هاهو ابن اليمن نجيب المقبلي يتوج بكأس نجم الخليج. كنا قد تابعنا البرنامج منذ انطلاقته في شهر سبتمبر وكان نجيب بين 16 متسابقاً جاؤوا ليسمعوا أصواتهم وينالوا لقب نجم الخليج ولكن اليمن تأخذ اللقب لعامين على التوالي أولهما حين أخذه فؤاد عبد الواحد واليوم نجيب المقبلي يأخذه فهو يستحق هذا اللقب حقاً لأنه يمتلك كل القدرات والتحكم بصوته على المقامات الصوتية ليكون نجماً، هذا النجم تحمل الكثير في البرنامج من وقوف في مرحلة الخطر وكذلك التدريب القاسي الذي وجده طوال فترة وجوده في البرنامج لكي يصير بعدها نجماً يشدو في سماء الفن الأصيل. نجيب النجم الهادئ والحزين نجيب الذي حفظته شوارع محافظة عدن والذي عرفه أصدقاؤه بهدوئه وخجله استطاع خلال البرنامج أن يمثل اليمن وأن يخرج ذلك الشاب الخجول الذي ما كان ليصعد على خشبة المسرح لتجده أكثر خجلاً ولكنه مع الأيام والتدريب استطاع أن يخرج من خجله لكي يواجه الجمهور الذي كان ينتظر كل أسبوع ماذا سيقدم له . شهادة نعتز بها منذ ثلاثة أشهر كنا نلاحظ أن بعض المتسابقين يتغنون ببعض من أغاني الفن اليمني الأصيل الذي عرفناه بصوت محمد سعد عبدالله واحمد قاسم ومحمد عطروش وابو بكر ولكن في خلال حلقات البرنامج كانت الإشادة بالدور الذي لعبه الفن اليمني والأسماء التي لمعت آنذاك على لسان الفنان الكبير عبدالله الرويشد الذي قال:( إن اليمن تزخر بالكم الهائل من الفنانين اليمنيين الذين تتلمذ بعضهم على الشعر الحميني والشعر الصنعاني والعدني والحضرمي وكل الألوان اليمنية التي عرفت) . نعم ليس بغريب أن تنجب اليمن نجمين كنجيب وفؤاد لأنها قد أنجبت أسماء يتشرف بها كل اليمن وكل العالم لأنهم استطاعوا أن يقدموا اليمن جل تقديم بدءاً من أصوات عرفتها الساحة الفنية إلى يومنا هذا وهاهي تقدم اليوم نجيب الذي أسموه خلال البرنامج (سبع الليل والجسمي الصغير) حقيقة أن كل كلمة قالتها لجنة التحكيم عن الفن اليمني هي بمثابة شهادة يعتز بها كل اليمنيين فالفنان عبدالله الرويشد له تجربة فنية مع الفنان اليمني الكبير أبو بكر سالم بلفقيه ورأيناهما في كثير من الأعمال الفنية . فرصة للحلم نجيب حين دخل أرض المسرح وبدأ يشدو بصوته كان كغيره من المتسابقين ينتظر كل أسبوع الخروج من البرنامج وكان خوفه يشتد يوماً بعد يوماً ولكنه كان كغيره كل أسبوع يحزن لأنه فارق أحد زملائه وكان حزنه اشد حين غادر البرنامج زميلته أميرة من تونس التي كانت القريبة منه كما قالت في إحدى يومياتهم وكذلك المتسابق جاسم من الإمارات الذي كان نجيب يعتز بأنه تعرف على أخٍ مثله وزميلته التونسية ميساء صاحبة الصوت الهادئ التي قالت في إحدى اليوميات أيضاً إن نجيب كان خير رفيق وخير من ينصحها في تقديم الأفضل وكانت تستمع إلى نصائحه . كان نجيب خلال متابعتنا لليوميات إنساناً متواضعاً جميل السلوك يحبه زملاؤه ويعتبرونه بمثابة الأب أو القائد كما قالت المتسابقة المصرية سوزان في إحدى الحلقات اليوميات هاهو نجيب يودع مراحل الخوف التي كان يقف كل أسبوع فيها، الخوف الذي لا يتبدد وخوف الانتظار لدوره ليقدم وصلته الأغنية. حقيقة منذ أن