بلغت الاحتجاجات على سوء الأوضاع المعيشية ذروتها في السودان، والخرطوم على صفيح ساخن. وقود الاحتجاجات التي بدأت خجولة في أسبوعها الأول هو الشباب، هكذا كانت الحال قبل سنة تقريبا من الآن إذ انطلقت ما ستعرف لاحقا بثورة السودان. الأخ المشير عمر حسن أحمد البشير، هكذا وجهني أحد معاوني الرئيس السابق وأنا أهم بالدخول عليه لإجراء مقابلة مصورة على هامش القمة العربية التي انعقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، طالبا ألا أنادي البشير بوصف آخر.. سأكتشف لاحقا أنه أي البشير أكثر مسؤول سوداني تعاونا مع الإعلام وانفتاحا عليه، ذلك أنه كان يخاطب السوادنيين بشكل دائم ونادرا ما يرفض مقابلة الصحفيين. أما الآن فإن لقاء رؤساء حكومات الدول الغربية قد يكون حرفيا أسهل من لقاء مسؤول سوداني، فالكل على أعصابه، والتيارات المتضاربة كموج الأطلسي في داخل الدولة تضاعف من حالة الحذر. حتى مجرد التصوير في الأماكن العامة قد لا يكون بالسهولة المتصورة على الإطلاق.