تنتصب اليوم أمام الجنوبيين مهمات عاجلة عدة وملفات شائكة ومتعددة بتعقد الوضع وطبيعة التحديات والمخاطر التي يواجها الجنوب أرضا وإنسانا وهي مهمات وطنية مصيرية لا تقبل التسويف ولا التهرب والمزايدات العاطفة وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه وطن ومستقبل للإيجال القادمة . فلا يمكن للجنوبيين عموماً الحديث عن أي تقدم أو عن أي مشاريع وأحلام وتطلعات مستقبلية دون انجاز وتحقيق هذه المهمات الوطنية كشرط رئيسي وقاعدة للبناء قادرة على أن تواجه هذه التحديات والمخاطر وقادرة في نفس الوقت على وضع اللبنات الأولى لبناء مستقبل أفضل واعد يحقق للجنوبيين الحياة الحرة الكريمة . سيكون من العبث بل ومن المعيب أن يضل الجنوبيين يتغنون بالشعارات الثورية والبيانات الموسمية وهم يفتقرون إلى ابسط أدوات ومقومات تحقيقها , حيث لا يمكن الحديث عن تأمين مسيرة الثورة وانتصارها رغم عدالة القضية الوطنية الجنوبية بينما الجنوبيين فاقدين لقيادة موحدة وفاعلة وغير قادرين على السيطرة وفرض وجودهم على الأرض , وفي اعتقادي أن من أولويات هذه المهمات وأبرزها هو ترتيب البيت الجنوبي بشقيه السياسي والأمني أن ترتيب البيت الجنوبي السياسي الموحد المستفيد من تجارب ودروس الماضي وعبر الآخرين يعتبر مهمة وطنية تحتل صدارة أولويات العمل الوطني لذلك فقد آن الأوان رغم ضياع الجنوبيين للكثير من الوقت والفرص أن يستشعر الجميع المسؤولية الوطنية التاريخية ووضع حدا لهذا العبث ولملمة هذا التمزق والشتات للنخب السياسية والتي كانت بالأمس سبباً في ضياع الجنوب وهي اليوم وأن استمرت لن تقود الجنوب مجدداً ((رغم الفرص المتاحة ورغم التضحيات)) إلى ضياع الجنوب مرة أخرى بل وإلى تدميره وتقديمة غنيمة سهله للقوى النفوذ والأطماع الزيدية مرة أخرى . ويجب دعم غير محدود للهيئة الوطنية المؤقتة للتحرير والأستقلال ينضوي في إطارها كل المكونات السياسية الجنوبية هي مهمة وطنية عاجلة وسريعة اليوم قبل غداً كونها هي الضمانة الأكيدة والشرط الرئيسي لتأمين مسيرة الثورة نحو الحرية واستعادة الجنوب الحر ..تستطيع هذه الهيئة الوطنية المؤقتة أن تنتج قيادة جنوبية موحدة تقود الجنوب والجنوبيين إلى شاطئ الحرية والخلاص ولتحقيق هذه المهمة,, فأنه ليس أمام الجنوبيين إلا الإسراع في مواصلة الجهود التي قد بذلت في التحضير لعقد المؤتمر الجنوبي الوطني الجامع مع المراجعة والتنقية لجوانب القصور والخلاف سريعاً.. والهيئة الوطنية المؤقتة للتحرير والأستقلال يجب أن ينطوي كل رؤساء المكونات السياسية الجنوبية وبغض النظر عن حجمها وعددها هم الهيئة الوطنية الجنوبية المتحدة المؤقتة تتولى هذه الهيئة لتشكيل قيادة جنوبية موحدة,, وقد تم تشكيل قيادتها برئاسة السيد عبدالرحمن الجفري.. وثانيا وفي نفس الوقت الإسراع في تشكيل اللجان الشعبية في مختلف مدن وقرى الجنوب لحماية الجنوب والحفاظ على الأمن والممتلكات وأرواح الناس وفرض السيطرة على الأرض .. وعلى الجنوبيين أن يعوا جيداً أن الجنوب كان ولا زال هدف للإطماع الزيدية مهما تغيرت قواهم السياسية وشعاراتها وسوف يتكرر سيناريو 94م في اجتياح الجنوب مجدداً أن لم يسارع الجنوبيين لإعداد أنفسهم عسكرياً للدفاع عن الجنوب فلا يوجد اليوم أمام الجنوبيين وقت كثير في الاستمرار بمضيعة الوقت في عقد الندوات والمؤتمرات والمهرجانات وإصدار البيانات والمليونيات والأعتصامات… بل يتطلب تحرك عملي ملموس وفاعل على الأرض بروح وطنية مخلصة وبعيدا عن حب الذات والمصالح الشخصية والأنانية في أستغلال قضية شعب كريم .. وعليها تضع مصلحة الجنوب فوق كل المصالح الذاتية والحزبية و المناطقية … وأحترام دم الشهداء والجرحي وهذا الشعب العظيم الصبور السلمي.. الدكتور المهندس عمر عبداللاه باعباد