تمر الذكرى التاسعة عشر لقيام دولة الوحدة وشعبنا اليمني العظيم من أقصاه إلى أقصاه مذهول مما يسمعه ويشاهده من البعض في الداخل أو في الخارج فقد سمعنا ولأول مرة منذ خمسة عشر عاما أي منذ المحاولة الفاشلة لشلة الردة والانفصال عام 1994م دعوات قبيحة وفجة للانفصال والتشرذم صادرة من نفر غير مسئول تعرضوا لغسل دماغ بعد أن تعرضت مصالحهم الشخصية للمس فانقلبوا على أنفسهم وعلى وطنهم وتحالفوا مع الشيطان لنشر الفوضى والتخريب وثقافة الكراهية وإثارة النعرات المناطقية والعنصرية المقيتة. فمن كان يصدق انه سيأتي علينا يوم نحن اليمنيين الكرام الذين وصفنا بلين القلوب ورقة الأفئدة ونشاهد نفر من الغوغائيين وهم يعتدون ويحرقون محلات و بسطات وأكشاك ليمنيين منا وفينا يعملون بكد لإعالة أسرهم البسيطة لا لشئ سوى أن أصحاب هذه المحلات أوالبسطات من المحافظات الشمالية أو من دولة الاحتلال كما يصفهم هؤلاء الجهلة والغوغائيين!!. أي ثقافة يحملها هؤلاء وأي قيم لازالوا يحتفظوا بها وهل تحولوا بالفعل إلى وحوش مفترسة مجردة من كل القيم الإنسانية والوطنية. لم تحدث مثل هذه الجرائم العنصرية حتى أيام التشطير والصراع المرير بين نظامي الجنوب والشمال ما قبل الثاني والعشرين من مايو 1990م فهل بلغ الحقد بهؤلاء إلى هذه الدرجة من الكفر بكل القيم والثوابت الوطنية وحتى الدينية؟ حقا لقد ذهلنا كشعب يمني أصيل يشمئز وتتأذى عيناه عند ما يرى مثل هكذا أعمال إجرامية عنصرية دخيلة على قيمه ومبادئه وتاريخه وحضارته وبالتالي لا نستبعد هنا افتراض إن من يقومون بهذه الأعمال إما أنهم أناس قد فقدوا أنفسهم وبالتالي فقدوا كل شئ جميل أو أخلاقي وأصبحوا لاشئ وإما أنهم غير يمنيين وبمعنى آخر ربما أنهم مجموعة من المرتزقة الصوماليين أو مرتزقة من جنسيات أخرى أو قد يكونوا بعض أفراد تنظيم القاعدة الإرهابي فمن يدري كل شئ متوقع ألم يعلن هذا التنظيم مؤخرا تأييده لكل أعمال ما يسمى بالحراك الجنوبي؟ ويا من تتحدثون عن الفساد والظلم هنا أو هناك لا تخلطوا الحابل بالنابل فإذا كان هناك من بين المسلمين عضو أو أعضاء فاسدين فهل من الحكمة والعقل والمنطق والمصلحة الوطنية العليا أن تدعوا إلى محاربة وإزالة الفساد وأعضاءه أين ما كانوا ومهما كانوا أم تدعوا إلى إزالة الإسلام والخروج عن الدين برمته؟!! كمن يدعوا اليوم إلى إزالة الوحدة والخروج عن الثوابت الوطنية والقيم الدينية وممارسة الفوضى والتخريب ونشر ثقافة الكراهية في المجتمع الواحد تحت مبرر أو لنقل شماعة الفساد والظلم!! الطامة الكبرى أن غالبية من يتذرعون بهذه الشماعة هم مجموعة من اللصوص والفاسدين الذين يلبسون زورا وخداعا ثوب التقوى والورع والحرص الوطني الكاذب والدفاع الزائف عن حقوق ومعاناة الناس!! تمر الذكرى التاسعة عشر للوحدة ولازال البعض يترحم على الصراعات الدموية الشطرية أو الصراعات الجنوبية الجنوبية في حنين عجيب وغير مسبوق لروائح الدماء ومناظر الجثث والأشلاء !! تمر الذكرى التاسعة عشر للوحدة ولازال البعض يتبجح ويدعي انه كان هناك في الجنوب دولة نظام وقانون ومؤسسات ونسي هذا البعض بأن هذه الدولة " البوليصة " والنظام " الشمولي القمعي " وقوانين " البطش بالخصوم والمعارضين " لا تدخل بأي حال من الأحوال وتحت أي مبرر ضمن إطار دولة النظام والقانون المتعارف عليها ثم أين كانت هذه الدولة دولة المؤسسات وأين كانت فعالية هذه المؤسسات عندما اختلف الرفاق داخل الحزب الواحد فكانت