الألمان شعب يعشق العمل، وهذا شيء يسري في عروقهم. هذا ما يلمسه أي شخص يعيش في ألمانيا ولو لفترة بسيطة، لذا أطلق على منتخبهم الكروي لقب «المكائن»، وهم فعلاً يعملون كالمكينة ولا يحبون أن يبقوا من دون عمل. واليوم بلادهم تحتضن نهائيات كأس العالم الحدث الأبرز في العالم، وهم سخروا طاقاتهم كافة من أجل أن يظهر هذا المحفل العالمي كما يحبون. ولأن الألمان يعشقون العمل الجدي ولا يجدون أنفسهم في الأمور الثانوية أو الجانبية، فرأوا أن تكون حفلة افتتاح المونديال مبسطة بكل ما تحمله الكلمة من معان، ولمدة نصف ساعة فقط، وهو الأمر الذي استغربه الجميع. فقد شهدت «المونديالات» الماضية احتفالات كبيرة، كما حدث في «مونديال» اليابان وكوريا الجنوبية 2002، وأيضاً في فرنسا 1998، عندما أقيمت حفلة افتتاح «المونديال» في شوارع باريس في شكل رائع، وتأتي بقية المونديالات الماضية. وعند سؤال أحد المسؤولين في اللجنة المنظمة عن الحفلة المبسطة رد بقوله: «نحن ننتظر أن ينطلق الشيء الأهم، وهو منافسات كرة القدم، التي ستحمل معها المتعة والإثارة، أما حفلة الافتتاح فهذا أمر جانبي لا نهتم به مطلقاً وستكون مختصرة». وستقتصر حفلة الافتتاح المبسطة على كلمة لرئيس ألمانيا هورست كوهلر لمدة أقل من دقيقة، يرحب فيها بالضيوف ومن ثم يعلن عن انطلاق منافسات نهائيات كأس العالم، ولن تكون هناك أي كلمة أخرى في الحفلة، وحتى رئيس اللجنة العليا المنظمة للمونديال الألماني بكنباور، لن يقول أي كلمة كما هو معتاد في حفلات الافتتاح الماضية. ويبدو أن الألمان لا يريدون أن يشغلهم أي شيء ثانوي عن الحدث الأهم، وهو مباراتهم الأولى أمام كوستاريكا اليوم، وهي مباراة الافتتاح ضمن منافسات المجموعة الأولى. الحياة