إن العلاقة الزوجية رباط قوي ومتين، وقد وضع الله - عز وجل - بين الزوج وزوجته المودة والرحمة، ومن المعروف أن المناخ الأسري مهم جدا ويعد محكا قويا من أجل تربية الأبناء ورعايتهم ولكن ومع ذلك إلا أن كثيرا من الأسر على الرغم من إدراكها نظريا لذلك إلا أنها تطبيقيا أبعد ما يكون عن توفير المناخ الأسري الإيجابي، ولعل مواقف متتالية من الضغوط النفسية على الأسرة هي التي تخلق جوا من التوتر والقلق وقد تصل أحيانا إلى الاكتئاب، ومقدار الاطمئنان الأسري يكون مربوطا بقدر ما تستطيع به الأسرة امتصاص الظروف الخارجية الضاغطة وبالتالي توجيه التعامل معها دون تعريض الأبناء إلى الصدمات النفسية، وكثيرة هي المشكلات التي تهز الأسرة ومن أبرزها الخلافات الشديدة والمتكررة بين الزوجين، كذلك الطلاق والفقر وفقدان أحد الوالدين، بل وهناك مشكلة كبيرة تهز أسوار الأسرة وقد تصل الدرجة إلى أن تتفكك تلك الأسرة، وقد تتحول العلاقة إلى ما هو أقرب إلى أن تصبح محطمة وهي مشكلة زواج الرجل للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أحيانا، وعلى الرغم من أن الله عز وجل أحل للرجل أن يتزوج بأكثر من زوجة إلا أن الأسلوب في التعامل والذي يتعمد الرجل فرضه على زوجته السابقة يشكل المشكلة الكبرلى. ولعلي أذكر إحدى الحالات ذات الثلاثين عاما والتي ترددت علي للعلاج حين حضرت بشخصية محطمة حزينة وقد أصيبت بصدمة نفسية عالية تحتاج إلى جلسات مكثفة نتيجة لاكتشافها، وبالصدفة بأن زوجها قد تزوج امرأة أخرى دون أن يخبرها الأمر الذي أصابها بجلطة في القلب شفيت منها بعد علاج دام طويلا حتى الأبناء تفككوا عندما علموا بزواج والدهم فأصبح الأب مجرما من وجهة نظرهم، واعتبروا أن فكرة الزواج تلك هي خطوة تحطم الأسرة، وعلى الرغم من أن الرجل أحيانا يكون له عذره في الإقدام على زواج جديد إلا أنه في أحيان أخرى ليس له أي عذر ويكون فقط من باب زواج المتعة ولكن في النهاية تكون صدمة الزواج على الزوجة السابقة أيا كان الهدف منه إلا أنه يشكل صدمة نفسية كبيرة على الأسرة كاملة، لذلك وفي كل الأحوال لا بد أن يكون الأب قريبا من أبنائه يشرح لهم قبل إقدامه على أي خطوة المبرر لذلك إن كان هناك فعلا مبررا حقيقيا، فالأبناء هم الهدف الأساسي الذي لا بد أن يسعى الآباء إلى رعايته والعمل من أجل إنشائهم في بيئة سليمة حتى الزوجة السابقة لا بد أن تحترم حقوقها، ولعل أبسط حقوقها هو اطلاعها على موضوع كهذا حتى لو تأزمت أو صدمت إلا أن الصدمة في البداية أفضل من استغفال الزوجة وخداعها واكتشافها لذلك بالصدفة وهذا هو قمة الظلم من الزوج!