إن ذكرى المولد النبوي الشريف ليست بالمناسبة العادية بل هي مناسبة دينية عظيمة تذكرنا بعظمة نبينا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم على انه اشرف خلق الله وانه بولادته أشرقت الأنوار ونكست رايات الطغيان واهتزت وتحطمت عروش الظلم والظالمين في كافة أصقاع الأرض قاطبة ولم يبق صنم يعبد من دون الله إلا هوى على رأسه وسقطت شرفات قيصر وكسرى وغيرها من الآيات التي رافقت لحظة وساعة مولده صلى الله عليه وآله وسلم.. هذه الإرهاصات التي رافقت مولد النور والجلال كانت بمثابة الإيذان ببدء عهد جديد يسوده العدل والسلام والمحبة والرحمة والنور والهداية. لذا يجب علينا استشعار عظمة هذه المناسبة الدينية الجليلة وهذه الذكرى العظيمة فنحرص من خلال ذكرى ميلاده الشريف على أن تولد في قلوبنا من جديد حقائق الصدق في الارتباط والصلة برسول الله وان تولد أيضا في قلوبنا أنوار المحبة الخالصة لنبينا الكريم وأنوار الإتباع لمنهجه القويم وأنوار الالتزام بكل ما جاءنا به من تعاليم الشريعة الغراء ومن قيم سامية وأخلاق نبوية كريمة فهو القدوة والأسوة الحسنة لنا في كل صفاته وأخلاقه وشمائله وسيرته العطرة الزكية، فهدانا الله به إلى الطريق المستقيم للفوز والفلاح برضى المولى في الحياة الدنيا وفي الأخرى دار الخلد والقرار. كما يجب علينا أن نحرص كل الحرص بأن نستفيد مما تحمله إلينا هذه المناسبة الدينية المباركة من الدروس والعبر والعظات فنستشعر معاني الجهاد والبذل والعطاء خاصة وقد سطر شعبنا اليمني قيادة وحكومة وقوات مسلحة أنصع معاني المواجهة المباشرة مع أعداء الأمة وأسناد ونصرة أخوتنا في غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً وكان موقفنا المناصر له تأثيره الكبير في إطباق الحصار الكامل على خطوط الملاحة التجارية البحرية للعدو الصهيوني وضرب عمقه بالصواريخ والمسيرات بعيدة المدى ولم يدخر شعبنا موقفاً سياسياً أو عسكرياً أو شعبياً إلا وبذله لنصرة فلسطين في حين كان هناك مواقف عربية وإسلامية مخزية ومتخاذلة شجعت العدو الصهيوني في حرب الإبادة وكان موقفنا اليمني المفاجئ للعدو وضمن محور المقاومة نابع عن ولائنا للرسول العظيم الذي اعطانا الجرأة لنصرة المستضعفين في موقف جهادي مقدس وأرعب العدو وداعميه وسنظل في هذا الموقف العظيم والمشرف حتى ينال إخواننا في فلسطين حريتهم واستعادة حقهم المغتصب وأرضهم المسلوبة. قائد الشرطة العسكرية بالمنطقة العسكرية السادسة