تعتبر حروب المناطق الجبلية من أصعب الحروب على القوات النظامية والجيوش المدربة على خوض حروب تقليدية ومن أولويات متطلباتها استخدام قوات مدربة بشكل خاص وأسلحه تكتيكية خاصة قادرة على اجبار العدو المتحصن في الجبال على خوض المعركة في المكان الذي نمتلك فيه التفوق الكاسح والذي يفرض عليه الهزيمة وإنهاء الحرب بصورة حاسمة وسريعة. لقد أستطاع الجيش اليمني واللجان الشعبية إحراز السبق في كيفية التعامل مع الطبوغرافيا والجيواستراتيجياً في المعارك الجبلية فهم من خلال خبراتهم المكتسبة ميدانياً ونوعية التدريب الجيد والمستمر وكذلك الخبرة القتالية في جغرافيا شديدة الوعورة وذات مرتفعات جبلية إستطاعوا التمييز الواضح بين الجبال، فهذه المرتفعات والرواسي ليست متساوية في أحجامها، ولا هي متعادلة في طبيعتها، ولا هي متماثلة في خصائصها وميزاتها، فهناك الجبال ذات المنحدرات الحادة والمرتفعات الشاهقة، وهناك الجبال المقطعة، التي هي أقرب إلى التباب منها للجبال، وهناك أيضاً الجبال المكسوة بالغابات أو ألاشجار، والتي يصعب معرفة مجاهيلها وما تحويه واكتشاف مضامينها، إلى الجبال الجرداء المحرومة من الغطاء النباتي. إذن فقد يكون من طبيعة الأمور أن تتباين طرق التعامل مع الجبال في الأعمال القتالية بحسب خصائص تلك الجبال ومميزاتها الطبيعية والصناعية وما يتوافر لها من المحاسن والمساوئ للأعمال القتالية الهجومية أو الدفاعية الثابتة أو المؤقتة.. العميد:عبدالله حسين المطري ومن أهم خصائص المناطق الجبلية من منظور استراتيجي وكذك تعبوي على العمليات العسكرية ما يلي: 1 - تتسم الجبال المرتفعة لأكثر من 2 كم تقريبا بالطبيعة الصخرية ذات الميول الحادة العمودية غالباً، وهي شديدة الانحدار وبها مساحات ثلجية ومائية باردة جداً، مما يؤدي إلي تقييد استخدام التشكيلات والوحدات التقليدية، ولعل عديد من الدول قد أنشأت وحدات جبلية خلافاً للقوات الخاصة المعروفة، نطاق عملها هو المناطق الجبلية وتُعدُّ أخطر العوامل في المناطق الجبلية هي الميول الحادة والقطاعات المحدودة الاتساع الصعبة الاختراق، وقلة وجود مطارات وشبكات طرق جيدة ومستوية ومستقيمة، فضلاً عن وجود مناطق ميتة وطرق اقتراب خفية مع صعوبة التوجيه، واحتمال وجود انهيارات جبلية وثلجية، مع وجود تقلبات عديدة في الطقس وضغوط جوية مختلفة، ودرجات حرارة متعددة، ودوامات هوائية صاعدة، وقيود على استخدام الأجهزة اللاسلكية عبر الجبال، ووجود المنعطفات الخطرة التي تصلح لأعمال الكمائن والنسف وغيرها، وبالتالي تصعب المناورة والتعاون بين القوات العاملة. 2- تغيُّر وتقلب الطقس بشكل خطير على مدى أيام السنة ووفقاً للارتفاع، مما يتطلب إعداداً جيداً للقوات والمعدات، وقد يصل الأمر إلى تغير البرودة إلى الحرارة الشديدة في اليوم الواحد مما يؤثر على الصحة العامة للجنود ارتفاعات لأكثر من 2 كم تقريبا مثل الإرهاق الشديد والحموضة الشديدة في المعدة وأكثر المتعرضين هم السائقين لكل المركبات والدبابات. 3- تنفذ أعمال القتال في الجبال على مواجهات واسعة وعلى اتجاهات منفصلة ومنعزلة تماماً، مع أهمية تأمين التقاطعات والمناطق الهامة مثل الممرات والمضائق، ومن ثم سوف تقل معدلات القتال اليومية إلى درجة أنه يمكن أن تصل إلى 21 كم في اليوم فقط في العمليات الهجومية، ويؤثر العدو وتشكيل القوات وطبيعة الجبل على المهام والقدرات الفنية والمادية المتوافرة، مما سوف يجعل القوات تقوم بالقتال بجزء منها والجزء الآخر يخصص للتعاون والاتصال مع القوات المجاورة. 