بدأت بصنعاء اليوم ورشة العمل الاقليمية حول التغيرات المناخية وتأثيرها على محميات المحيط الحيوي، التي تنظمها الهيئة العامة لحماية البيئة بالتعاون مع منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). تهدف الورشة التي تستمر 5 أيام منها اربعة ايام بمحافظة أرخبيل سقطرى بمشاركة 14 مشاركا من السعودية ومصر وتونس والجزائر وليبيا والأردن وسوريا ولبنان والسودان واليمن الى بناء قدرات مدراء محميات المحيط الحيوي في تقييم التأثير المحتمل لتغير المناخ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية في محميات المحيط الحيوي. وفي افتتاح الورشة التي حضرها رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة الدكتور خالد الشيباني أشار وزير المياه والبيئة عبده رزاز صالح الى أن التغيرات المناخية تعد إحدى أهم القضايا الملحة لدول العالم حيث أصبحت آثار هذه الظاهرة ماثلة للعيان وآخذة في التزايد وبأشكال مختلفة.. مؤكدا ضرورة تكاتف الجهود لوضع الحلول والمعالجات السليمة التي تعمل على الحد من هذه الآثار ومواجهتها في كافة القطاعات. وأوضح أن خطورة ظاهرة التغيرات المناخية تكمن في كونها مرتبطة بمختلف القطاعات الحيوية حيث تدل الدراسات والشواهد العلمية أن الانشطة البشرية المختلفة تتسبب في الإضرار بالأنظمة الاساسية للأرض والتنوع الحيوي والموارد الطبيعية. ولفت الى وزارة المياه والبيئة تعول على الورشة كثيرا في وضع الرؤى والخبرات العلمية والفنية المتعلقة بالتغيرات المناخية وآثارها على محمياتنا الطبيعية.. مشددا على ضرورة التنسيق والتخطيط المبكر وتوحيد الجهود في إطار الدول المشاركة من أجل الحفاظ على الموارد والتراث الطبيعي والبيئة من التدهور والاستنزاف. من جهته قال مدير البيئة بمكتب اليونسكو بالقاهرة الدكتور محمد العوة "إن اختيار جزيرة سقطرى لاستكمال فعاليات الورشة يأتي نظرا لتميزها بطبيعة ساحرة وتنوع بيولوجي فريد وبصفتها أحد مواقع التراث العالمي ومواقع محميات المحيط الحيوي". وأعرب عن أمله في أن يستفيد المشاركين من تجربتهم بالتعرف على أهمية المحافظة على هذه الجزيرة الفريدة من نوعها في العالم من الآثار المحتملة لتغير المناخ عليها. وبيّن أن العديد من النظم الإيكولوجية في الوطن العربي هي عرضة لمخاطر تعير المناخ حيث حذر تقرير للمنتدى العربي للبيئة عام 2009م من أن العديد من الانواع النباتية والحيوانية في العالم العربي تواجه أصلا تهديدات لبقائها وسوف يتفاقم هذا الوضع نتيجة التأثيرات المتوقعة لتغير المناخ. فيما أوضح ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المهندس خلف العقلة أن اختيار موضوع الورشة المرتبط بآثار التغيرات المناخية على محميات المحيط الحيوي يأتي نظرا للمخاطر المرتبطة بهذه التغيرات وآثارها على الموارد الطبيعية والبيئية خاصة أن معظم البلدان العربية تقع في نطاق المناطق الجافة والقاحلة. وأكد أن درء أخطار تغيرات المناخ يتطلب اتباع نظم الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية وإتباع أنماط جديدة من الانتاج والاستهلاك والسعي الحثيث الى استخدام الوسائل والتكنولوجيا الحديثة الرفيقة بالبيئة، إضافة الى أهمية برامج الرصد والمتابعة المساعدة على التوصل الى إجراءات الحد من الآثار ووضع برامج التخفيف والتكيف المتلائمة مع خصوصيات المنطقة العربية. وعُرض في اليوم الأول من الورشة فيلم وثائقي حول تأثير تغير المناخ على المحيط الحيوي في الوطن العربي، ومحاضرة حول تأثير التغيرات المناخية على التنوع البيولوجي والنظم البيئية. حضر افتتاح الورشة أمين عام اللجنة الوطنية لليونسكو الدكتور أحمد المعمري ووكيل الهيئة العامة لحماية البيئة المهندس أنور الحميري.