أكتنف الغموض مصير تمثال يعتقد أنه لإلهه الإغريقي (أبولو) كان قد عثر عليه صياد فلسطيني قبل 6 أشهر بمحض الصدفة في البحر على بعد نحو 100 متر من شاطئ مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وقال صياد فلسطيني ويدعى جودت غريب في مقابلة تلفزيونية لشبكة (بي بي سي) البريطانية اليوم الاحد، انه انتشل التمثال خلال مزاولته عمله منتصف شهر أغسطس الماضي، وبقي بحوزته لعدة أسابيع . واضاف الصياد جودت غريب انه قام بالتأكد من أنه من البرونز الخالص وثمنه مرتفع جداً لقيمته الأثرية، بعد أن كسر أحد أصابعه لعرضه كنموذج على أحد الخبراء، ظناً منه أنه مصنوع من الذهب. ولاحقا، تعاون الصياد والبالغ من العمر 26 عاماً مع آخرين لعرضه على شبكة الانترنت من أجل بيعه، ما أثار انتباه الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، والتي سارعت إلى وضع يدها على التمثال لكنها لم تكشف أي معلومات بشأنه حتى الآن، كما أنها لم تقدم أي رواية رسمية بشأن مصير التمثال. وقال وكيل وزارة السياحة والآثار في الحكومة المقالة محمد خلة في تصريحات له، إن التمثال ليس بحوزة وزارته ولم يصلها حتى الآن .. مشيراً الى اجراء تحقيقات غير معلنة حول التمثال للخروج بموقف رسمي سيتم إعلانه لاحقاً. من جهته، قال رئيس دائرة الآثار في وزارة السياحة والآثار في الحكومة المقالة أحمد البرش، إن التركيز الأساسي في المرحلة الأولى لاكتشاف التمثال، انصب على عدم بيعه بطريقة غير قانونية، باعتبار ذلك أمراً مخالفاً للقانون. وشدد البرش، على أن التمثال "يعتبر من الاكتشافات النادرة والدالة على وجود حضارة يونانية في قطاع غزة وفلسطين عموماً". وذكر البرش، أن الوزارة ستحاول أن تحافظ على التمثال لتعرضه على الجمهور في المستقبل القريب، لكنه لم يحدد أي مواعيد رسمية لذلك. كما ألمح البرش، إلى إمكانية التواصل مع المتاحف العالمية، لكي يتم عرض التمثال فيها .. لافتاً إلى اتصالات تجرى حالياً مع جهات أجنبية، لم يحددها بخصوص التمثال. وتظهر الصور التي التقطها مقربون من الصياد وبثتها عدد من القنوات الفضائية، تمثالاً لرجل معدني عار بلون بني طغى عليه اللون الأخضر ولديه أصبعان مكسوران. وبحسب وزارة السياحة والآثار في الحكومة المقالة، فإن التمثال المكتشف (أبولو) يعتقد أنه يعود للعهد اليوناني في القرن الخامس قبل الميلاد. وعرف (ابولو) حسب ما كان يعتقده الاغريق بأنه إله الشمس والموسيقى والرماية والشعر والرسم والشفاء والعناية بالحيوان والتألق، وأنه يملك جمالاً ورجولة خالدة. وباستثناء بعض الصور له لم ترشح معلومات عن التمثال سوى أنه يزن قرابة 500 كجم، وقد تم طلاء رأسه بمادة يعتقد أنها من ماء الذهب. وأظهرت الصور، أن التمثال عانى من بعض المشكلات نتيجة طول فترة بقائه في المياه، ثم تعرضت بعض أجزائه للصدأ لاحقاً، وهو ما جعل الدعوة لضرورة ترميمه ملحة جداً.