4 - تقل القدرات الفنية للدبابات والمركبات كلما زادت الارتفاعات، فكل 1 كم ارتفاع يؤدي إلى فقد حوالي 7 8% من قدرة المحرك والعربات 50%، ولعل أخطر مناطق عمل الدبابات هي المضائق ومناطق السيول وعند سقوط الأمطار الغزيرة، حيث يمكن لكل ذلك تدمير الطرق والكباري والدعامات والجسور وما إلى غير ذلك، وتتأثر الأجهزة اللاسلكية بشكل خطير في المناطق الجبلية، مما يتطلب استخدام أجهزة خاصة . كما وأن الاعمال القتالية الجبلية ترتكز على عدة مبادئ أهمها مايلي : أ. المفاجأة . من السهل الحصول على المفاجأة التكتيكية بالحركات الجانبية في طرق أقل تعرضاً لمراقبة العدو ، باحتلال السفوح الخلفية في الدفاع ، كما يمكن الحصول عليها بالتحرك ليلاً ، أو في حالة الطقس الرديء ، وتحتاج إلى التخطيط الجيد للعمليات التكتيكية والإدارية . ب. المرونة: تحتاج العمليات الجبلية إلى مستوى عال جداً من اللياقة البدنية ، وخفة الحركة ويمكن تحقيق ذلك بما يلي : 1- بعد النظر في التخطيط من جانب القادة . 2- التدريب البدني العنيف الشاق للوصول إلى مستوى عال من اللياقة وتدريب الجبال الخاص . 3- تنظيم جيد للشؤون الإدارية لمواجهة كل الاحتمالات والطوارئ . 4- مقدرة المشاة في الاعتماد على أنفسهم دون الأسلحة المساندة الأخرى. 5 - الاستخدام الجيد للأسلحة بعيدة المدى خاصة السلاح الجوي . 6- استخدام كل سبل المواصلات الممكنة . واستنتاجا لما ذكر فإن الجيش اليمني واللجان الشعبية قد صقلتهم ميادين القتال وعرفوا ماهي مبادئ وقواعد وخصائص كل الاعمال القتالية في المناطق الجبلية وبأسلوبهم الخاص وطريقتهم الخاصة عرفوا كيف يتعاملون مع كل هذا وفقا وما يتناسب مع طبيعة الجبال. وبرغم دراسات تكتيكية وتحليلات خبراء عسكريين ومن خلال تجارب حصلت قديما وحديثا تقول ان القتال في المناطق الجبلية يضعف ميزة أي وحدة قتالية نظامية مهما كانت عدتها وعتادها وأي تقنيات تمتلك وعلى الأخص في مراحل الهجوم، كما أن طبيعة الأرض تجعل ميدان المعركة مجزءاً تصعب السيطرة عليه. وأن الاعمال القتالية الجبلية صعبة وقاسية وليست هي بالمناطق الأفضل للقتال، وأنه من المناسب الابتعاد عنها، وعدم التورّط في اقتحامها بحسب خبراء عسكريون إلا أن الجيش اليمني واللجان الشعبية جعلت من ذلك ممكناً واجتازت كل هذه وتلك الدراسات والنظريات وكل تحليلات الخبراء العسكريين والاكاديميين وطوعت كل تلك الصعوبات وحققت وتحقق النصر وفي كل جبهات القتال، وبالتالي فإن خيار (القتال في الجبال أو أي مكان) هو خيار تفرضه ضرورة الأعمال القتالية على مسرح العمليات بمجموعة في إطار هدف الاعمال القتالية، وهو ماشوهد ولمس في العمليات العسكرية التي نفذها وينفذها الجيش اليمني واللجان الشعبية نصر من الله والبنيان المرصوص وفي مناطق محافظة البيضاء بل وفي كل الجبهات. فقد استخدمت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية اسلوب استنزاف قدرة العدو وإمكاناته العسكرية والاقتصادية وأحباطه سياسيا ونفسيا ومعنويا وشل حركته ومحاصرته وعزله وقطع طرق إمداده وعدم تمكينه من استخدام أسلحته ،حتى وصل الجيش واللجان الى مرحلة الحسم والعملية الخاطفة ،برغم ان أدوات العدوان(قاعدة وداعش ومن في فلكهم)كانت قد جعلت من الجبال قاعدة محصنة مأمونة لها ومجهزة بكل المتطلبات الضرورية، بهدف كسب الوقت وزيادة الاستعدادات لقتال طويل وتطوير قدراتها الا ان كل تلك التدابير والمخزون الكبير من الذخائر ووسائل التفخيخ والمواد التموينية والدعم اللوجستي واسناد الطيران كل هذه وتلك فشلت أمام ضربات الجيش اليمني واللجان الشعبية وأسلوب القتال الشرس والاحترافية والخبرة والقدرة والصمود التي يمتلكها الجيش واللجان الشعبية . إن التنظيم والتدريب والاستطلاع الجيد الذي أبدته قوات الجيش اليمني واللجان ألشعبية والتشكيل المناسب والذي استخدموه في العملية العسكرية في المناطق الجبلية في بعض مناطق محافظة البيضاء والتي كانت تتمركز فيها القاعدة وداعش التي عاثت في ألأرض فسادا وأجراما ففجرت بالأحزمة الناسفة وفخخت وذبحت وعبثت بالإنسان والإنسانية وأرقت اليمن واليمنيين بل المنطقة بشكل عام خدمة للمشروع الأمريكي البريطاني الداعم والمؤسس لها وأدواتهما في الداخل والخارج تلك الادوات