بقلم: د. ماهر بن دهري تعثرت الكلمات وأنا أحاول جاهداً الإمساك بزمام الكتابة، فإذا الأفكار مشتتة والعينان ذاهلتان وشرود يراود العقل، فلا أدري كيف أبدأ ومن أين؟ كثيراً ما كنت أخاطب نفسي وأحدثها بالابتعاد عن الكتابة غير أن ما يحدث يكاد يجرني إلى الكتابة قسراً، ولا أدري أشقاوة تدعوني إلى الكتابة أم إحساس بواجب يجب القيام به؛ لأني أرى في الواقع من هم أقرب مني إلى مجريات الأمور وأكثر تأثيراً في نفوس الكثير، غير أني سأكتب ما يختلج صدري إبراءً للذمة ونصحاً لمن يحب النصيحة. وقد دعاني إلى الكتابة في هذا الموضوع ما جرى من أحداث يوم أمس كان نتيجتها قتل وخراب وتدمير للممتلكات العامة وربما الخاصة، وبنظرة إلى مجريات الأحداث يتبين أن بعض السلوكيات التي قام بها البعض تحت أي ذريعة وهدف نبيل أو غير نبيل هو ما أدى إلى هذه النتيجة المأساوية، وهذه الأحداث ليست وليدة اليوم وليست أول أحداث ولن تكون الأخيرة إذا ظل العقلاء يتفرجون وينظّرون من بعيد. من هذا المنطلق تأتي هذه الكلمات اللائي أخاطب بهن أصحاب الرأي والفكر والتأثير والقرار أما زلتم ترون الوقت مبكراً لتدخلكم؟ وكم من الضحايا تنتظرون لتتحركوا وتصونوا الدماء من السيلان والأنفس من الإزهاق؟ ألا يكفيكم من سقط إلى الآن أم تريدون أن يصل القتلى في حضرموت إلى الآلاف حتى تجتمعوا وتتداعوا وعندئذ لن ينفع الترقيع وستحاولون ولكن يكون الوقت قد فات لأن في كل بيت فاجعة وفي كل حي أيتاماً وأرامل ! لقد أثبتت الأيام أننا كحضارم نتشرذم ونتفرق شيعاً وأحزاباً وجماعات وائتلافات وحركات حتى في أبسط مطالبنا وحقوقنا، بينما الآخرون يوحدون صفوفهم ويصطفون ليحققوا مآربهم ومن بينها تضييع حقوقنا وجعلنا نعيش على هامش الحياة. إن واجباً تحتمه الظروف والأحداث الجارية لا ينبغي الاستهانة به أو التلكؤ في إنجازه فعلى المؤثرين وأصحاب الفكر السعي إلى توحيد الصف وجمع الكلمة، وعلى قيادات مكونات العمل السياسي والحراك التقارب فيما بينهم وأن يتنازل – حرصاً على إنجاح المشروع – كل طرف لأخيه وأن يقبل بالطرف الآخر، فحضرموت لجميع الحضارم ولن يستطيع أحد إقصاء أي حضرمي من أرضه لاختلافه معه في الرأي، وعلى أفراد المجتمع والفئة الصامتة خاصة أن تتحرك وأن تحسم أمرها وتعلن موقفها. إنني أدعو من خلال هذه الكلمات أن يتحرك الجميع للحفاظ على حضرموت وأبنائها، وألا نكون أداة في يد الآخرين يمررون من خلالنا مشاريعهم، ويحققون على أيدينا أو أيدي بعضنا أهدافهم، ويشغلوننا بأمور ثانوية عما يخططونه لنا. وحفظ الله حضرموت وأهلها