بقلم : محمد سالم بن ثعلب حماري .. سبق حمارك، هو شعار هذه المرحلة المحرجة التي تجتازها البلاد. وفي غمرة هذا السباق أختلف الأخوان وأبناء العمومة في حضرموت، وأصبح الواحد منا ضد الأخر فالمسألة سباق. كل يجمر على قرصه .. وفي سبيل أن يسبق حماري حمارك لا ضير أن نتعارك بالعصي أو بالحجارة (نسأل الله أن لا تصل إلى الرصاص). ما بالنا هكذا..لا تجمعنا قضية واحدة نبذل قصارى جهدنا في تحقيقها.. بل تتشتت بنا السبل حتى أننا أصبحنا نشكك في عقيدة بعضنا البعض لاختلاف ما نتبناه من أراء. هل يحق لكل من جعل له صالوناً أو مبرزاً أو مقيلاً أو حزباً أن يشكل فكراً أو جماعة معينة تتحدث باسم كل حضرمي في الداخل والخارج ؟!!.. لا أعتقد ذلك .. الناس في حيرة من أمرها، في ضل هذا السباق المحموم ..فهناك الفكر الحراكي الذي يدعوا إلى فك الارتباط مع صنعاء، وهم منشقون في ما بينهم على ما يبدوا.. وهناك شباب التغيير المتمسكون بصنعاء .. وهناك من ينادي حضرموت للحضارم ومملكة حضرموت الكبرى، وهناك من يقول ان حضرموت تقول: كفاية. وهذا يدعوا إلى مؤتمر، وذلك يدعو إلى إفشاله. نحن بحاجة لمن يفكر ويتكلم بمنطق أبوملك وأبوعمار وأبوفلان وأبوعلان.. بمنطق الطعام والأمان، لا بمنطق الطير الذي لا يفهمه إلا الخاصة.. ما الذي يحدث ..!!؟ ومن المستفيد من هذا!!؟ لانعلم!!. كل ما نعلمه وكما قال الأستاذ رائد الصحافة الحضرمية: سعيد عوض باوزير رحمه الله، أننا نشاهد وجوها قديمة تتحرك على مسرح الأحداث في مسرحية من نوع مسرحية الكراسي، أشخاصها لهم عقلية الكراسي وأهمية الكراسي ووقار الكراسي. بكل بساطة،وبعيداً عن الكلام في السياسة – لأنني أكره السياسة ككرهي للكفر – أنا وأمثالي لا نريد الفوضى لحضرموت..لا نريد لحضرموت أن تدفع فاتورة صفقة لا ناقة لها فيها ولا جمل .. يا ناس، يا عالم، يا قوم .. وحدوا الرؤيا والهدف على كلمة سواء..دعونا من هذه الصراعات ( الغوغائية )التي تأكل كل شي جميل. نحن بحاجة إلى التخطيط الذي يقوم على أساس معرفة الواقع ..لا الاعتراف بالواقع، تخطيط للمجموع لا للأفراد، تخطيط للإنتاج لا للاستهلاك. صحيح أنه ليس في هذه الحياة مستحيل، وكل شي يمكننا مناقشته بهدوء، والوصول معاً إلى نتائج مقنعة للغالبية، فقط لابد من توافر النية الطيبة والابتعاد عن العصبية والانفعال والتحلي بالمنطق والرصانة والعمل في معالجة المشكلة . أما حكاية أنت معي أو ضدي في معالجة المشكلات فلن تجدي نفعاً، أنا لست معك ولست ضدك ولست حتى في المنتصف، أن وجدت مكان وقوفي فلن أستطيع الكتابة. لست مشغولاً برؤية الناس وأماكن وقوفهم تجاه القضايا،مشغولاً فقط بتأمل مشهد تلك الأم المسكينة التي فقدت أبنها برصاصة طائشة على قارعة الطريق.. مشغولاً بمشهد ذلك الأب الذي يبعثر أكوام القمامة لعله يجد فيها ما يسد به جوعه وجوع من يعول .. مشغولاً بمن يعتصره الألم من شدة المرض ولم يستطع زيارة الطبيب، لضيق ذات اليد، فقط لأجد هؤلاء يجب أن ننشغل وبإخلاص، فالرعد الذي لا ماء معه لا ينبت العشب، وكذلك العمل الذي لا إخلاص فيه لا يثمر الخير.