ما أشبه الليله بالبارحة ,وما اتعسها من ذكريات مؤلمة وكئيبة ,ما إن تذكرها حتي ينتابك نوعاً من الشعور المليء بالأحداث المؤلمة والمفجعة. التاريخ يُعيد نفسه من جديد مع تغير الزمان والأدوات والوجوه والسيناريو والإخراج والشخصيات التي تؤدي الأدوار لهذا السيناريو الجديد . كنا قد بدأنا ندمل جراح حرب 94م وما رافقها من احداث مؤلمة ونتائج كارثية ومفجعة شكلت احداثها كأبوساً ظل يؤرق اضجاع وقلوب الأبرياء مما أفرزته هذه الحرب وما ذاقه الابرياء نتيجة أخطاء المتصارعون علي السلطة وكرسي الحكم . 94م كان بداية الإنقسام وبداية زرع ثقافة الكراهية والبغض والحقد بين ابناء الوطن الواحد لأنها كانت سبباً فيما وصل اليه الحال في تلك الفترة العصيبة والكئيبة ,وأفرزت معها تحالفات وتكتلات جديدة وضهرت معها أبواق جديدة متشدقة تكفر الآخرين وتكيل عليهم جام غضبها وحقدها وتُحلل افعالها وتصرفاتها العبثية والظالمة لكل ما قامت به, 94م كان بداية التدحرج ونقطة الرجوع إلي الوراء والتملص والهروب من كل ألإتفاقات والعهود الموقعة بين أطراف الصراع ومثلت في نفس الوقت بداية التصدعات والانهيار للنسيج الاجتماعي والذي ظل يشق طريقه الى كل مواطن ليزرع فيه روح الكراهية للطرف الآخر من الوطن لأن الساسة عمقوا هذه الفكرة وهذا المنطق الخبيث. بدأت معه تطفو وتتسع هوتها ويقوى صوتها وترتفع مطالبها المنادية الى انفصال الجنوب عن الشمال كحل عادل ومنطقي للشعبين وكمخرج لكل هذه المشاكل التي يعانيها الشعبين . استمر الحال على ما هو عليه وسط تجاهل من القائمين علي السلطة لكل هذه المطالب إلى ان جاءت ثورة الربيع العربي ليُحرق البوعزيزي جسمة النحيل والتي كانت بمثابة الشرارة التي انطلقت بعها ثورات الربيع العربي ومنها بلادنا . ليبدء معها تسليم السلطة كراهية لللرئيس الحالي والذي سرعان ما تكالب عليه رفاق الامس واعداء اليوم ليتفننوا في وضع العراقيل والصعوبات في كل شاردة وواردة يقوم بها لم يدعوه يتنفس وضيقوا عليه الحصار وتحالفوا مع الشيطان لأجل اسقاطه واستعادة كرسي السلطة من جديد. ما اشبة الليلة بالبارحة بالأمس تحالف الاصلاح مع المؤتمر لاسقاط الرئيس البيض وكان الثمن اجتياح ونهب ثروات الجنوب ونهب اراضيه كمكافاة لهم على تحالفهم معه . اليوم يعيد التاريخ نفسه من جديد ولكن بتحالفات اخرى ووجوه اخرى ,لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ان تحالف اليوم سيرتكب حماقة واخطاء تحالفات 94م وينتحر باجتياح الجنوب اعتقد أنه أنتحار جنوني أذا ما فكر هؤلاء الطغاة والفاشلون فيما يفكرون فيه لان ذلك معناه حرب لن تبقي ولن تذر احداً من الطرفين ويجب ان يعلموا أن ما بين 94م و2015م فرقُ شاسع وواقع قد تغيرت معادلته فلا تنتحروا ايها الاغبياء .........