ما تمر به اليمن حاليا من أوضاع استثنائية تستدعي من الجميع النظر بعين متبصرة للمستقبل , فكل خطوة غير مدروسة لن تكون سوى حجرة عثرة إضافية في طريق الحل , وستكون الانتخابات في نهاية المطاف هي الحل ودون ذلك الحوار , ومن يحاول إن يفرض شروطه والرهان على الاحتراب والاقتتال فانه لن ينتصر لان الوطن سيكون المهزوم الأول فضلا عن المواجع التي تجعل من المنتصر مهزوم , لذا فان الكل مدعو للتعقل والبحث عن مخارج آمنه وسلمية لما تمر به اليمن من أزمة سياسية والبدء في الحوار الوطني الشامل , ومن الأفضل ان نبدأ بالحوار بدلا من استهلاك الوقت واستنزاف مقدرات اليمن , بدلا ان نعود الى الحوار ونبحث عنه وعن حلول ومبادرات بعد أن تكون قلوبنا قد تباعدت وخارت قوانا . من المحزن ان نرى بعض من بني جلدتنا يسيرون في طريق التصعيد ويكون الجيران والأشقاء أكثر اشفاقا علينا مما نحن فيه , فالمبادرة الخليجية فضلا عن جهود مبعوث الأمين العام للمتحدة وبيان مجلس الأمن الدولي الداعي للحوار هي أسس مثلى للبناء عليها من مختلف الإطراف السياسية والسير نحو إنهاء هذه الأزمة التي ألقت بثقلها على كاهل المواطن الذي لم يعد يستحمل , فاذا خلصت النية ورفع الجميع شعار اليمن ومصلحته العليا فان الحل لن يكون بالمعضلة التي تصورها بعض القوى السياسية وتفرض شروطها المسبقة على الحوار وبشكل يفقد الحوار جوهره وهدفه في تقريب وجهات النظر واذابة التباينات والاختلافات والإجماع على أرضية مشتركة , وفمازال الامل باق برجوع اليمنيون إلى العقل والمنطق والحكمة التي هي من صفاتهم . ويجب ان نكون احرص على على استقرار اليمن اكثر من أشقائنا في دولي مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في أوروبا وأمريكا, والذين يراقبون الوضع بدقه بالغة من منظور مصالحهم , فاليس الأولى ان نكون نتعلم منهم ونكون احرص على مصالحنا بدلا من الدخول في خلافات وانقسامات وتشظي وأعمال تخريبية تطال المصالح والخدمات العامة التي يستفيد منها المواطن . فالأزمة التي تمتد منذ سبعة أشهر مست القوت والحياة اليومية للمواطن اليمني العادي وبدلا من الخروج منها بأقل الخسائر نجد البعض ينخر في بنيان الوطن والدولة والعمل على إسقاط هيبة الدولة , وكما ترون ما يجري ويحدث في مدينة تعز تلك المدينة الجميلة الحالمة من تخريب وعنف بسبب العناد والمكابرة والتعنت والطغيان على بعضنا وعلى بلادنا , انظروا ماذا صنع بناء التجافي في أرحب ونهم وما خلف في الحصبة من شواهد سوداء لن تفارق الخيال. مرة أخرى ننكررها بان نتعلم من حكمة القائد الرئيس علي عبدالله صالح وحلمه وحرصه على حقن دماء اليمنيين , ورغم الاعتداء عليه وعلى رموز الدولة في جامع النهدين الا انه اثر ان يكتم غيضه وآلامه ودعا الى التهدئة والحوار لتجنيب البلاد محرقة وفتنة مؤكدة جُمعت لها أخطر اسباب الاشتعال ولولا دفع الله ومحبته لليمنين واليمن لكانت الكارثة المحققة. فالعند والخطاب السياسي الأهوج لبعض رموز المعارضة ورد الفعل والرهان على العنف والتهديد به كاد يرمي بنا نحو هاوية الاحتراب لولا مشيئة الله , أفلا نشكره ونجنح للسلم والمحبة كما أمرنا ونتحاور بقلوبنا وعقولنا نحن اليمنيين وليس في عقول الغير ونحفظ لبلادنا وحدتها ومصالحها, قبل ان تتبدل علينا وتتباعد في إسفارنا وتتبدل جناتنا ونتمزق كما سبق من قبل ونعتبر , وبالأمس القريب ضربنا المثل في توحدنا وتجمعنا كالجسد الواحد والامة الواحدة كما كنا قبل ان يمزقنا الاستعمار والكهنوت واليوم وهناك من يريد ان يسلم هذا الانجاز والنصر للأعداء والتخلف. ان الاستمرار في العنف والخراب في البلاد وتدمير ما حصلنا عليه من بنيه تحتية وتنظيمية ومؤسسات دفعنا ثمنها من دمائنا وعرقنا أنهار طول عشرات السنين, تحتاج إلى تفعيلها ودعمها وتنظيفها من الفساد والمحسوبيات بتعاون الجميع سلطة ومعارضة منفردين في الحكم أو مشتركين وكل الشرفاء,و قد أوجدنا هذه المؤسسات وقطعنا مرحله لابأس بها, رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح يؤمن بالتغير والتجديد والتداول السلمي للسلطة واعلن وصرح مرارا وتكرارا وبذل استعداده لدعم المعارضة والأخذ بيدهم كيف وهو من وضع هذا الأسس وأوجدها لكي تكون فعالة وتكون الوجه الآخر والمساند للسلطة , فاليتذكر الجميع ذلك , خصوصا في رمضان شهر الرحمة والمحبة الذي يعد فرصتنا لنضرب المثل في التسامح والإخاء لامتنا اليمنية والعربية والإسلامية كما عهدونا وعرفونا بالحكمة والأيمان والتسامح , انه فرصة مواتية يجب ان نستثمرها جميعا ونزيل كل أسباب التوتر والتشنج ونتنازل لبعضنا ونجنب بلادنا وأبناءنا التشرذم والفرقة والعداوة ونفوت الفرصة على الذين يراهنون على تفريقنا وسلب أمن واستقرار بلادنا فلا يجوز أن نسلم ثمرة نجاحنا وانتصاراتنا لليمن ووحدتها للمجهول للتخلف والثأرات والتطرف . أسأل الله ان يهدينا جميعا الى سبيل الصواب والرشاد وان يجنب بلادنا كيد الحاقدين إنه سميع مجيب.