الساحل الغربي رمال متحركة ومخارج مهلكة.. وكمائن قاتلة ذلك أبرز ما انتظر وينتظر أولئك الأعداء المعتدين من جحافل المرتزقة ومن شايعهم أو تعاطف معهم وارتبط بعجلتهم, فالساحل الغربي رمال متحركة تبتلع الغزاة.. هذه أبرز سمات هذه المعارك التي يخوضها أبطالنا, لذا فإن معارك الساحل الغربي.. وتجاربها الفريدة, وقدرة أفراد الجيش واللجان الشعبية على الإفادة إلى حد كبير من الأساليب التكتيكية المميزة والجيدة التي تتوائم مع طبيعة جغرافية المنطقة وطبغرافيتها وكذا الطقس.. والمقدرة العالية على المناورة وعلى المفاجأة والمباغتة والكمائن, وعمليات الاستدراج الناجحة, وكذا الكفاءة في استخدام السلاح والاقتصاد بالذخيرة والكر والفرو الإغارة كلها عمليات استنزاف قدرات وموارد وعتاد وأسلحة العدو في جبهات الساحل الغربي.. ولهذا.. نحن نوجه دعوة لكل باحث عسكري لكل خبير في شؤون القتال والجندية, والعسكرية والجيوش النظامية لزيارة رجال أفذاذ من الجيش واللجان الشعبية يقاتلون بأسلحة بسيطة في جبهة الساحل الغربي ليمكن مقارنتها بما يمتلك العدوان من قوة وعتاد.. كل محاولات السيطرة على تلك المنطقة المفتوحة الموازية للبحر تجاوزت عشرات الآلاف باءت بالفشل الذريع طبوغرافية المنطقة لصالح العدوان ساحلية سهول ورمال ومع ذلك لم يتمكن العدوان من التقدم رغم أنه يتفوق جوياً وبحرياً ويقاتل بأحدث الأسلحة ويحصل على المعلومات من عدة مصادر وعنده أحدث معدات الاستطلاع أرض ميدان المعركة والطقس لصالح مسرح عمليات العدو.. كل هذه المعايير والمميزات ولم يتمكن فيها العدوان من تحقيق أي تقدم غير ما سبق مستفيداً من المفاجأة وتوقيت شن الهجوم ترى ما الذي يحدث؟!! نحن أمام حالة عسكرية فريدة قد لا تتكرر فما تقدمه العسكرية اليمنية في هذه المعارك ليس سوى معجزة عسكرية بكل المقاييس واسألوا من شئتم وأقرأوا ما شئتم.. مما كتب عن المعارك والقتال منذ فجر التاريخ وحتى اليوم وهذه اللحظة. وائتونا بكل الخبراء وبكل ما قرأتموه من علوم عسكرية وتكتيكات واستراتيجيات قتالية وما إلى ذلك من المسميات ومعطيات.. هل تكرر مثل ذلك؟!! أعملوا مقارنة منصفة لتعلموا أن المقاتل اليمني قد استطاع أن يغير كل المعادلات العسكرية المتعارف عليها. جيش ولجان شعبية ومتطوعون يقاتلون في أرض سهلية بدون غطاء جوي ولا مجنزرات ولا ذاتية الحركة يتغلبون على جيوش وعلى هكذا طقس وعلى هكذا بيئة ويتحملون الحرارة المرتفعة ويقاتلون في أرض مكشوفة بإمكانات مادية ولوجيستية متواضعة وعتاد قتالي محدود فكيف يصمدون ويقاتلون عدوا يملك الأباتشي والطائرات والبوارج والصواريخ والدبابات والمدافع والآليات الحديثة مع تفوق في أعداد جنود الغزاة ومرتزقتهم ونار من كل جانب من البر, والبحر, والجو ومع ذلك لم ينكسروا ولن ينكسروا. العسكرية اليمنية مستمرة في ضرب أروع الأمثلة وهي تتصدى بشكل أسطوري لقوات تحالف دولي كبير تسانده معلوماتياً ولوجستياً دول عظمى هي الأكبر عالمياً والأكثر تفوقاً من حيث التدريب والتسليح.. فيا فدائيتنا الفريدة تعجز حروفي عن الاستمرار في وصف ما يحدث أننا نتساءل لو أن تلك الحرب كانت ضد دولة عظمى لحقق الأعداء أهدافهم في شهور فأبطال اليمن ورجالها الأشاوس يسطرون هذه الملاحم برغم مرور خمس سنوات من الموجهة ولم يكلوا ولم يملوا, بل أقويا أشداء وكأنهم في اليوم, بل أشد باساً وأكثر مراساً.. فتحيةً للمجاهد اليمني الذي استطاع أن يقهر الأعداء بصموده وداس على التكنولوجيا الغربية وأثبت مقدرته وشجاعته وصبره.. نعم قواتنا تمتلك إرادة قتال وإيمان عميق وتعرف لماذا تقاتل وقادتنا يعرفون متطلبات المعركة فيحسبون لها كأدق ما يكون الحساب وأفضل ما يكون الإعداد وفيه أحسن الرجال المدربين على القتال ينفذون تعليمات القادة في الميدان بصدق وإيمان عميق معتمدين على الله سبحانه وتعالى ثم على شعبهم الأبي الذين يستندون إليه ويواجهون المعتدين بصبر وبصيرة بما لديهم من إمكانات متوفرة برغم تفوق جوي في امتلاك العدوان أحدث الطائرات وأخطر التقنيات في هذا الجانب.. ومع ذلك.. فإن خمسة أعوام من المواجهات ومن القتال, ومن الحصار, ومن التدمير تكاد تكتمل وتدخل هذه الحرب العدوانية فيما الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية تتعزز لديهم القدرات القتالية وترتفع لديهم الروح المعنوية التي تمكنها من خوض حرب النفس الطويلة بكفاءة وبمقدرة عالية على صناعة وانجاز انتصارات متوالية وعلى مختلف الجبهات.