شددالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالته السنوية إلى الجمعية الاتحادية على أن عودة القرم إلى حضن روسيا هذا العام كان حدثا تاريخيا. وقال بوتين في الرسالة التي وجهها اليوم إن القرم وسيفاستوبل يتسمان "بأهمية حضارية ومقدسة كبرى، مثل الحرم القدسي للمسلمين واليهود. وهذا سيكون موقفنا من الآن فصاعدا". وأضاف الرئيس أن روسيا مرت في هذا العام باختبارات لا يمكن أن تتحملها إلا أمة قوية وموحدة، ودولة قوية ذات سيادة حقيقية. وقال إن روسيا اثبتت قدرتها على حماية أبناء الشعب والدفاع عن الحقيقة والعدالة. وفي معرض حديثه عن العقوبات التي تم فرضها على روسيا في أعقاب انضمام القرم إليها، قال بوتين إن ذلك لم يكن رد فعل الغرب على الموقف الروسي من الأحداث الأوكرانية، وإنما محاولة لردع روسيا على خلفية تنامي قدراتها. وأعرب عن رأيه قائلا إنه لو لا القرم، لكانت لدى الغرب ذرائع أخرى للقيام بمثل هذه الخطوات. موسكو لن تخضع للضغوط الغربية فيما يتعلق بأوكرانيا وتطرق بوتين إلى الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن روسيا ستحترم دائما سيادة أوكرانيا، ومشيرا إلى أن الشعب الأوكراني شعب شقيق بالنسبة للروس. وتابع الرئيس قائلا: "نعم، ندين الانقلاب واغتصاب السلطة بالقوة الذي حدث في فبراير/شباط الماضي في كييف. وما نراه في أوكرانيا اليوم، هذه المأساة في جنوب شرق البلاد، تؤكد صواب موقفنا بالكامل". وشدد على أنه لا يمكن دعم أعمال العنف والقتل التي عقبت الانقلاب، ومأساة أوديسا حيث احترق الناس أحياء، ومحاولات قمع سكان شرق أوكرانيا الرافضين لهذا التعسف، بالقوة العسكرية. وأضاف أن كل ذلك جرى وسط أحاديث منافقة عن حماية القانون الدولي وحقوق الانسان. ولفت الرئيس بوتين إلى ضرورة دعم الاقتصاد الأوكراني في الفترة الحالية. وقال: "وما يجب القيام به الآن هو ليس الدخول في الألاعيب السياسية وإعطاء وعود فارغة، بل تقديم الدعم للاقتصاد الأوكراني لإجراء الإصلاحات. لكنني لا أرى أي رغبة لدى شركائنا الغربيين في القيام بذلك، كما لا أرى أي رغبة لدى سلطات كييف في حل مشاكل المواطنين". وأكد الرئيس بوتين أن روسيا لن تخضع لضغوط الغرب فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا. وأشار إلى أن "الأصدقاء الأمريكان" يؤثرون على علاقات روسيا مع جيرانها دائما، إما بشكل مباشر أو من وراء الكواليس. وأضاف: "نحن لا نعرف في بعض الأحيان مع من يجب أن نتحادث: مع حكومات الدول أو مع رعاتها الأمريكان بشكل مباشر". وتحمل هذه الرسالة الرئاسية السنوية الموجهة إلى الهيئتين البرلمانيتين، مجلس النواب (الدوما) ومجلس الاتحاد الروسي، الرقم 21 في تاريخ روسيا ما بعد السوفيتية، بما في ذلك فترة إدارتي الرئيسين السابقين بوريس يلتسين ودميتري مدفيديف، وتتضمن رسالة بوتين هذا العام ما يعرف برسالة الميزانية، التي كانت تنشر سابقا بشكل منفصل