في توافق فريد بمفكرة الديمقراطية اليمنية، تشهد الساحة المحلية اليوم ثلاثاءً صاخباً يستهله الوزراء المعينين حديثاً بترديد القسم أمام الرئيس علي عبد الله صالح، ليغادروا سكون القصر الجمهوري، وابتهالات "عيد الحب" الذي يوافق اليوم أيضاً الى شارع مدوي بمسيرة احتجاج توحد لأجلها الأخوة الفرقاء في نقابتي المعلمين اليمنيين والمهن التعليمية بعد طول خصام للمطالبة بتصحيح الاختلالات المرافقة لعملية النقل الى هيكل الأجور الجديد، ليتزامن هذا مع اعتصام الموجهين أمام البرلمان لترجمة رفضهم التحويل الى مدرسين في الميدان، فيما سيدشن الأطباء البيطريين إضراباً في جميع المحافظات مطالبين وزير الزراعة – الذي لا يعرف طريق مكتبه بعد- بتنفيذ فتاوى منح بدل عدوى ومخاطر؛ في الوقت الذي سيكون مجلس النواب منهمكاً في انتخاب رئيسه. فعلى الرغم من إصدار الإدارة العامة لشئون الموظفين بوزارة التربية والتعليم تعميماً يوم الأحد، يؤكد "أن العمل جار على قدم وساق لينال التربويين حقوقهم خلال 3 أيام "، ويهيب بمدراء مكاتب التربية بالمحافظات موافاتها "ببقية الحالات التي لديهم من تظلمات أو نقص في البيانات أو الوظائف الجديدة"، ويفسر بإسهاب الإشكالية، ويقر بالتوصل الى اتفاق مع وزارتي التأمينات والخدمة المدنية؛ أصدرت نقابة المعلمين اليمنيين (يدعمها حزب الإصلاح المعارض)، ونقابة المهن التعليمية(يدعمها حزب المؤتمر الحاكم) بياناً موحداً يوم الاثنين، في أول اتفاق لهما منذ أعوام، يؤكدان فيه بأن المعلمين اليمنيين "سينفذون مظاهرة سلمية احتجاجاً على انتقاص حقوقهم في الإستراتيجية الوطنية للأجور والمرتبات"، للمطالبة "بمعالجة كافة الاختلالات التي رافقت عملية النقل لهيكل الأجور الجديد وتنفيذ الاتفاق حول منح بدل طبيعة العمل بنسبة 110% وهو ما تلكأت الحكومة في تنفيذه بحسب نقابة المعلمين". وعلى صعيد متصل، يتوجه صباح اليوم الثلاثاء - أيضاً - مئات الموجهين التربويين الى مجلس النواب لتنفيذ اعتصام أمامه احتجاجا على قرارات وزارة التربية والتعليم بإعادتهم إلى العمل في التدريس، مشيرين في بيان للنقابتين الى أنهم سيقوموا منتصف مارس الجاري بتعليق الشارات الحمراء، "تمهيداً للإضراب الشامل في حالة عدم استجابة الحكومة" لمطالبهم ، فيما وصفت النقابتان إعادة الموجهين إلى التدريس الميداني بعد قضاء أقل واحد منهم ست سنوات في هذا المجال بأنه "غير قانوني". أما جمعية الأطباء البيطريين اليمنيين فقد دعت أمس الأول ببيان الى تنفيذ إضراب عن العمل اليوم الثلاثاء في جميع محافظات الجمهورية للمطالبة بحقوق أعضائها المكفولة قانونياً. وقد سبق لجمعية الأطباء البيطريين اليمنيين أن رفعت مذكرة إلى وكيل وزارة الزراعة والري أحاطته علماً فيها بأنها أقدمت على الإضراب نظراً للمخاطر التي يتعرض له الأطباء البيطريين في الأعمال الميدانية، في حين لم يتم تنفيذ الفتاوى المتعلقة بمنح بدل عدوى ومخاطر للعاملين في الثروة الحيوانية.