انطلقت في مدينة سوتشي جنوبي روسيا القمة الثلاثية حول سوريا بين رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني وتركيا رجب طيب أردوغان، مع التركيز على الوضع في محافظة إدلب شرقي البلاد. وفي كلمته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "بؤرة الإرهاب في إدلب لا يمكن التسامح معها ويجب اتخاذ إجراءات للقضاء عليها". وشدد بوتين على أهمية أن تبدأ اللجنة الدستورية السورية عملها في القريب العاجل، لافتا إلى أن الدبلوماسيين الروس بذلوا بالتنسيق مع الأطراف السورية والأممالمتحدة جهودا ملحوظة في هذا الاتجاه. وأكد أن عدد اللاجئين والنازحين السوريين الذين يعانون من غياب المساعدات الإنسانية قد تقلص إلى الثلث، لكن نحو مليون شخص لا يزالون يحتاجون المساعدة. وأعرب بوتين عن أمل قمة سوتشي في أن يلعب المجتمع الدولي وبالدرجة الأولى الأممالمتحدة ووكالاتها دورا أنشط في دعم جميع السوريين دون تسييس وشروط مسبقة. وقال: "روسيا وإيران وتركيا تبذل مساعي منسقة لاستعادة الحياة الطبيعية في سوريا ومساعدة السوريين على إعادة الإعمار، وقد أحرزنا نتائج تجسدت في عودة أكثر من 130 ألف لاجئ سوري إلى مناطقهم خلال الأشهر الستة الماضية. من جانبه، أشار الرئيس الإيراني إلى أن سيطرة "هيئة تحرير الشام" (والتي تشكل "جبهة النصرة" عمودها الفقري) على 99% من منطقة وقف إطلاق النار في يناير الماضي حالت دون تطبيق اتفاق إدلب بالكامل، مشيرا إلى ضرورة أن تضاعف طهران وموسكو وأنقرة (الدول الضامنة لاتفاق أستانا) جهودها لتطبيق الاتفاق. وحمّل روحاني الولاياتالمتحدة المسؤولية عن دعم الإرهابيين في سوريا والعراق واستغلالهم لتحقيق مصالحها، مشددا على ضرورة سحب الولاياتالمتحدة قواتها من سوريا، كي يتمكن الجيش السوري من الانتشار بأسرع وقت ممكن في ضفتي نهر الفرات، وذلك مع مراعاة مصالح سكان المنطقة بمن فيهم الأكراد. وقال روحاني إن طهران تتفهم قلق أنقرة بشأن تطورات الوضع في الشمال السوري، مضيفا أن نشر قوات سورية في المنطقة يمثل "حلا جيدا" لتخفيف المخاوف التركية. وحث الرئيس الإيراني على التنسيق بين حكومتي دمشقوأنقرة، ما يصب في مصلحة السلطات السورية. كما أدان روحاني الغارات الإسرائيلية على سوريا، واعتبرها "تهورا".