الجاسوسية.. هي لغة العصر.. ولهذا فإن موجبات الحاضر.. اليوم تستدعي أن نعيد مرات ومرات هذا الحقل من النشاط لكي نعرف مكامن الضعف والقوة ولكي نصل إلى مفاهيم تفيد في مكافحة التجسس وفي محاربة مظاهر التجسس والاختراقات الأمنية.. وفي هذه الحلقة الثانية من القراءة .. نواصل عرض القضايا الأمنية.. ولعل أهمها: ما يقوله القاموس السياسي للاستاذ أحمد عطية عن الجاسوسية.. ويعرج على قضايا استخباراتية عديدة.. فهو يتحدث عن الجاسوسية في الاصطلاح القانوني هي العمل سراً وبادعاء كاذب يستولي شخص أو يحاول الاستيلاء على معلومات حيوية لغرض توصيلها إلى الأعداء, ونصت اتفاقية لاهاي الدولية عام 1907م على محاكمة المتهم بالجاسوسية والحكم عليه, بما يتناسب مع ما قام به من جرائم التجسس بما في ذلك الحكم بإعدامه.. هذه القضايا التخصصية في العمل المخابراتي يقدمها هذا الكتاب ومؤلفه.. يحدد من خلالها من هو الجاسوس.. ويستبعد من الجاسوسية فئات معينة يذكرها.. إذا يشير أنه : " لا يعد من الجواسيس الجنود الذين يقبض عليهم في مناطق الاعداء ما داموا لا يخفون شخصياتهم ولو كانوا يحاولون الاستيلاء على معلومات او المدنيون والجنود الذين يقبض عليهم وهم يعملون في نقل المعلومات او المراسلات او الذين يهبطون بالمظلات.. ويتجه الكاتب والكتاب الى ان يرسي تجارب عديدة في هذا الجانب من ناحية تخصصية وخاصة في الجانب السلمي.. فهو يؤكد ان في زمن السلم يعد جاسوسا كل من يحاول الاستيلاء على معلومات خاصة بالقوات المسلحة او الذخائر او التحصينات او وسائل الدفاع بقصد توصيلها الى دول اخرى.. وفي شارة جلية الى قضية اخرى في الجاسوسية الكبرى منذ الحرب العالمية الثانية القضايا المتصلة بافشاء اسرار الاسلحة النووية ومنها القضية التي اتهم فيها الدكتور "كلاوس فوخس" في انجلترا بافشاء معلومات القنبلة الذرية الى الاتحاد السوفيتي وحكم عليه في شهر مارس العام 1950م اربعة عشر سنة سجن.. وكذلك القضية التي اتهم فيها يوليوس وزبزغ وزوجته اثيل في العام 1952م ونفذ الحكم على الكرسي الكهربائي في حينه.. وقد حكم على زوجته بالسجن عشرين عاماً.. وفي اشارة اخرى يشير الكتاب الى قضايا الجاسوسية في مصر.. ابرزها القضية التي عرضت على محكمة الثورة المصرية في العام 1945م وحكم فيها على اربعة من المتهمين بالاعدام فيما حكم على الاخرين بالاشغال الشاقة لانهم امدوا جهات اجنبية بمعلومات حساسة بقصد الاضرار بمصالح البلاد العليا.. وفي 27اغسطس العام 1956م وبعد تأمين قناة السويس اكتشفت شبكة للجاسوسية البريطانية وحكم على اثنين من البريطانيين المشتركين فيها بالسجن مددا مختلفة وفي شهر العام 1964م القي القبض على الماني وزوجته بتهمة التجسس واستخدام المتفجرات بالطرود البريدية لارهاب الخبراء الالمان العاملين في مصر وحكم عليهما بالسجن 25عاماً.. "نواصل في الحلقة القادمة عن تجسس اليهود"