لم تكن التعددية السياسية مسموح بها في اليمن قبل 22 مايو 90م. و بالتالي لم تكن هناك أحزاب . و حين تم الإتفاق على إعادة الوحدة اليمنية، كان من ثمار الإتفاق العمل بالتعددية السياسية و السماح بإنشاء الأحزاب . و كان أن أعلن التجمع اليمني للإصلاح عن نفسه يوم 13 سبتمبر 1990 م. أي بعد مائة و ثلاث عشر يوما من إعلان الوحدة. هل كانت اليمن تخلو من توجهات او حراك سياسي قبل الوحدة ؟ كلا، و لكن كان حراكا مستترا و توجهات و نشاطات سياسية تعمل - كما يقال من تحت الأرض . لم يبدأ التجمع اليمني للإصلاح عمله السياسي من نقطة الصفر ، فهو امتداد لحركة إصلاحية يمنية لها جذورها و امتدادها التاريخي ؛ و لأن خلفيته الفكرية و منطلقاته الثقافية ، نابعة من هوية الأمة و الشعب و من نفس العقيدة و الثقافة و الفكر ، فإنه أي الإصلاح ؛ لم يجد صعوبة في أن يجد نفسه في كل شرائح المجتمع ، كما وجدت فئات المجتمع المختلفة نفسها فيه . حتى عندما كان يحلو للبعض - مناكفة أو إثارة للغبار أو حتى افتراء - أن ينصب نفسه محللا اجتماعيا و سياسيا أو قاضيا ، فيقسم الإصلاح إلى أجنحة و بعضهم إلى جناحين : قبلي و مدني .. الخ . إنما كانت هذه المناكفات و التقسيمات كنت طبيعي لحالات المنافسات غير الشريفة ، و إنما المغرضة ؛ لأن الإصلاح لم و لن يكون حزبا جهويا أو منطقيا ، كما لم يكن حزبا فئويا او نخبويا محصورا في شريحة مجتمعية معينة ، و إنما كان و سيظل حزبا سياسيا مدنيا جماهيريا ، يشمل كل الجهات و الفئات ؛ لأنه كما قلنا يجد نفسه على امتداد التربة اليمنية ، كما تعرف التربة اليمنية أنه نبتة من نباتاتها المألوفة و المعروفة ، تتغذى من إيمانها اليماني ، و تتجلى و تتجلل بالحكمة اليمانية ، مباركة بقول المصطفى : الإيمان يمان و الفقه يمان و الحكمة يمانية . و هذا هو شأن هذه التربة ( بلدة طيبة و رب غفور ) . و كحركة إصلاحية تجديدية ، يحتفل التجمع اليمني للإصلاح بالذكرى السابعة و العشرين لتأسيسه ، و كما جاء ليجدد الحركة الوطنية الإصلاحية ، فإنه يتجدد أيضا مستوعبا المستجدات و المتغيرات المحلية و الإقليمية و الدولية من خلال يمن يمثل سفينة تحمل كل ألوان الطيف ، دون الارتهان أو التبعية لمشاريع خارجية ، أو استجلاب منطلقات و فكر و ثقافة غير منطلقات و أفكار هوية الأمة و ثقافتها . غني عن القول في هذه العجالة أن نذكر بأن الإصلاح كان له أدواره المتميزة في الحفاظ و تعزيز هوية الأمة ، كما سعى جاهدا مع شركاء له لبناء التحول الديمقراطي الصحيح ، و ليس انتهاء بدوره الأبرز في ثورة فبراير و إسقاط مشروع التوريث ، أو التصدي للمشروع السلالي البائس . إن على الإصلاحيين و الإصلاحيات استيعاب المتغيرات و التعاطي مع المستجدات و العمل بروح الفريق الواحد فيجدد و يتجدد ، معززا تماسك صفه و بناء ذاته و منفتحا و متلاحما مع كل الأحزاب و القوى الخيرة في ظل اليمن الاتحادي .