صعد نجيب إلى خشبة المسرح كانت الفنانة يارا تقول له أنت نجم قادم ولم تخب نظرتها له رغم أن لجنة التحكيم بعض الأحيان كانت تقسو عليه في الأحكام خاصة مدربته التي صنعت اليوم منه نجماً للخليج ولليمن كلها. المدربة أماني بأحكامها القاسية على كل المتسابقين استفاد المتسابقون من أرائها حتى أن كانت قاسية وفي احد الحلقات كان سفير الألحان فائز السعيد قد قال لنجيب (انه لم يفهم ماغناه) وكان نجيب تلك الليلة قد اختار أغنية من التراث الصنعاني.. غير أنه قدر على أن يثبت وجوده من خلال موهبته وصوته الجميل الذي أذهل الجمهور في كل مكان فبعد تلك الحلقة كان يقدم أفضل الأغاني ليراه الجميع بكل الألوان الفنية وكما قال المدرب حسين أسيري في إحدى اليوميات وخاصة بعد الحلقة التاسعة حين شدا نجيب أغنية للفنان حسين الجسمي (والله مايسوى) إن الجمهور قالوا له ( نحن نشكر القناة ونشكركم أنكم اخترتم نجيب المقبلي مشاركاً في البرنامج ) وامتدحوا صوته وأداءه في البرنامج . خلال الأشهر الثلاثة رأينا الكثير خلال الأشهر الثلاثة التي مضت من جهود لإنجاح هذا البرنامج الضخم من قبل مؤسسة دبي للإعلام التي عملت هذا البرنامج لكي تخرج بفنانين واعدين .. لقد فاجأتنا حقاً قناة دبي باستضافتها لنجوم الطرب بدءاً من قيصر الأغنية الفنان الكبير كاظم الساهر والفنانة أنغام ومريام فارس وماجد المهندس وأصيل أبو بكر وعيضة المنهالي وفضل شاكر وعبدالله الرويشد ونانسي عجرم إلى الفنان حسين الجسمي الذي قد تم استضافته العام الماضي ليعلن من هو نجم الخليج لهذا العام. الجهود التي بذلت بدءاً من مدرب اللياقة والصوت والتغذية والأداء والاختيار والثقيف الذاتي كان واضحة جداً من خلال المتسابقين حين كانوا يتطورون يوماً بعد يوم ليخرجوا بنتيجة ايجابية ليكون نجم الخليج ابن اليمن نجيب المقبلي. ليلة الفرح قبل ساعات فقط كان القلق والخوف والترقب يجتاحنا ونحن نراقب من سيتوج نجماً للخليج ونحن نتابع نجيب مع زملائه في تقديم أقصى ماعندهم من إبداع ليأتي الجني ويقطف ثمار التعب الذي عاشه نجيب طوال فترة تواجده في نجم الخليج ولحظة إعلان الفنان حسين الجسمي النتيجة حلت الفرحة على اليمن كله وبالخصوص مدينة عدن التي تلقت الخبر بالألعاب النارية وأصوات محبيه كم كان منظر الفرح جميل حين اتجه أهالي منطقة المعلا محافظة( عدن) التي تربى فيها بالتحديد بالقرب من منزله ليسمع الجميع أصواتهم وفرحتهم لهذا التتويج الذي شرف اليمن كلها ..اليمن التي تعيد مجدها تقول للعالم كله (نحن معشر اليمانيون مصدر الفخر والتراث). اليمن التي لم تبخل يوماً بأن يكون هناك مبدعون هنيئاً لها بنجمها. الجميع هنا ينتظرون نجمهم القادم من مسابقة نجم الخليج إلى بلاده بعد طول كفاح وهو ينافس على اللقب .. ينتظرون ساعة الوصول لأن هناك العديد من محبيه سيكونون في أرض المطار واليمن كلها ستنتظره لكي تحتضن نجماً آخر بجانب فؤاد عبد الواحد . نجم آخر انطفأت الأنوار وبدأ الجميع بالخروج وتبقى خشبة مسرح نجم الخليج تنتظر من سيكون نجمه في العام القادم لتحتضن دموعاً وأحلاماً وآمال ونجماً آخر سيفرح بلاده.
