لعل من نافلة القول، أن المسئولية الوطنية تعد كلا لا يتجزأ لأنها مسئولية الجميع، قيادة وحكومية وأحزاباً ومؤسسات مجتمعية وأفراداً ومنظمات وكما هو ثابت أيضا فإن القيم العظيمة تحتفظ بحيويتها عندما تجسدها الممارسة، ويجد المجتمع صورتها على نطاق الواقع. ü ومن هنا.. ونحن نحتفل اليوم بعيد الأعياد الوطنية، فإننا نؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن مسيرة الثورة اليمنية المباركة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر، تمضي نحو أهدافها العظيمة بخطوات واثقة وإدارة قوية تستمد حيويتها من إيماننا العميق بعدالة الأفق الذي اختارته الثورة سبيلاً للتغيير الجذري، ووسيلة للنهوض الوطني، وطريقة مثلى للتحرر من الكهنوت الامامي المباد والاستعمار الأجنبي الدخيل، ومنطلقاً جديداً يمكن الشعب اليمني من ارتياد آفاق المستقبل، والدفع بعجلة التاريخ إلى الأمام. بيد أن الثورة اليمنية اليوم لتؤكد للجميع ثباتها على المبادئ السامية والتزامها الكلي برسالتها الوطنية والإنسانية والقومية، ودعمها حق الشعوب في الحرية والتقدم والسلام. ü إن إيماننا بالثورة والتحامنا الوثيق بأهدافها المجيدة لا يتوقف عند حدود العاطفة المجردة، ولا ينحصر في إطلاق الشعارات المرفوعة والبيانات الحماسية، ولكن هذا الإيمان يتجاوز تلك المفردات إلى الارتباط اليومي بالثورة وتجسيد مبائها عبر العمل الدؤوب والجهد المتواصل على كافة مستويات الحياة وبمختلف مجالات العطاء والتضحية. ü ولهذا فإن محاولات البعض التمسح بالثورة والتذاكي الساذج باسمها لا تعني شيئاً في ميدان الوفاء للمبادئ ولا تحمل في دلالاتها غير الجمع بين مزاعم الارتباط بالثورة والعمل ضد مضمونها الوطني والقومي والإنساني. وكون الثورة عملاً مثمراً وبناء يحقق مصلحة الشعب، وتوجها شريفا يحمي اللحمة الوطنية الواحدة ويحافظ على الأمن والاستقرار، وينأى عن إثارة النعرات واجترار الضغائن.. فإننا لا نعتمد العواطف وحدها للتعبير عن إيماننا بالثورة، ولكننا نجعل الممارسة العملية شرطاً رئيسياً تتحدد من خلاله مصداقية الإيمان وسلامته.. ومن هذا المنطلق ينبغي الإشارة إلى أن الضرورة وحدها تقتضي التأكيد على أن ارتباطنا بالثورة ليس شعاراً غامضا، ولكنه إيمان عميق تكرسه الممارسة العملية ويجد تعبيراته الواضحة من خلال العمل على تعزيز النهج الديمقراطي، والتمسك بمبدأ التداول السلمي للسلطة ، ونبذ العنف واحترام حقوق الإنسان والإرتقاء بدوره في تشكيل ملاحم المستقبل والمشاركة في إدارة عجلة التنمية الشاملة والدفع بها إلى الأمام. ü بيد أن الثورة اليمنية بواحديتها 26 سبتمبر و 14 أكتوبر قد امتلكت اليوم عدداً من المقومات التاريخية العظيمة التي تؤهلها لأن تلعب دوراً بارزاً في مضمار اجترار المآثر وتطويق كل مخلفات الماضي بصوره السلبية القاتمة سواء في ذلك ما يتعلق بالموروث البائد لمساوئ الإمامة وسوءات الإستعمار، أو المتصل بمزالق الصراع السياسي وتحديات المجابهة لفلول المرتزقة الذين راموا الانقظاظ على الثورة في مهدها، وما شهدته البلاد مؤخراً من مؤامرات استهدفت وحدة الوطن والارتداد بإدارة الشعب اليمني إلى الوراء وإلى أكثر حقب التراخي المعاصر بشاعة حيث انشقاق الكيان اليمني الواحد وتهتك النسيج الإجتماعي الذي لا يتجزأ والالتحام الوطني الذي لا يتفكك. وبانتصار جماهير الشعب اليمني الواحد الموحد بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية ، واستشراف الأفق البعيد الذي يضمن لبلادنا إمكانية المثول بين يدي العصر ومواكبة كل متغيراته، ويؤمن لها سبيل الانتصار لأهدافها الوطنية والعربية والإسلامية