قبل ربع قرن من هذا التوقيت أغتيل الإمام يحيى محمد حميد الدين، الإمام الزيدي للمملكة اليمنية المتوكلية على يد علي بن ناصر القردعي المرادي أحد شيوخ قبيلة مراد ثم قتل القردعي في ريمة وقُتل حسين حسين القردعي في هجوم على منزل في صنعاء تابع للشيخ عبد الله الأحمر القرادعة سواء كانوا شيوخًا أم لا فإنهم كانوا نشطين في فترة السبعينيات سياسيا وكان لهم تأثير ومع ذلك لم تكن منازلهم الطينية قصورًا كان شيوخ المنطقة فقراء تقريبًا مثل رجال قبائلهم وفي يونيو 1972م بالقرب من الحدود السعودية قتل مجموعة من المسلحين القاضي يحيى العنسي وهو شخصية ثانوية إلى حد ما من الناحية المحلية يشيرون إليه بشكل غريب باسم حاكم بارات كان الحديث عن الإقطاع متشابكًا بشكل فضفاض في أحسن الأحوال مع الحقائق في ريف اليمن وزاد الوعي للتخلص من الطبقية والإقطاع وبدأت حملات اغتيالات لمجموعة من الأشخاص المتهمين بالإقطاعية والرجعية ومع ذلك لم يتغير شيء ولم يتحسن الوضع وبقي الحال على ما هو عليه وفشلت الثورة في إزاحة كل أنماط الإقطاع في تلك الفترة. كان على اجتماع عقد في وقت مبكر من عام 1970م الاعتراف بعدم وجود شروط موضوعية واسعة النطاق للكفاح المسلح ولكن في عام 1972م شهدت تعز وجهًا آخر من الحزن بمأساة اغتيال الشيخ سعيد بن سعيد المخلافي في الركن الغربي الأمامي لمسجد المظفر وقت صلاة العصر في شهر رمضان المبارك وكان قبل ذلك يكرس نفسه لقراءة القرآن الكريم في الجامع وفي مايو 1973م، قُتل محمد علي عثمان الذي كان في الحكومة منذ عام 1962م في تعز بعد صلاة الفجر ووصفه المقاومون بأنه عميل إقطاعي وتابع سعودي، حصل عبد الله الحجري كرئيس للوزراء، على قرض سعودي كبير واشتهر بقساوته في اليمن السفلى حيث تم تنفيذ عمليات إعدام واعتقالات واسعة النطاق واغتيل في لندن في 10 أبريل 1977م مع زوجته والوزير المفوض بسفارة اليمن الشمالي حيث تم إطلاق النار على الثلاثة في سيارتهم خارج فندق رويال لانكستر بالقرب من هايد بارك، كان تغير رؤساء الوزراء بشكل متكرر هو سمة المرحلة إضافة إلى عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية التي شهدتها تلك الحقبة وتحت الضغط السعودي المستمر.. وفي يوليو 1974م تم عزل الارياني من منصب الرئيس لصالح إبراهيم الحمدي وكان الحمدي قد احتل المناصب المهمة في الجيش الآخذ في الاتساع وهو مدعوم بشكل كبير من العمري وكانت توجهاته نحو تشكيل فدراليات تعاونية لكل الحركات الموجودة على الساحة السياسة في اليمن وعندما تم تشكيل كونفدرالية لهذه الحركات في عام 1973م انتُخب الحمدي رئيساً لها وكان أكثر اهتمامه على تشكيل جمعيات تعاونية في كل مفاصل البلد.. هذه الجمعيات التعاونية ليس لها شكل محدد فهي تعاون اهلي شعبي قد يتركز على قرية أو شيخ أو روابط عائلية أو عدد قليل من المتحمسين بدت جمعية التنمية أكثر رسمية وقد اكتسبت الفكرة الأخيرة زخمًا بعد إقامة الأمن والسلام في نهاية حرب أهلية مدمرة حيث بدأ اليمنيون في إدراك طريق جديد للهروب من التخلف ووسيلة سريعة للانضمام إلى مسيرة الأمم التي سبقتها على طريق الحضارة والتقدم واستبدل مجلس الشورى بمجلس تأسيسي ومجلس قيادة يضم عشرة أعضاء إلى جانب رئيس الجمهورية وجميعهم برتبة عسكرية وقد حظيت حركة 13 حزيران /يونيو التصحيحية بتأييد واسع وعقد أهم شيوخ الشمال عبد الله الأحمر اجتماعاً في همدان شمال صنعاء ضم قبائل محافظة البيضاء ومأرب وذمار والحديدة وتعزوصنعاء وإب والمحويت وحجة ويختلف معنى" القبيلة "اختلافًا كبيرًا بين هذه المناطق، في الواقع اجتمع مشايخ كل اليمن وكان هدفهم إنشاء مجلس قبلي مستقل عن سيطرة الدولة كان دعمهم للحمدي واضحًا لكن مع ذلك كانوا يريدون تأسيس مجلس قبلي بعيدا عن الحمدي كما كان دعم التقدميين من مختلف التوجهات للحمدي كبيرا خصوصا في جنوبصنعاء من الضباط والإداريين الشباب حيث كان الحمدي يرمز إلى اليمن الحديث.