مجزرة 13من يناير التي ذبح فيها بدون رحمة ما يزيد عن عشرة ألاف مواطن يمني في غضون أسبوع واحد ؟!! فيكفيكم يا هؤلاء قلب للحقائق وتزييف للتاريخ وتمييع للمسميات ويكفيكم تضليل للسذج ودغدغة لمشاعر البسطاء الذين تريدون زجهم للمجهول وجعلهم فقط محرقة لأطماعكم ومشاريعكم التافهة والمشبوهة بل والخيانة. اشكروا الله ليل ونهار على نعمة الوحدة التي حقنت الدماء ورسخت بالفعل الأمن والاستقرار في ربوع الوطن وأنهت تلك الصراعات الدموية التي تعودتم عليها و يسعى البعض منكم اليوم لإعادتها وإعادة التاريخ إلى الوراء ولكن هيهات... اشكروا الله ليل ونهار على نعمة الوحدة التي أنقذتكم من حساب الشعب ومنصات المشانق الشعبية التي كانت تعد بالفعل ما قبل تحقيق ال 22من مايو عام 1990م بفترة وجيزة.... اشكروا الله ليل ونهار على نعمة الوحدة التي كانت بالفعل سببا حقيقيا للتسامح والتصالح بين الرفاق المتقاتلين..... اشكروا الله ليل ونهار على نعمة الوحدة التي رفعت رؤوس الجميع وأصبحت اليمن بالفعل رقما يحسب حسابه بين الدول والأمم والشعوب.... لا نريد الاسترسال طويلا في هذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن يمني شريف من أقصا اليمن إلى أقصاه فالتاريخ معروف والحقائق واضحة والرجوع إلى الماضي ومآسي الماضي مستحيل مستحيل ... والوحدة بأذن الله ومن ثم بإرادة الشعب كل الشعب باقية وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (( شاء من شاء وأبى من أبى والي مش عاجبه يشرب من ماء البحر الأحمر أو بحر العرب)) ورحمك الله يا أبو عمار فقد ذكرتنا اليوم بمقولتك المشهورة هذه والتي في اعتقادي تصلح لكل زمان ومكان خاصة عندما تكون صور الإجرام وثقافة الحقد والكراهية والعنصرية واحدة حتى وإن كانت أدواتها مختلفة. صمت دهرا ونطق كالعادة كفرا: زعيم محاولة الردة والانفصال البائسة عام 1994م علي سالم البيض يخرج اليوم نتيجة لإغراءات مادية جديدة بعد صمت طويل دام خمسة عشر عاما لينظم إلى شلة الناعقين الجدد أو لنقل شلة الانفصال والردة السابقة مع بعض الإضافات الديكورية الجديدة..... كان الأحرى بالبيض بدلا من عقد مؤتمر بائس يحدث به نفسه ويفرح به فقط شلة العمالة والخيانة والارتزاق وقوى التآمر الخارجي الذين دفعوه مجددا لتكرار دعوات الفجور وارتكاب حماقة سياسية جديدة تضاف إلى حماقاته السابقة وجرائمه السابقة وتاريخه الأسود كان بالأحرى أن يتوجه بعد صمته الطويل إلى محكمة الجنايات الدولية وجرائم الحرب ليسلم نفسه للعدالة الدولية نظير ما اقترفته يداه الآثمة من مجازر وجرائم حرب كبرى يعاقب عليها القانون الدولي خاصة وأن القانون اليمني لم يستطع الوصول إلية نتيجة للتساهل ولسياسة التسامح التي أثبتت فشلها الذريع خاصة تجاه أولئك الذين لازالت الخيانة تجري في دمائهم كينابيع لا تنقطع. علي سالم البيض اصدر أوامر صريحة عام 1994م بضرب العاصمة صنعاء والعديد من المدن اليمنية المكتظة بالسكان بصواريخ سكود وهي جريمة تصنف ضمن جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون.. علي سالم البيض ورفاقه سعوا بكل الإمكانات لزج البلاد والعباد في حرب أهلية لا تنتهي عام 1994م لولا لطف الله ومن ثم وعي الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه وإرادته الصلبة في الوحدة ومن ثم قوة وفعالية المؤسسة العسكرية الأمنية الكبرى التي كانت وستكون دائما صمام أمان واستقرار للوطن وللشعب اليمني قاطبة.