تنعقد اليوم بصنعاء الدورة الثانية للمؤتمر العام الثالث لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وسط اهتمام وترقب السياسيين والمحليين كونه أول مؤتمر يعقد منذ جريمة اغتيال الشهيد جار الله عمر في افتتاح الدورة الأولى للمؤتمر العام الثالث في ديسمبر عام 2002، وتراجع مقاعد التجمع اليمني للإصلاح البرلمانية التي أفرزتها انتخابات العام 2003. مؤتمر الإصلاح تأجل لأسباب غير معلنة ، وكان من المقرر أن ينعقد في ديسمبر الماضي، وفيما يقول رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان إن دورته الحالية ستركز على أهم القضايا الراهنة منها قضايا الحقوق والحريات والقضايا التنظيمية والوطنية الأخرى، قلل الأمين العام المساعد عبدالوهاب الانسي من اهتمام الدورة بالقضايا العامة، وقال :" إن الدورة هي وقفة تقييمية لأداء الإصلاح من خلال مناقشة تقرير الهيئة العليا حول السنتين الماضيتين ومدى انسجام ذلك مع القرارات التي رسمها المؤتمر العام الثالث في دورته الأولى. وعن مناقشة ولاية رئيس الهيئة العليا والأمين العام ، قال عبدالوهاب الانسي :" الدورة لن تناقش المدد التي تحدد فترة ولاية رئيس الهيئة العليا والأمين العام " علما بان ولايتهما تنتهي في ديسمبر العام 2006 ، من المقرر ان يتم انتخاب أمين عام ورئيس هيئة عليا خلفا لليدومي والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أو مناقشة ذلك ، في المؤتمر العام الرابع. ويرى الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي نبيل الصوفي إن تجمع الإصلاح ككل الأحزاب اليمنية مؤتمراتها العامة ليست سوى محطات لإثبات قوة السيطرة والسلطة التنفيذية التي تدير هذا الحزب أو ذاك . وقال الصوفي:" نأمل أن يستطيع الإصلاحيون تغيير تلك النظرة خاصة وأنها دورة اعتيادية، وثائقية محمية من ما قد تفرضها أجندة الدورات الانتخابية من تركيز على الأشخاص والهيئات في النقاش داخل المؤسسة الواحدة التي هي هنا مؤتمر الإصلاح ، ليستطيع الإصلاحيون الوقوف مطولا أمام الأوضاع داخل الإصلاح خاصة ثم داخل منظومة العمل السياسي اليمنية " . ويضيف نبيل الصوفي رئيس تحرير الصحوة والصحوة نت السابق " لسان حال تجمع الإصلاح " ،إن اقتصر الأمر على قراءة تقارير السلطة التنفيذية ( الهيئة العليا ، الأمانة العامة ، مجلس الشورى ) فإن الحديث عن دور للمؤتمرات العامة يصبح غير ذي جدوى، فأربعة آلاف حزبي حين يجتمعون ليومين أو ثلاثة، ثم يقضون نصف وقتهم في قراءة تقرير السلطة التنفيذية رغم انه قد يتضمن رؤية هذه السلطات للأوضاع، ولكن غالبيته يركز على الأنشطة التفصيلية لمختلف المؤسسات القيادية التنفيذية، لذلك لا يمكن المراهنة على المؤتمرات العامة إلا بقدر مراهنتنا على السلطة التنفيذية أصلا والتي تستطيع توجيه المؤتمر العام تجاه خطها السياسي والفكري. وأعتبر مهمة المؤتمر العام مناقشة الرؤى والبرامج باعتبارها خطوط عامة تلتزم بها ولها الهيئات التي تستمد سلطتها من المؤتمر العام، كمجلس الشورى، ثم الهيئة العليا وصولا إلى الأمانة العامة كما في حالة الإصلاح. وقال نبيل الصوفي :" أن التجربة الحزبية في اليمن لا تعتبر الفرد هو الوحدة الأساسية لتقدير المصالح واتخاذ القرارات، ويستوي ذلك داخل حزب الإصلاح –الذي أنتمي إليه- مع حزب المؤتمر وغيره، فهو مرتبط بإرث الحركة السياسية اليمنية التي هي وليدة ظروف ما قبل التعددية، وظروف صراع الأفكار الذي انتهى مع إقرار التعددية يوم ال22 من مايو " . وانتقد الصوفي الجهاز التنظيمي والإدارة الحزبية الإصلاحية لأنها