ذابت وتلاشت وتهاوت أمام صلابة وضربات وكفاءة وعزيمة الجيش اليمني واللجان الشعبية وفهمهم للمطلوب وتفهمهم للمهمة الموكلة إليهم وتقديرهم للموقف والأسلوب الخاص للتنفيذ الخطة التي رسمت لهم والبراعة في ذلك انهم امتازوا ويمتازون بالقدرة والتعامل مع كل الظروف الثابتة والمستجدة وإدخال بعض التعديلات عند الحاجة وحسب الضرورة إذا لزمت الحاجة، لكي تتناسب المواقف الخاصة بل واجتازوا المألوف بحسب ما تحاكيه العلوم العسكرية،واتخذوا من هذه وتلك التعديلات صيغة التأكيد الزائد على كيفية العمل المتناسق كالتموين ومتى وأين وكيف استخدام العربات والأسلحة وكل وسائل الدعم والإسناد وفقا وما تتناسب وطبيعة الأرض وبما عزز ويعزز نجاح تلك العملية العسكرية وكل العمليات ، هذا بالإضافة إلى التأكيد على قدرة الفرد من خلال التدريب الجيد واللياقة البدنية وكيفية تعامله مع عدته وعتاده وما هو المطلوب منه للمحافظة على خفة حركة سيره على الأقدام والطرق المناسبة. وكون المناطق الجبلية هي منطقة شاسعة تغطيها الجبال سفوح شديدة الانحدار وقمم مرتفعه وبحسب ما تحكيه العلوم والتكتيكات العسكرية عن خصائص العمليات العسكرية في المناطق الجبلية والتي تعتبر قابلية الحركة ، أو عدم قابلية الحركة هي الخاصية الرئيسية للعمليات الجبلية . غالباً ما تكون العمليات مرهقة لاي قوات تقوم بها ، خاصة إذا كانت معتادة على العمل في المناطق الصحراوية بحسب خبراء عسكريون،لكن الجيش اليمني واللجان الشعبية أبدوا خبرة جيده ومهارات فريدة واستخدموا تكتيكاً متميزاً فاق مايدرس. وبالنسبة للطقس قد يصعب التوقع بالظروف الجوية في المناطق الجبلية ، حيث يتحول النسيم الهادئ إلى رياح شديدة خلال دقائق ، كما يمكن أن تحدث في تلك المناطق وخلال ساعات قليلة تأتي ظروف جوية متباينة ، شمس ساخنة ، ظل بارد ، رياح قارسة ، عواصف ممطرة ، ضباب ، رؤية محدودة … الخ . لذا فإن الطقس غالباً ما يحدد نجاح ، أو فشل العمليات،إلا أن الجيش اليمني واللجان الشعبية قد تغلبوا على كل تلك العوامل وبمعنويات عاليه وعرفوا كيف يتعاملون معها . فمن ما شاهدنا في إيجاز ناطق الجيش واللجان عن العملية العسكرية في البيضاء ومساراتها وعن حالات الهجوم: فقد لوحظ حرية الحركة، ولم تعد العوائق الجبلية والموانع والتحصينات مهما بلغت من القوة والمنعة بعيدة عن الضربات النارية للجيش اليمني واللجان الشعبية،ولم يعد لأدوات العدوان القدرة على الصمود برغم تحصيناتهم في قمم الجبال وتوافر عتادهم وعدتهم ولا قادرة على منع قوات الهجوم (الجيش اليمني واللجان الشعبية) من الوصول إلى أهدافها مباشرة. وهذا يعني أن العدو وأدواته ودفاعاته وتحصيناته وخنادقه التي حفرها ومتارسه التي بناها وشيدها والطرق التي شقها وحفرها في بطون الجبال وبطونه وكل أعماله الهندسية قد أصبحت عقيمة أمام ضربات الجيش واللجان الشعبية. وأصبحت تلك الأدوات(قاعدة وداعش) التابعة للعدوان محاصرة وليس لديها وأمامها من خيار الا الهلاك او الاستسلام او الفرار. تبقى قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية هي المدرسة الحقيقية لاستخلاص أسس فن الحرب ومبادئه وإمكانات تطويره كتكتيك وكيفية الأعمال القتالية في الجبال. وما تفسيرنا لكل الأعمال القتالية والملاحم الأسطورية التي أبدتها قوات الجيش واللجان الشعبية في العملية العسكرية في المناطق الجبلية وكل شبر في البلد في البيضاء وغيرها الا دليل تأييد من الله سبحانه كونهم يقاتلون من أجل قضية والأمر الآخر ألتسليم للقيادة الثورية الشجاعة ذات النظرة الثاقبة والقيادة السياسية والعسكرية وتنفيذ الأوامر والتوجيهات وعمل الجيش واللجان والجميع بروح الفريق الواحد وكذلك نجاح الخطة المشتركة ودقتها والتي أعدتها قيادتا وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ممثلة باللواء الركن/ محمدالعاطفي. واللواء الركن / محمدالغماري..