من الواضح ان الخطوة التي خطاها المشترك مع المؤتمر تعتبر خطوة في الطريق الصحيح للوصول الى الانتخابات وهذه تقنع العالم الخارجي، ولا تقنعني انا شخصيا، هذا اذا لم يدخل الشيطان في التفاصيل برغم قناعاتي السابقة ان الشيطان يقف على رؤوسس الاقلام التي وقعت عليها، انما سنقول- لا بأس- وسنعتبرها خطوه في الاتجاه الصحيح ولن نزيد عن وصفها ب"خطوة جيدة" لنتركها ونمضي للخطوة التالية ونتجه شمالا الى محافظة صعده.. الواضح لي ان الحكومة تخطيء حاليا ان صدقت بمساعدة المشترك في حلها من خلال ادخال محمد عبد السلام في لجنه الحوار، فهذه الخطوة استثمارية للمشترك والحوثيين على حد سواء ولا تتعداها، ويمكن تسميتها "زواج مصالح" متضاربة لن يكتب لها النجاح. فليس للمشترك اي تاثير يذكر ان لم يكن هو نفسه احد الخصوم واشدها لجماعات الحوثي نفسها وآخرها ما حدث في حرف سفيان لا يخرج من هذا التوصيف.. ولغير العارفين ببواطن الامور ان يبحثوا عنها حتى يفهموا مغزى ما نرمي إليه، وللحق فانه يتوجب على النظام برمته ان يتجه بخطوة ايجابيه باتجاه صعده سواء باشراك قطر او بجهوده الفردية وبطريقة مخلصة تخلو من اي اهداف سياسية وارقام وحسابات باتت واضحة من خلال ما يجري في اليمن برمتها. بالطبع قد يظن الكثير ان اليمن قريبة من انهيار كامل، وهذا غير صحيح وليس له اي مبرر على الاطلاق فكل ما يجري في اليمن هي سجالات مفتوحة ورهانات سياسية الجميع يعرفها ويلعبها بكل ما أوتي من قوة للوصول الى هدفه البعض منها جرب في فترات ماضية ونجح والبعض مستحدث بطرق جديدة ملتوية انما كلها معروفة ولسنا بصدد شرحه الان إلاّ ان المواطن يدفع ثمن هذا السجال من معيشته وسكيون له اضرار كبيرة وسيزيد من حدة الفقر ويضع الثروة في ايادي طبقة محدودة لن تستطيع الدولة حلها مستقبلا في حالة اتفق كل الفرقاء وهذا قد لا يكون متاح وسيكلف اليمن وقتا طويلا لمعالجة ماستفضى اليه هذه الازمة اقتصاديا واجتماعيا.. ثم ناتي للخطوة الثانية والتي تتوجب على النظام باتجاه الحراك وقياداته في الداخل برغم انها موجودة ومحدودة الا ان تكليف لجنة متخصصة ولها صفة اتخاذ قرارات سيكون من السهل عليها اخراج الحراك من القوقعة التي وصل اليها حاليا، فالحراك اصبح في مأزق كثور هائج ليس له من صاحب والخشية من وقوعهم في يد مستثمر، فهو لازال حتى الساعة بعيد نسبيا عن الضالع برغم تاثيره في مناطق اخرى، ولن يتأخر في ادخاله في دائرة عنف لاهداف خاصة بالمستثمرين وميوله السياسية.. وهنا اشير الى تعليق أحد السياسيين الكبار حينما قال "للجنوب قضية وليس لها رأس، بينما لصعده راس وليس لها قضية"، وهو تعليق صائب الى حد ما في وصف الوضع، ولعل أي واجراءات حاسمة من قبل الدولة كفيلة باعادة تهدئة المناطق ذات الاشكال، فلاتحتاج الى اعاده اعمار ولا تحتاج لتمويلات، كل ما في الامر معالجات ميدانية لقضايا اناس معروفين باسمائهم وبيوتهم ولا تحتاج كل هذا التهويل الاعلامي والمتاجرة من كل الخصوم السياسيين في اليمن.. وهذا بدا واضحاً من خلال تصريحات المشترك الاخيرة حيث جعل الحراك وكانه لم يكن ولم يسمع فيه احدا برغم ان بيانات المشترك كلها منذ ثلاث سنوات يرادفها ايضا التجاهل من قبل النظام نفسه رغم تكرارها في كل الخطابات الرسمية التي تركز على الحراك ومحتجزي الحراك، وهذه هي السياسة التي لم ولن نرغب فيها ان تتحول مشاكل الناس الى مجرد أوراق للاستخدام وعند الاتفاق ترمى في سله المهملات. قد يكون هناك جناح في الموتمر لا يدركون طبيعة المسئولية وتستهويهم السلطة واللعب تحت مبررات الغاية تبرر الوسيلة بطريقة استهتارية وليس كرجال دولة اقرب منهم للبلطجة السياسية وهذه حقيقه لابد من الاعتراف بها ومعالجتها. وهناك كم منهم لديه ميول حول هذه السياسات ويلعبون يها مع المشترك اوالخصوم لغايات لا نعرفها انما في نهاية المطاف لن يدفع الثمن غير الموتمر نفسه والنظام نفسه مهما حاول التملص منها او الهروب.. فقد علمنا التاريخ ان لكل شيء بداية نهاية، واعداء الامس يصبحون اصدقاء اليوم، وقد اثبتت الايام صحة هذا الكلام، فمن كانوا شركاء في افساد الحياة العامة لليمن وقتل احلامهم بشكل رسمي وعلني وفي وضح النهار منذ 1969م وحتى اليوم.. اصبحوا بجرة قلم مناضلين ووطنيين برغم انهم من أوصل اليمن الى ماه ي عليه اليوم.. فهل يتعظ اصحاب الموتمر؟ وهل يستطيعون اقناع الشعب برمته ان هؤلاء ليسوا وطنيين؟ سيكون صعب جدا على الموتمر ان يفعل ذلك، بل من المستحيلات. وهذا قد يحفزهم مستقبلا، ونطرحه كمجرد سؤال في السياق ويحتاج الى اجابة شافية من اصحاب القرار في المؤتمر - الذي أشك كثيرا انهم يستطيعون الاجابة عليه في الوقت الراهن..