في ظل عدوان مستمر يسير في عامه الخامس استهدف الأعداء ومن تحالف معهم من قوى الشر والإجرام كل مقومات الحياة في وطننا ودمروا المنشآت والمؤسسات والقطاعات وعلى رأسها القطاع الصحي الذي ناله النصيب الأكبر من همجية واجرام المعتدين وما نشهده اليوم من انتشار الأوبئة والأمراض هو نتاج ذلك العدوان الغاشم وحصاره الجائر الذي منع دخول الأدوية مما أدى إلى إفراغ المستشفيات والمراكز الصحية من أبسط المقومات الدوائية والعلاجية وعلى رأس هذه الأوبئة القاتلة الكوليرا هذا الوباء الذي يمكن أن نصفه بالقاتل الذي لا يرحم.. وهو اليوم بالفعل يشكل مصدر قلق وخوف وذعر لكل اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مرض لايرحم ،يأتي بغتة كالعدو الجبان ليحصد ويفتك أرواح المئات من الشباب والأطفال والنساء والشيوخ وبكل ما أوتى من خبث وشراسة، حيث أصبحت أجسامهم الهزيلة بسبب الحرب الظالمة والحصار الجائر لقمة سائغة لهذا المرض الخبيث الذي بدأ بالتفشي بمعدلات تنذر بكارثة إنسانية مرعبة ، فالخبراء يحذرون من أن الأطفال يصابون بالعدوى بمعدل طفل كل 35 ثانية وفقاً لتقرير منظمة ( أنقذوا الأطفال ) .. وقد تضاعف معدل الإصابة أكثر من 3 مرات وفقاً للمنظمة ذاتها وقال التقرير إن الشباب هم الأكثر تأثراً خاصة تحت سن 15 عاماً فهم يمثلون الآن أكثر من نصف الحالات مقارنة بنسبة 50% الفترة السابقة .. و بحسب منظمة الصحة العالمية وصل عدد حالات الكوليرا إلى 147,927 حالة و342 حالة وفاة في 20 محافظة من محافظاتاليمن البالغ عددها 22 ، مشيرة إلى أن شهر مارس المنصرم شهد ارتفاعا ملحوظا في عدد الوفيات ، حيث توفي 195 مصابا ، في حين سجلت 76,152 حالة مشتبهة بالوباء . وهذه هي هدية العدوان للشعب اليمني العظيم وجيشه ولجانه الشعبية الشرفاء المخلصين الذين جرعوا المعتدين من آل سعود وآل زايد وحلفائهم ومرتزقتهم الويل في ميادين وجبهات العزة والشرف, فما كان من الأعداء إلاّ نشر سمومهم ووسائلهم الإجرامية بنشر الأمراض والأوبئة من خلال استخدامهم الحرب البيولوجية وهذا أمر محسوم منه ولا يستبعد من قاتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولكن ما صدمني فعلاً هو من يشارك الأعداء في جرمهم أمثال بعض المزارعين من معدومي الضمير والإنسانية في ري مزروعاتهم من مجاري الصرف الصحي دون رادع من دين أو خلق وقد يتساءل كل من يعرف أفعالهم المشينة .. هل هؤلاء يمنيون حقاً؟ أم أن قلوبهم أصبحت متحجرة وضمائرهم ماتت حتى أصبحوا لا يأبهون بأرواح المواطنين ولكن وكما يقول المثل “طباخ السم يذوقه” وقد يكون مصيرهم أسوأ من أفعالهم. والسؤال الأهم أين الجهات المعنية مما يحدث وهل هذا الأمر يتم على مرأى ومسمع منهم دون أن يحركوا ساكناً ولماذا لا يقومون باتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط مثل هؤلاء المجرمين الذين أصبحت أرواح الناس عندهم رخيصة ؟ وماهي الإجراءات والخطط التي سوف تتخذها الدولة لمعالجة هذه الكارثة القاتلة ؟ ومن لم يمت بالسيف مات بغيره وهذا هو حال المواطن اليمني البسيط الذي أنهكته هذه الحرب الإجرامية , فمن سلم من همجية وإجرام وقصف المعتدين جاءه المرض يفتك به لأن العدو الذي لا يؤمن بالحياة ولا يحمل ضمير الإنسانية قد دمر النظام الصحي بسبب قصفه المهووس للمستشفيات والمرافق الهامة حتى أن اللوازم الطبية والمساعدات التي كانت تدخل البلاد انخفضت بمعدل النصف بسبب حصاره لكافة المنافذ البرية والبحرية والجوية وإغلاق مطار صنعاء الدولي ومنع المغادرة للمرضى وللعائدين مما فأقم الحالة إلى الأسوأ ، أما أولئك البسطاء الذين يقطنون في المناطق النائية فإن الموت يكون إليهم اقرب وذلك بسبب عدم القدرة على السفر الى المدن أو المراكز الصحية بسبب الوضع المعيشي وعدم القدرة على تحمل تكاليف السفر إلى المستشفيات بسبب الفقر وكذلك انتشار الكثير من النقاط الأمنية التي تأخر وصول الكثير من الحالات إلى المستشفى في الوقت المناسب حتى وان وصل قد لا يتوفر له سرير بسبب كثرة المرضى وافتقار هذه المرافق للموارد الأساسية لمعالجة المصابين ويكون المصير واحدا! ونحن هنا لا ننكر دور أحد أو نلقي اللوم على أحد في إيقاف هذه الكارثة الوبائية الفتاكة وندرك أن وزارة الصحة ممثلة بقيادتها وبمستشفياتها ومراكزها الصحية التي تم افتتاحها في الكثير من المدن والمحافظات تقوم بدورها بحسب الإمكانات المتاحة وكذلك المنظمات الدولية والجهات المختصة تسعى هي أيضاً لاحتواء هذا المرض الفتاك ولكننا نأمل من الجميع أن يبذلوا جهداً مضاعفاً بمسؤولية تستشعر هذا الخطر وذلك للحد من انتشار هذه الكارثة الوبائية التي تتربص بالجميع في كل بيت وكل منطقة من وطننا الغالي .