عكا مدينة فلسطينية توجد على ساحل البحر المتوسط. تسمى بالعبرية توجد في شمال فلسطين ، يعيش فيها 45600 حسب الإحصائيات التي أجريت سنة 2003، تقع المدينة على بعد 95 كيلومتراً من القدس. تعتبر عكا مفتاح فلسطين لمكانها الاستراتيجي، فهي بدأت كميناء كنعاني ، وعرفت بصناعة الزجاج والأصبغة الأرجوانية الملوكية، احتلها وحكمها سلسلة طويلة من الغزاة ، واشتهرت بصدها نابليون بونابرت عن أسوارها إبان الحملة الفرنسية. يظهر في أبنية عكا فن العمارة الفاطمي والصليبي والعثماني، كما تتميز بعمارة جامع الجزار الذي شيد من أعمدة رخامية قديمة ، أما المدينة القديمة فقد قام الصليبيون ببنائها ، اختارت اليونسكو مدينة عكا القديمة كمكان تراث عالمي. من ابرز معالم المدينة ، الجدار الشمالي والشرقي الذي بناه الجزار باشا (1814-1800) وقبله ظاهر العمر (1799-1750) ، المسجد الكبير الذي بناه الجزار باشا (1804) ، حمام الباشا التركي أصوار عكا من الجهة الغربية بجانب البحر . يرجع المؤرخون تأسيس عكا إلى الألف الثالث قبل الميلاد على يد القبائل الكنعانية المعروفة باسم «الجرجاشيين» التي أطلقت على المدينة اسم «عكر» أي الرمل الحار، وجعلت منها مركزًا تجاريًّا مهمًا، وفي العهدين الروماني والبيزنطي امتازت المدينة بكونها أهم مرافئ حوض البحر المتوسط. في عام 1104م سيطر الصليبيون على المدينة حتى عام 1291م، حيث استبدل الهلال بالرايات الصليبية بعد أن حررها السلطان المملوكي البحري الأشراف الخليل، وفي العهد العثماني استعادت عكا قسطا من أهميتها و نهضتها الكبيرة. أما حملة نابليون بونابرت إلى بلاد الشام فاقتصرت على فلسطين، ولم تتجاوز الشريط الساحلي منها سوى منطقة الناصرة - طبرية، حيث هزمت الجيش العثماني، وبدأت الحملة باحتلال منطقة قطبة على الحدود مع الشام في 1798م في سيناء ثم قلعة العريش، وبعد ثلاثة شهور أخذت الحملة بالتراجع إلى مصر بعد فشلها في احتلال عكا في 1799م. وفي يناير سار الجيش الفرنسي وفي طليعته «كليبر» باتجاه أسدود ثم إلى قرية يبنه والرملة ويافا، كما استولوا على حيفا بعد قتال شديد، ومن ثم توجه إلى عكا التي تتمتع بأسوار قوية وحصون متينة فلم يستطع أن يدخلها، ودارت معارك قوية، هاجم أهل عكا فيها الفرنسيون بمشاركة الإنجليز وبعض القوات العثمانية، وحاول نابليون اقتحام أسوار عكا سبع مرات باءت جميعها بالفشل، وسرعان ما دب الطاعون في الجيش الفرنسي بسبب كثرة القتلى من الطرفين. وفي مايو كتب نابليون إلى حكومة الإدارة في باريس بأن احتلال عكا لا يستحق كل هذه الخسائر، فقرر الانسحاب إلى مصر ومواصلة الهجوم عليها، وفي أثناء ذلك وصلت مراسلة من باريس تطلب من نابليون وجوب العودة إلى فرنسا، وكان قد انسحب بعد حصار دام أربعة وستين يوما في 20آمايو 1799م.