للجماعة دون غيرها، وعلى العكس تزيد غيرهم من عامة الشعب حقدًا وكراهية لهم، فهؤلاء يزدادون غنًا وغيرهم يزداد فقرًا. إن الحقيقة التى لاثالث لها أنها من أجل الحفاظ على مصالحهم ومنافعهم الشخصية، إن الأمر لا يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين وحدهم بل يتجاوز ذلك إلى جماعات وتيارات وجبهات وحركات أخرى تظهر بصورة المعارضة أصبحت موجودة فى مصر بصورة ملحوظة هى الأخرى ممولة من جهات داخلية وخارجية، فكلا الطرفين لا شغل له ولا شاغل إلا مصلحته الشخصية وإن ظل ليل نهار بالشوارع والميادين، فمعظمهم لا كينونة له ولا كيان، فكل من ليس له عمل ولا وظيفة يطلق على نفسه "ناشط سياسى"؟! وهناك من أطلق على نفسه "حقوقى" وغيرها من الأسماء التى ما أنزل الله بها من سلطان، هؤلاء جميعًا حربهم واحدة وهدفهم واحد، وهو الوصول إلى سدة الحكم والسلطة والشهرة والإعلام وبالطبع تكمل هذه المنظومة الفاسدة مجموعة من رجال الإعلام الذين باعوا ضمائرهم سواء فى جرايد خاصة ممولة أو على الفضائيات. أعلم أن أداء الرئيس مرسى شابه الكثير من القصور بل وأخطأ كثيرًا خلال فترة العام المنقضى ولم يعتمد بحق على أهل الكفاءة والتميز بل اعتمد على أهل الثقة الذين أفقدوه الكثير من هيبته وقوته لاسيما بعد عدوله فى كثير من القرارات التى اتخذها، بل إنه مازال يعتمد حتى فى خطاباته التى يسمعها العالم أجمع على أشخاص لا لون لكلماتهم ولا طعم فأفقدوه مذاق التواصل مع الشعب المصرى الذى تعود على خطابات رئاسية معينة، كل كلمة لها معنى ودلالة وترمز لشيء معين. أخطا الرئيس عندما تمسك بوزارة قنديل من قبيل العناد السياسى وفرض الرأى، أخطأ الرئيس عندما تمسك بالنائب العام حتى لو لم تشبه شائبة ما دامت هناك خيارات عديدة وآخرون يمكن انتقاء أحدهم، فكل مهنة بها الشرفاء ومن يتمتعون بالنزاهة والعدالة، ومن المؤكد وجود من هم لا يقلون عن المستشار طلعت النائب العام، كما أن الرئيس قد أخطأ عندما تسرع فى الأسبوع الأخير لإقرار الدستور على الرغم من وجود بعض المواد الخلافية التى كان يمكن تعديلها حتى لا يوصف الدستور بالكامل بأنه دستور إخوانى على عكس ما قرأت وبدقة وبعناية، ولكن يمكن تصويب كل تلك الأخطاء وتلافيها حفاظًا على شعب مصر ووحدته من جديد. ولكن بشرط أن ينسى الرئيس أنه من جماعة الإخوان المسلمين، وأن يتناسى الشعب المصرى أن الرئيس محسوب على جماعة الإخوان بعد أن يعطيه مهلة أخرى (فرصة أخيرة) للتجويد وإثبات الذات، بدايتها الاستجابة لمطالب الشعب كافة مادامت مقبولة وممكنة وعلى سبيل المثال، تشكيل حكومة جديدة، ما الذى يمنع فى ظل أداء باهت لرئيس الوزراء الحالى؟ مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك وزراء مجيدين أثبتوا كفاءة عالية فليتم الاحتفاظ بهم، تغيير النائب العام فى ظل وجود قضاة شرفاء ما زالوا يتمتعون بالنزاهة والعدالة، تعديل مواد الدستور الخلافية، تحسين مستوى معيشة الفقراء فى مصر وما أكثرهم ووضع حد أدنى وأعلى عادل للأجور يتم تنفيذه دون تمييز ولا انتظار ولا تحايل على القانون، ورعاية جميع أصحاب الدخل اليومى بالتأمين عليهم تأمينًا صحيًا ليجدوا الرعاية الصحية والتأمينية إذا ما أصابهم مكروه – إن قضية الشعب المصرى فى تحجيم دور الإخوان وإسقاطهم من برجهم العاجى بعدم التصويت لهم فى أى انتخابات قادمة تشريعية أو طلابية أو نقابية ليعيدوا النظر مرة أخرى فيما اقترفت أيديهم فإما أن يعودوا إلى صوابهم وينصهروا مع أقرانهم من الشعب المصرى وإما أن يسقطوا من ذاكرة التاريخ مرة أخرى ويكونوا بهذا قد اختاروا لأنفسهم أن يظلوا الجماعة المحظورة – فلتسقط كل الجماعات والتيارات والحركات والائتلافات والجبهات التى تعيد مصر إلى الوراء، ولتحيا مصر عزيزة أبية وليحيا شعبها العظيم