انطلقت هذه الكلمات من قلب مكلوم، بنت في عمر الزهور فُجعت بأبيها، كلمة هزت الوجدان لمن كان له وجدان يهتز، نعم هذه صورة مبسطة قُدر لها أن تكتشف وأن تظهر على السطح من ماسي كثيرة ومواجع لا تعد كان سببها النظام في اليمن ، فكم فجع هذا النظام أم بابنها، وزوجة بزوجها وبنتاً بأبيها . عتاب التي أبكت الملايين،نقلت الصورة في أدق التفاصيل لاغتيال النظام للطفولة البريئة والتعدي السافر عليها، فالصورة أبلغ من ألف كلمة، نقلت المعاناة التي حلت بهذا الشعب العظيم . ألا تدمي هذه الصرخات القلب لمن كان له قلب ... أو ذرة ضمير من إنسانية، فكم من الدموع سكبت بسب فراق عزيز في ساحات التغير ؟!، وكم من الأسر أدخل هذا النظام الحزن إليها بسبب قتله لعزيز لهم ؟!، فلا ذنب لهذه البنت سوى أن أباها خرج إلى ساحات التغير ينشد حياة كريمة لشعبه ولأمته، ويقارع الظلم والطغيان، فقتل برصاص الغدر والخيانة . يحدثنا التاريخ أن امرأة صرخت ومعتصماه فاهتزت لصرختها الآفاق، وتحرك الخليفة المعتصم في ذلك الوقت بتسعين ألفاً لإعادة الكرامة لها، والأخذ بحقها،لا أن يصدر أوامره لقتلها كما هو حاصل اليوم، مجازر وحشية بدون وازع من ضمير أو رادع من إنسانيه. رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتم لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم فصرخات الأبناء والأمهات وملايين اليمنيين اليوم لم تعد تحرك مشاعر الرئيس لأن يتنحى ويسلم السلطة ويجنب اليمن مزيد من سفك الدماء، لكن لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم كما قال شاعر اليمن البردوني. ولعلمنا أن طريق الحرية يحتاج إلى نضال وتضحيات كبيرة(وللحريةِ الحمراءِ بابٌ.... بكلِ يدٍ مضرجةٍ يُدَّقُّ)، فقد خضبت أرضنا بدماء شهدائنا، وعمدت هذه الثورة بالدماء الزكية الطاهرة البريئة لصنع مستقبل مشرق لبلد قدر له أن يجثم الحاكم فيه على صدور اليمينين هذه الحقبة كلها من الزمن فيعبث بخيراتهم، وينهب مقدراتهم، ويقتل أبنائهم. وها هي شجرة الحرية تروى بدماء شهداء ثورتنا المجيدة كل يوم لتؤتي ثمارها يانعة بعد أن امتدت جذورها ضاربه في الأرض. أيها الشهداء ها أنتم اليوم تسطرون أروع الملاحم البطولية، وأجلها، ها أنتم تخلدون لأنفسكم مجدا يشرفكم، سيسطر التاريخ ثورتكم بأحرف من نور على صفحات من ذهب، إنكم تحجزون مقاعدكم في صفحات الخلود وأسفار التاريخ بجوار الزبيري والنعمان والثلايا وغيرهم كثر ممن ساروا على درب الحرية وقدموا أرواحهم رخصيه في سبيل تقدم واستقرار الوطن . إلى رجال الأمن والقوات المسلحة يا من عاهدتم الله على حماية اليمن وصون مكتسباته، هل من واجبكم قتل المتظاهرين بهذه الوحشية، لا تكونوا أدوات يحركها نظام فاسد يسفك الدماء، لا تقفوا حجرة عثرة أمام تطلعات شعبكم إلى الحرية والعيش السعيد، لا تقفوا ضمن منظومة تعمل على إطالة أمد الحاكم المستبد، وهو يدرك في قرارات نفسه انه راحل وأن نجمه إلى أفوال، وشمه إلى غروب .