ربما هذه المرة لن يقتصر الحديث على المشترك في منطقتي جبن أو الضالع- على غرار ما فعل من سبقني- بل سيشمل مشترك كل اليمن، وهذا حق من حقوقي التي كفلها لي الدستور وحرات الرأي والتعبير، الذي كفل لصحف المعارضة أن تعلن وفاة رئيس جمهورية قبل أن يكتب الله أجله.. وأجد لنفسي العذر في مهاجمة أحزاب المعارضة اليمنية طالما وأنا على ثقة كبيرة من كل كلمة أكتبها في منبر الحريات "نبأ نيوز" الذي علمنا كيف نناقش قضايانا من الخارج مع كل الاخوان في داخل أرض الوطن، في الوقت الذي لم تحسبنا مواقع المشترك بين اليمنيين، ولم يسبق أن تابعت أخبارنا. أريد أن أتساءل: هل أنت ضالعي؟ أنا ضالعي مثلك.. أنت ناصري، أنا هتفت معك سابقاُ قبل اللقاء المشترك ل إبراهيم الحمدي، والزعيم الراحل جمال عبد الناصر..! هل أنت إصلاحي من الأخوان المسلمين؟ أنا أخوك المسلم، وقد وقفت بجانبك أمام الشيخ عبد الله صعتر، والشيخ العماد، وغيرهما في أكثر من مسجد، واستمعت إلى أحاديثهم كما استمعت أنت تماماُ، ولم تكن عندي أي مشكلة، بل فوق هذا أخذنا بفتاوى مشائخك في صيف 94، وذهبنا معاُ لنصرة أخواننا جنود الشرعية، وأخذنا جميعناُ الكعك والسبايا والعصائر وما شابه! هل أنت أشتراكي؟ أنا قضيت سنوات في مقرات الحزب الاشتراكي في محافظة البيضاء سابقاُ أيام الاستاذ أحمد حسين العرار سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي في محافظة البيضاء، وهو من أبناء مديرية "الصومعة" وأنا من أبناء مديرية "جبن"، ولم يكن هناك أي خلاف عندنا.. أين ما رحنا اليوم نجد أنفسنا نتقرب تلقائياُ نحو المؤتمر الشعبي العام وهذا ما لا يقبله أصحابنا الحزبيين في المنطقة والمحافظة والجمهورية، وراحوا يطلقون علينا بعض العبارات والكلمات الفارغة! وحين ندافع عن أنفسنا بنفس العبارات نرى أخواننا الطيبين قد حكموا علينا بالموت والهلاك، حتى أولئك الوطنيون الضالعيون الأحرار.. رجال الثورات والمقاومة الشعبية شركاء الكفاح في ملحمة السبعين يوم أتجهوا في الستينات شمالا لفك الحصار عن صنعاء ومواجهة الظلاميين، وأتجهوا جنوباُ في التسعينات لفك الحصار عن عدن ومواجهة الأنفصاليين المرتدين عن الوحدة الوطنية، نراهم اليوم قد قنطوا من رحمة المشترك الضالعي الذي أصبح قاعدة أستراتيجية، ومعسكراً ضخماً للمعارضة اليمنية كلل، وهذا ما لم تكن تتوقعه أحزاب المعارضة في صنعاء، ولم تكن تدرك بأن نجاح أحزابها في الضالع سوف يستغل لأخراج مسلسلات وروايات جديدة على الشارع من شأنها أن تلعب دوراُ بارزاً لمستقبل المعارضة في الضالع. عندما تحدثنا عن نجاح أحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات المحلية الأخيرة تحدثنا فقط عن نجاح أنتخابي لا غير، وهذا الأمر متعلق بفارق الأصوات، ولم نعلم أن أخواننا في قيادة المشترك قد فسروا الأمر بحسب رغبتهم وأعتبروا محافظة الضالع محافظة مغلقة ويجب أن تخصخص في أسرع وقت، بل وتصبح محمية ضالعية مشتركية تواجه بها المعارضة اليمنية سياسة الحزب الحاكم في مختلف المحافظات والمدن.. وهذا بالفعل ما جعل المعارضة تقدم لمشترك الضالع برنامج عمل جديد عليهم، ومتطور من حيث الشكل- فقط- ولكن الآخرين اعتبروا هذا المخطط مجرد لعبة وتآمر سوف يذوب في صدور الوطنيين من أبناء المحافظة نفسها.. هذا من جهة المعارضة التي تسعى فقط للوصول إلى السلطة- وهذا حقها ديموقراطياُ، وليس "ديموخراطياُ" كما هو عليه الحال- واستثمرت نجاحها الانتخابي في الضالع لشن هجوم شرس ضد الحزب الحاكم تحت مظلات القضايا والحقوق. وعمدت المعارضة ككل إلى رسم المخطط المكشوف والمطلوب فقط من مشترك الضالع تنفيذه في أسرع وقت قبل حلول موعد الدعايات الانتخابية للانتخابات البرلمانية القادمة التي يسعى المشترك للمزيد من الكراسي في مجلس النواب، وهو ما لن يحصل بسهولة!! فما حدث كان العكس تماما فقد نجح المشترك أنتخابياُ، وفشل وطنياُ وإدارياُ في الوقت الذي كان عليه ان يرد على الانفصاليين- حسن باعوام وصاحبه النوبه - الذين اعتبروا الضالع محافظة إنفصالية وأعلنوا الانفصال أمام الجميع، وتبعهم العديد من السذج والعامه في الداخل والخارج ممن هتفوا طوال أكثر من عام بأنه يجب على الحكومة أن تحل قضية الجنوب ولم يهمس أحد بصوت أو حتى كلمة واحدة أمام الانفصاليين الجدد!- وهم غير أؤلئك الوطنيين الاحرار من رجال وأبناء وأسر أبطال الثورات وملحمة السبعين يوماُ.. فهل هذا كافي لأخواننا أبناء منطقتنا ومحافظتنا بأن يتيحوا لنا فرصة نتحدث كيفما نشاء، وننظم إلى أي جهة نريد، أم أن القبيلة الضالعية تطرد أبنائها عندما يخالفوا أمر المشترك، ويصبحوا في نظر الجميع "عملاء"، و"جبناء"، و"خونة"!!؟