قرأت ترجمة الأديب نجيب سعيد باوزير لكتاب دورين انجرامز : ( أيامي في الجزيرة العربية من حضرموت وجنوب الجزيرة 1944-1934م) الذي صدر للمرة الأولى باللغة الانجليزية عام 1970م وطبع في لندن وصدر مترجماً باللغة العربية ( طبعة أولى) عام 2011م وطبع بمطبعة وحدين ( الحديثة للاوفست بالمكلا / محافظة حضرموت ). الكتاب يأخذ القارئ في رحلة إلى تلك الأيام التي عمل فيها المستر هارولد انجرامز مستشاراً مقيماً ومعتمداً بريطانيا في حضرموت ( محمية عدن الشرقية سابقاً) منذ توقيع حكومة عدن معاهدة الاستشارة) مع السلطانين القعيطي والكثيري عام 1937م وحتى انتهاء فترة عمله في حضرموت عام 1944م وكان دور قرينته ( دورين انجرامز) لا يستهان به. نتائج الجولة الاستطلاعية وباعتبارها شاهدة على ذلك العصر وثقت ( دورين) في هذا الكتاب نتائج جولة استطلاعية قام بها هارولد انجرامز بصحبتها في حضرموت حصدت مادة واسعة شملت الحكام والتقسيمات القبلية والسكان عموماً والحالة الاقتصادية والاجتماعية والجغرافيا والتاريخ الطبيعي والآثار بما في ذلك إعداد خرائط لمناطق واسعة لم يسبق أن رسمت لها من قبل بحسب ما ذكرت ابنتها ( ليلى انجرامز) في مقدمتها للكتاب بشيء من التوثيق الجميل. وتفردت الترجمة العربية للكتاب بمقدمة كتبتها ليلى انجرامز ابنة مؤلفة الكتاب ( دورين إنجرامز) قدمت عرضاً جميلاً لمحتويات الكتاب قالت فيها: لقد أضاف هارولد إنجرامز وقرينته دورين الكثير إلى معارف العالم عن حضرموت وشعبها وفي عام 1949م نشرت دورين اصداراً يحمل اسم ( دراسة استطلاعية عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية في محمية عدن) حيث توسعت في المادة التي سبق أن ساهمت فيها مع هارولد وعملت لمدة أثني عشر عاماً في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية. الصبر على حياة الإحباط وفي تصديرها للكتاب .. أشارت المؤلفة دورين انجرامز إلى أنها عادت لحضرموت زائرة عام 1963م وقالت: إن حظي السعيد هو الذي أتاح لي أن أقضي وقتاً طويلاً مع النساء وخصوصاً مع أسرة آل الكاف التي أبدت نحوي لطفاً وكرماً لا أستطيع أن أفيه حقه مهما وصفت وقد ترددت لسنوات في الكتابة حول حياتهم خلف الأبواب المغلقة لأنني كنت مدينة لهم بالكثير كأصدقاء أكرموا وفادتي وقدموا لي يد المساعدة وشعرت أن مثل تلك الكتابة تنطوي على إساءة بالغة لكرم الضيافة ... ولكن ذلك في الحقيقة تعبير عن التقدير والإكبار لصلابتهم في مواجهة ألوان المعاناة والمشاق ولصبرهم على حياة الإحباط وللطريقة والحفاوة التي استقبلوني بها في بيوتهم . (17) فصلاً من الذكريات مؤلفة الكتاب دورين انجرامز وزعت ذكرياتها عن تلك الحقبة الزمنية في حضرموت على (17) فصلاً: الفصل الأول : في الجنوب العربي للمرة الأولى . الفصل الثاني : العودة إلى حضرموت الفصل الثالث : مجتمع الحريم . الفصل الرابع : مع السادة في رحلة الحمير . الفصل الخامس : راكبتان على جمل في وادي عمد . الفصل السادس : الحياة العائلية . الفصل السابع : العرس والتبني . الفصل الثامن : الحياة في المكلا. الفصل التاسع : رحلة إلى لواء حجر . الفصل العاشر : عرب حضرموت في سنغافورا وجاوا . الفصل الحادي عشر : الحرب العالمية والسلام المحلي . الفصل الثاني عشر : استراحة فاصلة في مصر . الفصل الثالث عشر : في ربوع اليمن. الفصل الرابع عشر : في المكلا من جديد . الفصل الخامس عشر : دورية على الجمال. الفصل السادس عشر : المجاعة . الفصل السابع عشر : استدراكات. تحدثت ( دورين ) في هذا الكتاب عن المجاعة الكارثية في زمن الحرب العالمية الثانية ومرور حضرموت بفترة طويلة من الجفاف. والكتاب جدير بالقراءة والاقتناء.