لم تستطع الانحياز للبرنامج السياسي، و ظلت مشدودة للتجربة الماضية بكل تفاصيلها، مشيرا إلى إن الإصلاح نشأ بعد الوحدة، لكن هذه النشأة الجديدة لم تتجلى آثارها سوى في البرنامج السياسي . ودعا الدكتور عبدالعزيز الشعيبي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء ،حزب الإصلاح إلى النظر ة للذات و رؤية المشاكل والمعايب في الحزب نفسه قبل ان يتم النظر في مشاكل ومعايب الآخرين ، لأن من الصحة ان ينطلق الإنسان من بيئته الداخلية ويصلحها قبل إن يصلح الآخرين وهذه هي الجدية بل والأمانة والصدق " . ويضيف : "لابد أن نستشعر المسؤولية جميعا و لا نقصرها على النظام أو شخصية واحدة هي شخصية صانع القرار الأول لان الكل هنا مسؤول وخصوصا عندما تكون أحزاب معارضة بحجم حزب الإصلاح ، لابد ان تضع البدائل الناضجة التي يمكن بها حل المشكلات لتقديم إسهام حقيقي وفاعل يصب في بوتقة الوطن الأم . وطالب الدكتور الشعيبي ، الإصلاح بتبني سياسة منفتحة خصوصا في ظل متغيرات دولية وإقليمية حقيقية لا يستطيع أحد أن يتجاهلها . وقال :" من الحكمة إن نأخذ من الآخرين ما يتفق مع قيمنا وثقافتنا و ندرك أن ليس كل ما هو أجنبي غير صالح وان كل ما لدينا هو نافع ، وان تتحول الأيدلوجية التي يتبناها حزب الإصلاح إلى واقع وممارسة وسلوك، وان لا تكون شعارا فقط خصوصا فيما يتعلق بعلاقته بالأحزاب الأخرى وبالمجتمع ، ويدرك إن العلاقة بالله سبحانه وتعالى لا تخصه وحده وإنما هي لصيقة بكل فرد مسلم وأنها مسالة تخص الله سبحانه هو الذي يحاسب عليها وان شاء برحمته يعفو ، أما فيما يتعلق بالعلاقات بين الناس والجماعات، لابد إن تكون انعكاسا للعلاقة الصادقة بين الخلق والله سبحانه وتعالى. ويشير رئيس قسم العلوم السياسية إلى إن المصلحة الوطنية مسؤولية الجميع داخل الوطن ،وان المزايدة السياسية أو التكسب من وراء بعض الموضوعات الآنية والضيقة ،أضرارها اكبر بكثير من المنافع التي يمكن إن تتحقق ، خاصة وان الجميع يواجه تهديد خارجي حقيقي يحتم أن ينظر إلى مصلحة الوطن بحكمة وان الوطن للجميع ومصلحته للجميع وليست مصلحة فئة أو مجموعة محددة وان كان هناك نوع من الاختلاف الصحي فينبغي أن يظل في دائرة محددة دون أن يتعدى ثوابتنا وقيمنا . ومن جانبه يتطلع رئيس الدائرة السياسية في المؤتمر الشعبي العام يونس هزاع، أن يخرج المؤتمر بقرارات من شأنها تعزيز النهج الديمقراطي في الحياة الداخلية للتجمع وفي علاقته بغيره من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. ودعا هزاع الإصلاح إلى المزيد من التفاعل مع عملية التطور التنموي ومسيرة التحديث التي يعيشها اليمن في هذه المرحلة وفي مقدمتها استكمال تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية، والإدارية، والحد من الفساد ومحاربة الارهاب وان يتحرك من موقعه كأكبر حزب في كتلة أحزاب اللقاء المشترك لإجراء إصلاح شامل على مستوى أحزاب المشترك بما يمكنها من استيعاب المتغيرات والتطورات الهامة التي تخطوها الجمهورية اليمنية بكل ثقة مقتحمة أسوار التحديث والتطور والبناء الحضاري. وقال رئيس الدائرة السياسية ل سبانت :" نحن على ثقة ان التجمع اليمني للإصلاح يستطيع ان يقوم بدور فاعل على مستوى المعارضة ، وأن مناقشة المؤتمر العام للإصلاح لقضايا مثل بناء معارضة سياسية وطنية فاعلة تقوم على التنافس الشريف، والتمايز البرامجي ،ترسيخ مفاهيم الثقافة الديمقراطية ، احترام الرأي و الرأي الأخر، ومحاربة ثقافة العنف والإرهاب ، سوف يفتح أمامه أفاقا واسعة من التجدد والاستمرارية . سبانت